أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 15















المزيد.....

داخل الاتون جدران المعبد 15


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 03:22
المحور: الادب والفن
    


فتح عينه على ظل العملاق الذى اوقف خيط الضوء الضعيف الذى كان يصله فى قبوه ..علم ان رئيس الشرطة قد جاء ربما سيتحول قبوه الثابت والامن الان الى صوت صاخب يخرج من ذلك القائد موجهه الى وجه اسكليبوس الذى تراجع لم يخف من سيده ريس البحار من قبل ..بلى خاف ولكن ليس بذلك المقدار الذى جعله يتراجع الى الحائط الان ..كان يردد بصدق لم اقتل ..لم اقتله ..كنت فقط اسرق الخمر..كنت اهرب ..فى ذلك اليوم اردت بعض السمكات لى وعندما قال لا رحلت ..دخلت الى المدينة لانى كنت جائع ..ولكن لا ليس صحيح بل قتله القائد الجديد ..نعم ..نعم يا سيدى القائد للجديد للسفينة انه ريس البحار الجديد وكل الصيادين يهابونه ولن يخبروك يا سيدى انه من قتل ريسه القديم لياخذ عوضا عنه اراد ان يغادرذلك الميناء ويطوف الموانى الاخرى البعيدة اراد ان يكون المغامر الجديد وسيد البحار بينما ريسنا القديم كان يرفض ..كان يحب تلك المدينة ولم يرد الرحيل عنها ..صدقنى ..صدقنى انا لست صيادا..انا انظف لهم السفينة ..انا من يحضر لهم الاغراض...
نعم صحيح اردت خدمة سيدى الملك لذا تطوعت لاكون من حرس السور المتهدم وعندما اعفانا مولانا الجديد عدت ..الى سفينتى القديمة.. والتنظيف ..

يسقط منى الحبر ينسكب امامى كلما اردت ان اكمل لك يا عزيزى رسالتى ولكن اكليبوس لم يعد يقدر مثلما مضى ان يروى كل ما حدث من جديد كلما تذكرت الان اخجل من ذلك الشاب الذى نعتوه بالمجرم وحتى اننى اخجل ممن قالوا قديس وكلما تذكرت كيف كانوا يركضون من خلفى ليحملوا عنى الثياب تذكرت تلك الليلة المشؤمة التى وطات فيها قدمى ذلك الجب ..الجب الذى اعتقدته حينها انه ملجا لى اهرب اليه من التارجح لكنى من بعده لم اعرف الثبات ...احزن عندما اعلم ان مارسليا لن تسامحنى ..ولكنها تعلم انه كان عليها البقاءهناك ايضا ...
تبختر من جديد فى الاروقة وهو بلباس الحرس الجديد ..كان فرحا لانه نجا من الموت فى ذلك القبو ولكنه اراد الصيد ولم يقدر ..رحلت السفينة وعليها ريس البحار الجديد كان حارسا ولا يزال غاضبا كان يقول لنفسه انه هو سيد البحار الجديد وليس احدا اخر ولا حتى حارس ..كان يجلس مع الحرس ..حرس القبو ..وكان عين على الحانات ومن ادرى منه بدروبها ..ومن اعلم بالطرقات فى الليل التى خبرها اكثر من غيره ..علم ان الخمر هو سيد رئيس الشرطة هو يعلمه من الحانات ولكن من يعلم بالصياد ..انه ابله بلباس مهترىء ..ولكن هناك فى ذلك القبو كان حارسا على اكثر من ارتدى الملابس المهترئة ورفع صوته بوقاحة على الملك ..بل كانت هناك امراة فى الداخل هى الوحيدة التى احتجوزها..كانت تصرخ طوال فترة مرورا رئيس الشرط بانها تكره زوجها !لكن احدا لم يعد ينظر اليها او يأمر بمزيدا من العقاب كانوا هناك جميعا ينعتون بالجنون وكان الصياد حارس قبرهم ...لم يكن له حق الرفض تعلم منذ زمن كيف يصغى كان يعمل فى الليل بين الساحات وفى الصباح يعود لموضع نومه فى حراسه القبو..لم يعرف كيف يكتب فاحب الحديث واجاده كان يقف ويقدم تفاصيل ما راى ..كان فى المساء ينعت نفسه باسكليبوس الملعون كلما راى احدا ممن تحدث عنهم يلقى به فى ذلك القبو الكبير ..كان يعطيهم الطعام ولكنه هناك لم يكن ينظف ولم يهتم احدا فكان يقول انهم حقا مجانين فقدوا عقولهم مثلما يقول رئيس الشرط ...
لما لم يلقوا ببعض منهم الى البحارة سمع هذا وسخر فى سره كانوا يقولون ان ريس البحار الجديد مجنون ألقت به مدينتة البعيدة لدينا فاتى ليقتل سيد بحارها لياخذ موضعه ويعود لبحره الهائج من جديد حاملا معه بحارته الذين عاونه فى قتل ريسهم ..كان اسكليبوس يشعر بالراحة والسخرية كلما سمع القصة تتكرر على لسان احد الحراس هل يقول لهم انه كان صيادا لن يصدقوه ..لم يجرؤ يوما ان يقول انه بحار لكنه فى نفسه كان سيد البحار ..تعلم الصيد منهم وهو ينظف بقاياهم لكنهم لم يتناولوا من طعامه قط او ينعتوه بالصياد بل كان صبى التنظيف ..لم يعد يتذكر كيف مات ريس السفينة ومن قتله ..احيانا يتسأل هل قتلته يده حقا ام انه كان يحلم ؟!..لم يرى مارسليا من تلك الليلة ولم يشعر بالغربة فى ذلك ..لما لا يدرى وهو يعلم انه لا يزال يحبها ..هل يفعل ؟انه حائر يتقلب على ذلك الفراش الخشن اللعين لكنه ثابت افضل من البحر الهائج ..ولكنه احب ولم يعد ينام الا وجسده يتقلب على الامواج ويهتز ..يسمع مزيدا من الصراخ الملعون للمجنونة انها ترفع صوتها بحدة اكثر تقول انها حرة وليست زوجة تريد اخراجها من هنا يسمع الحراس يطلقون نكاتهم يعود ليغمض عيناه من جديد ..سيلقى لهم فى الصباح الطعام يتلهفون عليه تعلموا ان طعمه مقبول واحبوه ايضا حتى ..المراة المجنونة تفعل ايضا ..مرت الشهور ساكنة قبل ان يهمس الحرس بعودة السفينة لما يلقى البحر بمزيدا من المجانين لديهم الان القبو لم يعد يحتمل المزيد ...
يقولون اصابك الجذام يا عزيزتى ارجوك ردى لى الخطاب واخبرينى الحقيقة ...كانت هى فقط من تعلم انه يحصى الدقائق على اهل الساحات فى الليل وهو يسير فى وسطهم بردائه المهترىء القديم تاره يقولون صياد واخرون مجنون لكنهم لم يجرؤ على طرده بعد ان اجتمعت الالسنه حول روح الريس القديم التى بدات تعود على البحاره القدماء وتلقى بلعنتها فيقصها البحار العائد الوحيد ..ولكنه لم يعد يجد مارسليا وسط الزحام ولا بين اروقة الحانات ..هل هجرت سيدها ؟..قيل ان البحار العائد مجزوم فزع اهالى المدينة ..لعن احدهم البحر ولكن الصياد ظل يبحث دون جدوى ..كانت اوامر قائد الشرط واضحة القبض على من يشتبه به بالمرض الغريب ..ولكن السفينة قد رحلت وحملت معها بحارتها المجانين ..سيكون هناك القبو معد لهم ..ارسل له صديقه الحداد بالجواب طردها السيدسقط قلب الصياد ..كان يكره المسجونين ويشفق عليهم الان ستكون مارسليا واحدة منهم ...كانت هى هناك فى اخر الموثقين بالحبال الطويلة سلسلة من المجذومين ومن شك بان لديهم المرض وعائلاتهم يسيرون منخفضى الرؤس حتى اطراف المدينة حيث البحر كان هناك فى انتظارهم وعندما لمحته من بعيد شاهدت شبح ابتسامتة لها ...وقف على تلك الصخرة العالية فى انتظار اقتراب سلسلة المربوطين اليه كان هناك بملابسة المهترئة ...تطلع رئيس الشرط والحرس ..كان المجزمين يعلمون ان قدرهم قد انتهى الى هنا لا يوجد مكان لمريض وسط تلك المدينة ...لكن اكليبوس لم يكن يستمع الى همهماتهم بل ارتفع صوت همسه عاليا هل اصيب بالمرض هو ايضا همس بعضهم لنفسه وصوت يرتفع يتلو تعويذته من اين له بتعلم السحر والشفاء انه صياد ملعون ...كان يسيروسط المياه حتى وصلت الى ركبتيه بينما امر الحرس المجذومين بالتقدم اليه ..وهو يردد كلماته كانت تتطلع الى عينيه تبحث فيهم عن الصياد الذى عرفته ليلا ..كان اصحاب السلسلة يطيعونه صاغرين وهو يرفع يده ويلقى بالمياه على رؤسهم الواحد تلو الاخر ثم يعيد الحلقة من جديد ...لم تكن تنظر الى عين الصياد بل ساحر ظلت ترددها الى نفسها كانت تسير كانها فى حلم هكذا اخبرت الحداد بعد ذلك عندما رحلت معه ..قالت كان مهيبا ومخيفا لم يكن الصياد البائس الذى عرفت وبالطبع هو لم يقتل ..كانت تشك لا تدرى ان كان فعلها كان الظلام حالكا ولكنه كان هو شعرت هى بذلك ولكن عند ذلك البحر لم يعد هناك شىء يهم من كل هذا حتى وان كان القاتل انه يشفى انه محق ويعلم ما يفعل ...حتى وهى هناك لم تستطع ان تعتك بالكاذب ايها الصياد صديقى هكذا اخبره الحداد قبل ان يرحل ...استمر يردد انشودته ومن خلفه المجذومين يرفعون بها اصواتها ..حتى علا الصراخ من نهاية السلسلة كانت المراة العجوز تتفرس فى ولدها الذى يتقدمها بينما عاد جلد جسده مثلما كان فى السابق!..
تطلع الحرس الى السلسلة الطويلة من البشر وهم يصرخون كانت اعين اهل المدينة من حولهم تراقب المجذومين وهم يرحلون فى مياه البحر الواسعة فالبحر خير معين لهم لكنه فى تلك المرة اعادهم من جديد الى المدينة وعلى يد ذلك الفتى صاحب الملابسةالمهترئة تعالى الهمس من ذلك الفتى ؟البعض قال هذا الحارس واخر قال انه صياد من سفينة المجانين ولكن كيف يشفى مجنون مجنونا اخر؟!...بينما اخرون يؤكدون رؤيتة فى الليل بين الحانات وسطهم علا صوت الهمس واخترقت الاصوات اذان قائد الشرط الذى ا امر الحرس برفع الرجال والنساء فى السلسلة من جديد وان يضعوا الحارس معهم



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيمنة الذكور
- لما تموت الكاتبات العربيات قهرا ؟
- محمد جبريل تجاهل الاديب والمثقف
- كيف نوثق كتابات المراة العربية؟
- ادعم التيار الثقافى البديل
- مكتبة لكل فتاة
- قيادة نسوية موحدة يا كاتبات
- ظظهورات الاخيرة
- داخل الاتون جدران المعبد 13
- كيف نحطم قيود المراة العربية ؟
- عايدة لم يعد ما يحملنى على البقاء
- مارجريت لست فى انتظار الموت
- الخادمة المقدسة
- واين هم العرب يا استاذ افنان القاسم ؟
- نوال السعداوى لما كان كل هذا العناء؟
- اين نوال السعداوى؟
- هى عدوة هى
- داخل الاتون جدران المعبد 11
- داخل الاتون جدران المعبد 12
- داخل الاتون جدران المعبد 10


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 15