أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - من الصهيونية إلى المشروع «الفارسي»














المزيد.....

من الصهيونية إلى المشروع «الفارسي»


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5090 - 2016 / 3 / 1 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تأتي الأحداث الجديدة المتلاحقة في عدد من البلدان العربية، لتدل على ما قد نصوغه بتمخض عميق لحدث مهم في العالم العربي، بعد مرور عقود من الانكسارات وخيبات الأمل في بلدان عربية تكاد تكون قد شكلت حالة أو دورة جديدة من التحولات التاريخية، نعني بذلك ما يواجهنا الآن من «انحطاط» نوعي للعالم مع نشوء الظاهرة «الداعشية». واللافت أن هذه الأخيرة تفصح عن نفسها في سياق نشأة «العولمة» وتمددها أولاً، وعلى وقع التفجرات العربية المفتوحة ثانياً، التي جاءت لتُعبر عن الإخفاق التاريخي المريع للمشروع العربي ولمشاريع «العالم الثالث» عموماً.

لقد أخذت الأحداث العالمية والإقليمية والمحلية تتطور سلبياً، بحيث أفضت إلى ولادة التسونامي الجديد، الذي قلب العالم على قفاه، وهذا ما يسمح لنا أن نضبط الفاعل الأول الكبير كونياً فيما يحدث، وهو المتمثل في «النظام العولمي» من طرف، وأن نمسك بزمام الحطام العربي وبما قد يؤول إليه عربياً من تحولات نوعية عظمى من طرف آخر. فالأمران يراد لهما أن يحققا «دورة تاريخية» جديدة نوعياً في العالم العربي، كما في الشرق الأوسط.


وإذا انطلقنا من الإخفاق المركب والشامل والمريع لمشاريع العالم الثالث (وهنا يعود ثانية هذا المصطلح)، فإننا نواجه حالة من قلب الدائرة عربياً: إن المشروع الإيراني الذي يجسد أحد أهداف القوى الاستغرابية الظلامية والسائرة في ركاب بلد أو آخر موتور تاريخاً وراهناً، يجد نفسه في حمى «الثائريين» الجدد الفاعلين باتجاه الانتقام ممن حاول، مبكراً رد الاعتبار لمن أخفق في إذلال العرب، وخسر من ثم معركة «تاريخية» هي معركة القادسية هكذا، حاولت إيران «الشيعية» أن تلملم جراحها وجراح من تزعم أنهم «المظلومون» في التاريخ، ما يجمع - برأي إيران - بين هؤلاء وبين الشيعة المعاصرين والآخرين جميعاً، لإعادة الاعتبار لأولئك. لم يدرك هؤلاء أن اشتراك البعض في مذهب ديني أو طائفي لا يسمح بإزالة ما يجعل من كل من الفريقين مساوياً للآخر ومتماهياً به. هذا قصور معرفي وخطأ اجتماعي وقيمي، إضافة إلى أنه يحدث خللاً في إطار بناء المجتمعات، على الرغم من أنه قد يكون عامل تقريب ما. إذ ما الذي يدعو إلى تماهٍ سني باكستاني بسني شركسي أو سوري دمشقي.

أما الوجه الآخر، فيتمثل في أن الأمر حتى حين يؤكد فيه على الالتقاء المذهبي بين مجموعات متعددة، فإنه لا يلغي الانتماء القومي التاريخي والوطني لتلك المجموعات، ناهيك عن الإطاحة بهذا الانتماء. ها هنا تدخل عناصر وعوامل أخرى. وها هنا تبرز أهمية التوازنات والتباينات والتوافقات المتعددة بين الفرقاء المتعددين.

إن ذلك كله لا يتوافق مع ما أحدثه ويحدثه «حزب الله» اللبناني راهناً، فهو حزب لبناني بانتماء قومي عربي وبعقيدة طائفية ذات خصوصية محددة وبنية وطنية لبنانية، ولكنه أطاح بذلك كله لمصلحة إيران والصهيونية ومن ثم، فإن وضع استراتيجية سياسية ومذهبية لبنان (أو لغيره). وثمة نقطة أخرى حاسمة منهجياً وتاريخياً، وتقوم على ضبط التحول من «مقاومة المشروع الصهيوني تاريخاً وراهناً إسرائيلياً، إلى مقاومة المشروع العربي مجسداً في الخصوصيات الوطنية السعودية، ولصالح مشروع إيراني فارسي يعلن أصحابه بأنهم يملكون الآن «أربعة عواصم عربية بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت»، مع الإشارة إلى أن إيران تحتل الآن ثلاث جزر إماراتية.. فنحن أمام مشروع إمبراطوري مضاد بوحشية للعرب، ويسعى لنشر للإرهاب في لبنان وسوريا وغيرهما.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة السورية والنهاية العصيّة
- أيها المتحاربون.. راعوا الفئات الضعيفة!
- عودة المشروع النهضوي العربي
- سوريا مَنْ الصديق ومَنْ العدو؟
- طريق الاستباحة الشاملة!
- وصل السيلُ الزُّبى!
- المشروع النهضوي.. مواجهة حاسمة!
- المواطَنة السعيدة
- الحقيقة الدينية
- استحقاقات راهنة
- واقع العرب واستحقاقاته
- السوق العولمي والعنف «الداعشي»!
- المحنة السورية والعدالة الدولية
- «داعش» ووحوش العولمة
- سوريا ومسيرة «الإنسان»
- «داعش» وفوكوياما و«الربيع العربي»
- يوم حشر سوري عالمي!
- الإرهاب يواجَه بالفكر
- من «البعث» إلى الفاشية الدينية
- ثورة الجياع في «الرستن»!


المزيد.....




- بعد الملاعق... كيت بلانشيت تتألق بإطلالة من الأصداف ودبابيس ...
- بيونسيه وجاي-زي بإطلالات مستوحاة من الغرب الأمريكي في باريس ...
- هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية: الضربات الأمريكية جعلت -فورد ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية -تضررت بشدة- جراء الضربات الأم ...
- قاآني يظهر في طهران بعد شائعات اغتياله، فمن هو الرجل الذي يق ...
- واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء ال ...
- مسلم ومناصر لفلسطين.. زهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهي ...
- حلف الناتو ونسبة 1.5% الغامضة من الإنفاق الدفاعي.. الشيطان ف ...
- دول الناتو تصادق على زيادة استثنائية في الإنفاق الدفاعي
- القوات الروسية تواصل التقدّم في شرق أوكرانيا وتنفذ موجة قصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - من الصهيونية إلى المشروع «الفارسي»