أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 20














المزيد.....

داخل الاتون جدران المعبد 20


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5174 - 2016 / 5 / 26 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


تعثرت صغيرة تركض وسط الحضور كان موكب الاميرة يثير المدينة كان الجميع يركض من خلف الموكب يتلمس منها ان تلقى بيدها بعض بذور البركات ..لولا مرض امها الشديد لما اضطرت للركض والتعثر كادت ان تدهس قبل ان تنهض لتركض...كانت الصغيرة تكره الامير ..الاميرة انه يتدثر بملابسه لم ترى ملامحه يوما ..كانت تسمع همسات نسوة انها اميرة وليست امير منذ سنوات قيل انه اخرج جدها متطهرة من يومها وهو حبيس القصر..لا يزال الهمس حول صرخات الليل التى يخفق منها قلوب الصبيه فى الليل تاتيهم من ذلك القصر الملعون ..كان على الصغيرة ان تصرخ فحسب انها رومانية لتحصل على حصتها من البركات لكنها لم تفعل هى لا تدرى حقامن اى بلدا هى هنا حيث ولدت قيل لها ان المدينة هى الاسكندرية وهناك اسكندرية اخرى لا تدرى اين هنا تاتى كل الالوان الكل هنا يحيا وينجب فالكل اذن ابناء تلك المدينة...
حصلت على ترياقها الصغير ركضت بقوة اكثر وسط الحشود عليها ان تعود سريعا لتشفى امها مثلما شفيت جدتها التى اخرجها الامير من مياه البحر كما كانت مثلما رددت امها على مسمعها الحكايا مرة تلو الاخرى لا تكف عن ترديدها منذ ان رحل والدها ليحارب المتمردين هناك فى تلك المدينة البعيدة التى يسمونها طيبة انها لا تفهم ذلك الاسم لا تشعر انه رنان قبل ان تدق به طبول الحرب يقولون سوف تاتى جيوش من خارج المدينة...هل سيعود والدها من جديد كانت تسأل امها فيما مضى ولكن منذ ان لزمت فراشها تنتظر ماء التطهر لم تعد لسؤالها ابدا ...

منذ ان رحلت جدتها وهى لم تعد تبالى بشىء نفذ الطعام لم يكن هناك طارق سوى ذلك الرجل كان سيتقاضى عنها مالا وفيرا فهى صغيرة وجميلة ..الان ستباع لسيدة فى ذلك الصباح استيقظت مرتعدة رحلت من خلفه فى صمت كانت تراقب تلك الارفف من الخشب التى وضعت عليها المخطوطات فى كل مكان من الجانبين ..
قيل لها ان سيدتها فيلسوفة كانت تراقب زوارها حينما كانت تجلس لتحاورهم ..كانت تسخر منذ ذلك الامير..لم تكن تخافه مثل بقية الناس!

تراجع الى سفينته وقف من بعيد يراقب الادخنة المتصاعدة والنيران ،جنوده المجروحين يتكأون على الباقين منهم فى طريق عودتهم للسفن..يقولون ان النيران طهرت تلك البقعة من الدماء ..سمع دندنتهم ..لم يعد احدا منهم يبالى بالامير..منذ ان خرجوا بجواره فى حروبه التى صنعها واحدة تلو الاخرى ..من احبائهم الذين تركوا لقطاع طريق عبيد يقتلونهم لاجل المال ويعدون لمخابئهم تحت الارض بينما هم يحاربون مدنا بعيدة ويسقطون قتلى فى ارضا غريبة..لم يعد واحدا منهم يصدق ان الالهة مع ذلك الامير لقد استدارت بعيدا عنه..قريبا سوف تحل لعنة الالهة به فى داخل قصره..قصره الذى كان له منارة تضىء للقادم من بعيد على طريق البحر اصبحت هى ايضا مشتعلة ..مشتعلة مثل قصره..رأوه يبكى...لم يروا الههم يبكى من قبل...

قالوا لقد فر الامير ...اضاءوا المصابيح جردوا المدينة بحثا عنه ،كان كل ما يتذكروه بكائه على جثث جنده ..كان يبكى جوار كل جثة ويمارس طقوسة الجنائزية ..فى النهاية كان قائدهم ويحق لهم فقط قتل كما يليق ..لقد كان قائد الجند والحرب لكنه لم يمنحهم شرف ذلك هرب..كان فى المدينة من ذو العباءات السوداء يحملون العصى بعضهم يتكأ عليها والاخر يحملها فى يده وهم يتجولون يبصرون حال المدينة قبل ان يعودوا الى جبالهم ...

منذ ان رحل الامير سادت الفوضى قبل ان ترسل من تلك المدينة البعيدة بحاكم جديد..لم تكن تشعر هى بالخوف منذ ان وطئت قدماها بيت السيدة لم تعد تشعر سوى بالامان ..لم تكن عبدة بل وصيفة سيدتها تسير الى جوارها تساعدها فى الملبس والاستحمام تتجول معها وسط مخطوطاتها الكثيرة تراها وهى تتحدث وسط تلاميذها كانت تسمح لها بالجلوس من بعيد والاستماع لم تكن فىا لبداية تفهم ما يقال لكنها اصبحت تعلم..تعلم مزيدا من الاشياء ..كانت تراقب عيون تلاميذها تتحلق من حولها وهى تنظر الى السماء وتتحدث عنحيوات اخرى فى اماكن بعيدة لم تطاها قدم انسان من قبل ..كانت تتحدث عن حيوات اخرى كانت من قبل لم نعرفها بعد ..كانت تتحدث عن الزمن علمت العبدة ان هناك زمن وعليها ان تتعلم كيفية قياسة...



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داخل الاتون جدران المعبد 21
- المراةوالتكنلوجيا
- داخل الاتون جدران المعبد 18
- داخل الاتون جدران المعبد 19
- هى وظلها
- الوحش يخاف من غضبك
- داخل الاتون جدران المعبد 17
- العزلة
- داخل الاتون جدران المعبد 16
- هل انت حر؟
- سارق
- امرأة تقرر
- داخل الاتون جدران المعبد 14
- داخل الاتون جدران المعبد 15
- هيمنة الذكور
- لما تموت الكاتبات العربيات قهرا ؟
- محمد جبريل تجاهل الاديب والمثقف
- كيف نوثق كتابات المراة العربية؟
- ادعم التيار الثقافى البديل
- مكتبة لكل فتاة


المزيد.....




- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 20