أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون القلعة والمقدام 1














المزيد.....

داخل الاتون القلعة والمقدام 1


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5181 - 2016 / 6 / 2 - 09:50
المحور: الادب والفن
    


هبت رياح امشير حاملة معها الاتربة التى غطت حقولهم الخضراء ،زفرت الاشجار فى حنق توارت خلفها الازهارالصغيرة،كانت المس مختفية قابعة خلف السحب تستريح فى فترة عملها التى دامت لاشهر فشعرت حينها بالملل فذهبت للاستراحة وحلت السحب فى مهمتها
خلف ظلال تلك الشجرة التى قبعت على اطراف احدى القرى التى نسى اصحا ب القلعة البعيدة على ضفاف البحر الواسع ان يضعوها داخل رقعتهم الجلدية التى كتبت بدم الغزال
خلف شباك نجحت تيارات الهواء بانتزاع اوراق الجرائد التى تحاول التصدى لها تاركه اياه مفتوح تراقبه فتاة جلست ساهدة عيناها اعتادت الظلام فلاحظت ذلك الطيف الراكض من بعيد ،راقبتها عيناه صمتت تقدمت خطواتة ناحية النافذة المفتوحة بهدوء ،تراجعت الى الخلف سامحة له بالقدوم اليها.



تجاوزت ارتجافة جسدها الهزيل،تقدمت الية تصطدم قدماها ببعضهما حاولت ان تتراجع ولكن الاوامر لم تصدر لبقية اجزاء جسدها فاكملت الطريق يداها ارتفعت اقتربت من وجه ملثم ظل ينظر اليها بصمت وصبر وهى ترتجف وتنزع عن وجهه اللثام اصطدم بكف يدها الصغير بذلك الجرح الذى اصاب صدغة الايمن
حاول ان يتكلم لكنة لم يستطع ..كان يعلم انة بحاجة اليها هى فقط ..من تستطيع حمايتة بعد ان لفظتة القلعة ومدينتها الواسعة فلم يجد سوى اطراف القرية التى نسيتها خريطتهم عن طريق القصد
سمعا صوت عجوز القرية يتردد صداه ذلك الذى اقترب من المئة هكذا يحكى الاولين من يعلم يتهامسون عن عمره بحذر يتداولون انة شيخ القرية وزعيمها ..كان مساء طوال الصيف يجلس فى الساخحة الواسعة يتحلق من حولة الصبية والشباب وهو لايكف عن اخبار قصتة الاثيرة الغابرة
كان يصول ويجول بالكلمات وقت ان تخرج من فمه تغذى القلب والشرايين يعود الشباب تتوقف الالام..قدماه العاجزة تصلب عودها يرتفع صوته القوى الذى يخشاه كل كبيرا فى تلك القرية .
يجلس على يمينه ذلك الحبشى القصير كلما تحشرجت صوته اعطاه كوز المياه هو مساعدة الذى وجده فى يوم عاصف منذ سنوات نسى عددها بجوار داره على الاطراف كان صوت البكاء الضعيف يمتزج مع صوت الرياح القوية كان عصا شيخة وضوء عيتية فى الظلام وناسخ لكتابة الضخم الذى اضحى مشروع حياتة عن تاريخ القرية المدفونة هكذا صار اسمها ولقبها عرفتها به اجيال بعد الاخرى حتى انمحى اسم القرية الاولى ولم يعد احد يتذكره ولم يبقى سوى عجوز لقب بحافظ الارث يجلس بجوار ضوء شمعة صغيرة يصنعها بعناية من بقايا الخبز الذى ترسلة لهم المدينة فى نهاية كل اسبوع وفى المساء يجلس فى الساحة ،صوتة اعتاد تاليف الاناشيد الحزينة التى تخرج عنه دون ارادتة طوال فترة انتظار القادمين الى الساحة وبجواره الحبشى يدون مسرعا كل كلمة تخرج من فم معلمة كان تلميذة النجيبوهو اسرتة وعائلتة لا يذكر احدا سواه ...
عاد صوت شيخة يرتفع فى الافق يخرجة من شرودة تجمع الصبية حول شيخهم كانت اعداداهم تقل كل يوما عن الاخر فمنذ ايام قدم من طرف المدينة مندوبها السرى متشح بالسواد قرع باب الشيخ فى منتصف الليل كانت رسالتة المدينة واضحة ..ممنوعة هى الكلمات حتى لاتخرب عقول الصبية ..كان الحبشى يسترق السمع قللقا على شيخة العجوز ..احضر بخفة بلطتة وخبئها خلف يدية منتظرا اللحظة المناسبة ليدافع عن نفسة ..تنبة الشيخ للخطر فصمت على رد المندوب ثم اجاب :فليفعل الله ما يريد
فى شباب ذلك الشيخ كان من انصار المدينة لذا ارسلت لة القلعة مرسالها لاجل خدماتة القديمة لم يعاتب او يتحدث بل قبل فى مت ..اثار ما حدث تعجب تلميذة الحبشى الذى لم يستطع اخفاء اندهاشة فى صوته ونظراته التى فضحها الشيخ رغم ضعف بصره
قال له ضاحكا :ولكن لدى بصيره يا بنى وهى تقول اترك العاصفة تمر الان ..انت تعلم ان انفاسى الاخيرة اتركها فى الكلمات التى نضعها سويا وهو ميثاقنا حتى ياتى يومها هذا كاتاب سطر فية حكايات القلعة والمدينة مابين السور والقرية
ساحكى قصة خراب الاقدمين ..لابد لنا ان نعود يوما الى الخلف ..يا صاحبى لايدخل احد قرية مظلمة لايعلم اركانها ويتوقع منها الخروج سالما كنت شابا حينها ولكن اسمع شيخ القرية العجوز لم يكن دوما عجوز بل لقب بالمهووس لانة فى صغره احب النرجس وعشقها فى زمن القرية المزهوة عامرة بالدكاكين والاسواق والاقمشة والاجهزة من كل صوب ونوع كانت القرية تزرع وتتباهى كل اهل مدن البحار السبع لم يكن يضاهى حسن فتياتها حسن فكان العجوز شابا ابن وحيد لاكبر بيوت القرى هكذا قالوا من اهل الزمان ولدا وحيدا بعد ان كانت امة سيده توقفت عن الانجاب بعد ان احضرت للدنيا سبع صبايا ملاح تتباهى بجمالهن ورشاقة غزلهن على المغازل ..كن يصنعن الحرير والبسهن العجيبة كانت مسار التندر من اهل القرية لم يسمع احدا من قبل عن اهل المدينة والبستهن وكان ابن البيت الكبير يسير فى الاسواق متباهيا بالحسن والاصل يطارد فتيات القرية بنظراتة المتطلعة .
لم يكترث لوالده الغضوب الذى فقد الصبر بعد ان طال انتظار الولد واتى لامة فى المنام بهى الطلعة راقد بين ذراعيها ثم ممسكا بيدها لينير لها الطريق وزوجتة التى قامت تصرخ بعد ان انشرح قلبها من المنام وفسرتة لها غجرية كانت من اهل الغجر الذين اتوا ليسكنوا وسط الحوش القبلى الجاف بالقرية بعد ان سمح لهم اهل البيت الكبير بالسكنى اذا سلكوا الحسنى مع اهل الارض ولم تطال يدهم احدا بالسوء



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داخل الاتون جدران المعبد25
- داخل الاتون جدران المعبد24
- داخل الاتون جدران المعبد 22
- داخل الاتون جدران المعبد 23
- التراب والجلد والعظام
- متى ستهجر المراة العربية بيت الاوصياء؟
- داخل الاتون جدران المعبد 20
- داخل الاتون جدران المعبد 21
- المراةوالتكنلوجيا
- داخل الاتون جدران المعبد 18
- داخل الاتون جدران المعبد 19
- هى وظلها
- الوحش يخاف من غضبك
- داخل الاتون جدران المعبد 17
- العزلة
- داخل الاتون جدران المعبد 16
- هل انت حر؟
- سارق
- امرأة تقرر
- داخل الاتون جدران المعبد 14


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون القلعة والمقدام 1