أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الأزمة السورية والنهاية العصيّة














المزيد.....

الأزمة السورية والنهاية العصيّة


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5076 - 2016 / 2 / 16 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحولت الأزمة السورية إلى كرةٍ ثلج تتقاذفها المصالح الدولية والإقليمية الكامنة وراء ما يحدث من مواقفٍ دولية هنا وهناك عبر العالم، وإذا أضفنا أن هذه الوضعية تسلك خطّاً تصاعدياً ومفتوحاً من التعقيد والاضطراب والخطر العسكري والدبلوماسي القائم الآن، فإن من الممكن ملاحظة أن الأخطار العظمى المفتوحة على مصراعيها ها هنا، أصبحت واقعاً يهدّد العالم بحربٍ «عالمية»، أو كما يرى بعض آخر بحرب «شبه عالمية»! فليست هنالك جهودٌ تفضي إلى توافق أو آخر، إلا وتجد أمامك جهوداً أخرى تعلّقها أو تسحقها أو تشكك في مصداقيتها. وهذا ما أنتج الاعتقاد بأن حل الأزمة السورية يكاد يكون قد فقد انتماءه السوري، وأُخرج من ثم من حاضنته وأسبابه وفواعله الأساسية الداخلية، مما يضعنا أمام اعتقاد البعض بأن حل الأزمة أصبح خارج أيدي أصحابها، وهذا ما قاد أطرافاً واسعة للبحث عن الحل خارج سوريا، وخصوصاً حين ظهرت أطراف إقليمية ودولية تعلن أنها هي المعنية بالأمر.

إن التدخل الدولي في سوريا لم يبدأ فيما فعلته روسيا، كما هو شائعٌ في الأوساط العامة، بل فيما أسست له الولايات المتحدة من مواقفَ زائفةٍ وهمية، أي حين راحت تزوّر دورها بإحالته إلى الدرجة الثانية أو الثالثة بعد روسيا و«داعش». ذلك أنها بهذا الفعل خلطت المواقف المحلّية والإقليمية الدولية، ووضعت نفسها في موقعٍ يرادُ له أن يقوم بإظهارها متضامنةً مع سوريا، ولكن «الآخرين» هم الذين حالوا دون ذلك، بل إن الأميركيين أظهروا هذا الموقف وكأنهم هم «مظلومون»، وقد ظهر الأمر هكذا مجسّداً خصوصاً في الرئيس الأميركي أوباما، فقد أراد أن يثبت أنه غير ذي علاقةٍ بما يحدث عالمياً، ما جعله يظهر غارقاً في التردد والتلفيق والسطحية والغباء السياسي، وفي هذا وذاك كان دور «المغلوب على أمره» يظهر ويسَوَّق على أنه معوق للدور الأميركي، الذي يوهم بكونه محايداً.


وفي سياق هذا كانت تلوح معالمُ موقف آخر من تلك الأزمة ظهر في أن الأميركيين والروس كليهما ذوو موقف واحد أو متقارب من الحدث السوري، وهو ضرورة حصار سوريا والحيلولة دون إنجاز ما تسعى إليه من الحفاظ على وحدتها أرضاً وشعباً.

ولعلنا ننتبه إلى عاملٍ آخرَ يراد له في ذلك أن يبقى فاعلاً، ولكن مغيّباً عن الأنظار والحسابات الاستراتيجية، ونعني العامل الإسرائيلي، فهذا الأخير لم يغب أبداً عن المسألة السورية والعربية عموماً، فإسرائيل ما زالت حريصةً على إبقاء الصراع بينها وبين العالم العربي ذا بعدٍ «وجودي» ينطلق من ثنائية الوجود والعدم.

إن الصراع على ذلك المستوى «الوجودي» يؤدي والحال هكذا إلى الحيلولة دون السماح لسوريا بتجاوز «الحدود المرسومة لها»، والدخول في مجال إعادة النظر في خريطة الشرق الأوسط، ومن هنا يبرز التوافق بين مواقف الأميركيين مع مواقف الروس: أن سوريا قد تهدّد هذا التوافق فيما إذا خرجت من طوق الفريقين كليهما، واتخذت طريق استعادة الحق الفلسطيني، ولو عن طريق «حل الدولتين». والآن اتضح لأولئك أن سوريا حين ترفض الخيار بتصفية القضية الفلسطينية، فإنها تكون قد دخلت في «حقل المحظور»، ما يجعل المسألة أكثر تعقيداً.

نحن هنا نجد أنفسنا متجهين في طريق الوصول إلى الخط الوطني والقومي في سوريا، الذي أعلن عنه نجيب عازوري عام 1905، حيث رأى أن الحل الإسرائيلي الصهيوني لا يُفضي إلى حل عادل، تتصدى له سوريا تأكيداً ومطالبةً. أما إذا غُيّب هذا الحل بحيث تفصل سوريا عنه، فإن الأمر يصبح ممكناً حسب رأي الآخرين، ومن ثمَّ فإن سوريا هذه لا تجد ولن تجدَ حلاً وطنياً وقومياً. هذه هي الرؤية الإسرائيلية للمسألة، مما يعني أن إسرائيل لن تجد مصيرها مقترباً أو قريباً من حلٍّ وطني وقومي لسوريا وللفلسطينيين وليس من مصلحتها أن ينتهي الصراع في سوريا.

لقد تعقّد الوضع في سوريا بظهور لعبةٍ شائكةٍ وخطيرة على طريق ما سيأتي لاحقاً، ولكن، دون أن يكون الداخل السوري هو الفاعل والمؤسس والضامن لحقوق الجميع المشروعة. أما الموقف والأفق المستقبلي فيبقى مفتوحاً على أكثر من اتجاه، وأكثر من نهاية ممكنة، حتى لو كانت تبدو الآن صعبة وعصية.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المتحاربون.. راعوا الفئات الضعيفة!
- عودة المشروع النهضوي العربي
- سوريا مَنْ الصديق ومَنْ العدو؟
- طريق الاستباحة الشاملة!
- وصل السيلُ الزُّبى!
- المشروع النهضوي.. مواجهة حاسمة!
- المواطَنة السعيدة
- الحقيقة الدينية
- استحقاقات راهنة
- واقع العرب واستحقاقاته
- السوق العولمي والعنف «الداعشي»!
- المحنة السورية والعدالة الدولية
- «داعش» ووحوش العولمة
- سوريا ومسيرة «الإنسان»
- «داعش» وفوكوياما و«الربيع العربي»
- يوم حشر سوري عالمي!
- الإرهاب يواجَه بالفكر
- من «البعث» إلى الفاشية الدينية
- ثورة الجياع في «الرستن»!
- مشروع عربي توحيدي


المزيد.....




- رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال ...
- وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س ...
- ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً- ...
- إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع ...
- -فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون ...
- رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس ...
- حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
- ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الأزمة السورية والنهاية العصيّة