أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - أما آن لليل أن ينجلي؟














المزيد.....

أما آن لليل أن ينجلي؟


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 06:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ أن بدأت الحرب الضروس في سوريا، كنا نتساءل عما إذا كنا ننتمي لفصيلة «الإنسان العاقل» الذي يستخدم العقل للفهم والاستيعاب والتمييز بين الحق والباطل، والقتيل والقاتل، ومثل ذلك أو أشباهه. أما ما أخذ يطرح نفسه على الناس فقد نشأ ضمن ضرورات المحافظة على حياتهم، وهنا اكتشف البشر أن تحقيق وجودهم لا يكتفي باكتشاف ما يحول دون ذلك من عوائق كانت موجودة وأخرى تنشأ في سياق وجودهم الاجتماعي بعُجره وبجبره. ولكن ذلك اقتضى وجوداً حيوياً يمكن التعرف إليه واكتشاف خصائصه، إيجابية وسلبية وأخرى محايدة، ما اشترط وجود ذاكرة تختزن الخيِّر والشرير والمحايد وما قد يتحرك هنا وهناك.

وكما نلاحظ فإن نشأة تلك الذاكرة مثلت الحاضنة لكل ما يمر على الإنسان إيجاباً وسلباً، وإذا عرفنا أن تمتع البشر بمثل تلك الأخيرة، سهّل عليهم أن يضبطوا ويصنفوا ما يعيشونه، بحيث تحول هذا إلى قاع تاريخي ينطلق منه صاحبه ويستلهم ما يفيده وما لا يسيء إليه، فكان ذلك تحولاً هائلاً في مسار أولئك البشر أولاً، كما في ظهوره معياراً معرفياً عاماً وخاصاً لهم ثانياً، ومن هنا اتضح أن ذلك ظهر بمثابته «ثورة أو أعظم ثورة عرفها الفكر الغربي»، بتعبير المؤرخ الألماني ماين إكه في كتابه «نشأة النظرية التاريخية أو المذهب التاريخي» (صدر عام 1936). والأمر الذي ينبغي تصويبه ها هنا يتمثل في النظر إلى تلك الثورة بمثابتها الأعظم في الفكر الغربي، علماً أن مثل ذلك حصل خصوصاً في قطاعات الصناعة والسياسة مع القطاع الأيديولوجي الديني الإصلاحي، ناهيك عما حدث، كذلك في تواريخ شعوب أخرى، وأخيراً يجب أن نضيف إلى ذلك كله المصالح المجتمعية الطبقية والفئوية وغيرها، مثل الدينية والمذهبية والطائفية.. إلخ، التي تخترق حياة البشر وتتوغل في منظوماتهم النفسية والمعرفية والأخلاقية، لتترك آثاراً في شخصياتهم سلباً وإيجاباً.


وفي ذلك كله وتحت تأثيراته، كتلك التي تهيمن على العالم العربي الراهن، ومن ضمنه خصوصاً سوريا، يفرض السؤال التالي نفسه على السوريين جيداً، وخصوصاً منهم من تتصل مصالحه ومواقعه السياسية والاقتصادية وتكويناته الذهنية الدينية والأخلاقية وغيرها، وهو: لماذا اشتعلت الحرب؟ وألم تُعرف الأسباب أو بعضها من تلك التي أسست للحرب وجعلتها واقعاً يفرض نفسه، كان ابن خلدون ومَن قبله ومن بعده مثل فولتير وكانت وماركس وعبدالرحمن الكواكبي وكوكبة طويلة من التاريخ العالمي، قد بحثت في الحرب أسبابها وسياقاتها ونتائجها، ووصلت إلى أن غياب العدالة والإصلاح وهيمنة الظلم والاستبداد في بلد ما يمثل استفزازاً للفئات والطبقات والمجموعات المحرومة، التي تطالب بحقوقها أو بالضروري فيها اقتصاداً وتعليماً وحكماً سياسياً.

ها هنا يجب التوقف عند ضبط وتفكيك تلك الظاهرات وإخضاعها للبحث العلمي الموضوعي، إذ حينئذ سنتوقف عند منعطفات قد تؤسس مجتمعة، لخروج الناس إلى الشوارع، إن الكرامة البشرية والإصلاح الجزئي والكلي والتغيير وفق التحولات والتغيرات في الداخل والخارج، إضافة إلى ما يجعل أولئك كائنات إنسانية هي الأثمن في الوجود في وطن نال استقلاله قبل عقود كثيرة. إن ذلك جدير بأن يكون المرجعية العظمى لدى الجميع، أما أن يكون الخارج (إيران وروسيا و«حزب الله») هو المرجع، فها هنا نقول: على الدنيا السلام!

لقد خرج الناس إلى الشوارع من أجل ما يجعل منهم بشراً حقاً، ولم يكن ذلك الخروج هواية، بل أكثر من ذلك، إن ما يقوله نبض الشارع مهم للأطراف التي تؤسس للوطن ولأولئك الذين يحكمون هذا الوطن، كنا نراهن على أن تُقرأ «رسالة الخروج» إلى الشارع هذه بمثابتها حقاً وواجباً، وليس من حيث هي استفزاز وتعجيز، فلقد كان الإصلاح الوطني وما يزال من الأولويات في مرجعية البناء الوطني، فالجميع خطاؤون والجميع يحتاجون من يذكّرهم -في حمأة الحكم وصعوباته خصوصاً- بما هو معادل لوجود الوطن نفسه. لقد ألمحنا في بدايات الانهيار على أن إنجاز ما كان مطلوباً لإصلاح الوطن السوري مثّل -في حينه- وجوده المباشر، فكان ذلك بمثابة رسالة تنطلق من أعظم حل لمشكلات بلدنا، فهذا الحل إنما هو -بكلمة- حماية للوطن واستجابة لضرورات التاريخ السوري العربي، في النهاية.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فلسطين إلى سوريا
- الدين لله والوطن للجميع
- سوريا وأسئلة اللحظة
- القصور التاريخي
- من الصهيونية إلى المشروع «الفارسي»
- الأزمة السورية والنهاية العصيّة
- أيها المتحاربون.. راعوا الفئات الضعيفة!
- عودة المشروع النهضوي العربي
- سوريا مَنْ الصديق ومَنْ العدو؟
- طريق الاستباحة الشاملة!
- وصل السيلُ الزُّبى!
- المشروع النهضوي.. مواجهة حاسمة!
- المواطَنة السعيدة
- الحقيقة الدينية
- استحقاقات راهنة
- واقع العرب واستحقاقاته
- السوق العولمي والعنف «الداعشي»!
- المحنة السورية والعدالة الدولية
- «داعش» ووحوش العولمة
- سوريا ومسيرة «الإنسان»


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - أما آن لليل أن ينجلي؟