أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 14














المزيد.....

داخل الاتون جدران المعبد 14


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 03:22
المحور: الادب والفن
    


كان يعبث فى الماء عندما لمح تلك الاسماك الصغيرة تقترب من شباكه ..كان جائعا ..راقب الاسماك الصغيرة وهى تنتفض انتفاضتها الاخيرة كانت تبحث عن مياهها التى اخرجها منها ..راقبها وهى تضرب بذيلها بعنف تريد ان تتنفس..كان خائفا وهو من ولد فى البحر واصطاد ما استطاع من قبل او هكذا اخبر صديقه لكنه ابدا لم يكن صياد كان خادم الجميع على سطح تلك السفينة تذكر كلمات مارسليا الى متى ستحب ان تظل عبدا ؟...اخذ السمك والقى به سريعا الى البحر من جديد..راقبهم وبعض منهم ينجو ويعود الى بحره من جديد بينما ظل الاخر ينظر اليه بحدقتيه الباردتين يحاسبه على اخراج روحه امام عينيه ...
لم يستطع النوم كان يعرف اين مارسليا الان انها جوار طيورها التى تنام فى وسطهم جوار بيت سيدها الخادم الاوسط !..اراد ان يودعها سيرحل تلك المرة مع ريس سفينتة الجديد لم يخبر صديقه الذى سيحزن برحيله وهو الذى وعده بالبقاء هنا الى الابد !.اراد ان يخبرها انه راحل الى مارسليا حيث مدينتها ربما هناك سيجد لها امها وارضها ايضا ربما يعود ويصطحبها الى هناك دون الحاجة الى الحانة او اموالها الفضية ..لن يكون صيادا للسمك او حارس من حراس السور المتهدم خادم يحمل جره المياه الى الحراس المتهالكين بينما اصوت الخوف تاتى من قبلهم عندما يلمحون حارس من حراس القصور لاصحاب الارض ...وربما صوت صاحب الحانة الضعيف الذى سمع يصرخ بانه ليس القاتل ..ولكن كان لابد من وجود قاتل لاصحاب الحانات والحرس لا يعود للقصر من دون جانى !..ليلتها كان يستلقى على سطح سفينتة وصوت الصراخ لا يزال فى اذنيه يومها عرف انه سيهرب ايضا مع تلك السفينة الى مدينة اخرى ولكنه احبها تلك المرة ستحقق له ما يريد ..كان يلهث وهو يفكر فى ملامح وجهها الدقيق والمكتظ وهو يخبرها وهى ترفع حاجبيها فى دهشة وسعادة ...سيبقى الى جوارها فى ذلك العراء حتى الصباح ثم سيرحل ...كان يقترب ولا مشاعل سوى مشعله الصغير الذى ينير له الظلام الحالك من امامه ...سمع صوت الدجاج يركض فى كل جانب بينما هو يقترب ...كان صوت ريس السفينة هناك يعلو ...كانا يراهما معا جلس يراقبهما لم يتحرك !..كان عقله يخبره بانه سيقتله لكن قدماه لم تتحركان ..عندما استطاع الحركة ركض الى حيث الحداد صاحبه ..
كان يتغنى بانشودته التى تعلمها منذ الصغر بينما اصوات الهمس تتعالى تبحث عمن قتل ريس السفينة بينما شباك الصياد تمتلىء بالسمك ...اسكليبوس ايها الملعون ماذا فعلت ؟كانت مارسليا تهمس جوار اذنه لم يلتفت اليها ..صمت كانت تعلم انه من فعلها ..أعاد اسماكه الى البحر من جديد !..
علا همس الصيادين عاد الليل وعاد يتخفى خلف السور المنهدم من جديد ..كان الحارس يراقبه من بعيد وهو نائم جوار السور ..خفت اصوت اصحاب الحانات عندما عاد الحرس للقصر من جديد واخبروهم انهم عاقبوا القاتل ولم يعد هناك خوف من جديد ...كانت مارسليا تتجول فى السوق تبحث عنه جوار السورالمتهدم ..بالامس اقسمت الا تراه من جديد ولكنها فى الصباح عدلت عن رايها وخرجت للبحث عنه ..كانت تهمس لنفسها محذره لا تنسى انك عبده وهو ايضا ...
علا صوت قائد الشرطة من انت ؟ لم يبالى الصياد فى محبسه ..كان يشعر بالخوف ..احب تلك الغرفة المظلمة تحت الارض التى وضع بداخلها لاول مرة يسكن تحت ارض صلبه لن تهتز من تحت قدميه عرف الثبات لبعض الوقت ..احبه لا يدرى او يدرى لكنه لن يعترف بذلك سيظل يجهر انه احب البحر اكثر ..كان الحرس يصرخون بوجهه ..علم ذلك الصباح انه سيواجه قائد الشرطة بذاته لا يدرى ان كان عليه اخباره انه كان حارسا من حرس السور المتهدم واحدا ممن وقفوا فى ذلك الطابور الطويل فى نهاية عهد الملك السابق وهرب مع من هربوا وعادوا لحياتهم قبل ان يعود الملك الشاب من جديد ...هل نسى قائد الشرطة ان الملك عفى عن الهاربين ؟!...نعم تذكر ..زفر فى ارتياح عرف الان بماذا عليه ان يجيب وهو الصياد الذى لم يعتاد الكلام واحب الصمت والخمر ومارسليا اكثر من اى شىء اخر حتى صديقه الحداد !...



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داخل الاتون جدران المعبد 15
- هيمنة الذكور
- لما تموت الكاتبات العربيات قهرا ؟
- محمد جبريل تجاهل الاديب والمثقف
- كيف نوثق كتابات المراة العربية؟
- ادعم التيار الثقافى البديل
- مكتبة لكل فتاة
- قيادة نسوية موحدة يا كاتبات
- ظظهورات الاخيرة
- داخل الاتون جدران المعبد 13
- كيف نحطم قيود المراة العربية ؟
- عايدة لم يعد ما يحملنى على البقاء
- مارجريت لست فى انتظار الموت
- الخادمة المقدسة
- واين هم العرب يا استاذ افنان القاسم ؟
- نوال السعداوى لما كان كل هذا العناء؟
- اين نوال السعداوى؟
- هى عدوة هى
- داخل الاتون جدران المعبد 11
- داخل الاتون جدران المعبد 12


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 14