أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 10















المزيد.....

داخل الاتون جدران المعبد 10


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5137 - 2016 / 4 / 19 - 11:27
المحور: الادب والفن
    


خبأها جيدا وسط الرمال راقب عيون الرجال لم يراه احدا،كان يصرخون بأسراهم ان يسيروا حيث حصنهم لمح الفتاة الصغيرة هناك اجنبية هى ،ربما من الاسكندرية تمتم،لم يرى واحدة منهن من قبل لم يعرف سوى الطيباويات لم يخرج من اقليمه من قبل راقب هؤلاء الاسرى كان كهنة معبد،يعرف وتلك الفتاة الغريبة ،لمحهم يسقطون كاهن مرتل على وجه عقد حاجبيه من بعيد،لم يلاحظوا غيابه بعد،عاد ليراقب مكان جرته قبل ان يسرع للحاق بهم
له عامان قاطع طريق بعضهم يقول لص والاخر ثائر
توقف عن كونه ثائر ربما هو يريد طرد الغرباء مثل الجميع لكنه يحب ان يحمل جرات خاصة به يخبأها وسط الرمال ربما تجعله سيدا يوما ما... هل سيده القديم ولد عبدا ..قيل عنه هذا ،ولد عبدا وعاش غلاما فى العبودية ولكنه حين يصير رجلا يعلم انه سيكون سيدا ولديه العبيد ولن يكفيه سبع فقط بل سيحضر اكثر من الغلمان والجوارى ..
سقطت على وجهها بالداخل ..داخل كهفه قالوا لها انه الزعيم هاهنا ولابد ان تمتثل لامره..صمتت..راقبته يتقدم اليها من قبل كان مثله عبدة وهى تباع الان لعبد مثلها ..ارتجفت ..فكرت من قبل الفرارمن سيدها والعودة لروما لكنها لم تستطع كان سيدها الاول مصرى باعها فى الليل وصباحا كانت لدى سيدها الجديد وسط العديد من الجوارى فى تلك المدينة الجديدة قابلت الكثير من الوجوه المالوفة تعلمت الا تخاف ..لم تكن تفتقد احدا ما هناك ولدت يتيمة وابنة غير شرعية اعتادت اذناها على سماع الكلمات لكن ذلك الزعيم اللص ليس مثلهم ..لا تفهم كلماته مدح ام لعن قسمات وجه ذائبه داخل ظلام كهفه فى الصباح ستعرف همست لعقلها ان يصبر على التفكير ...كان عليها الانتظار ..
لا يعرف له سيدا غيره لكنه بغير لونه هو اسود يقولون انه من بلاد بعيدة ،كانت هنا يوما قيل له همسا بل حكموا اجداد سيدك هنا لسنوات وبعضهم قال انهم ابناء عمومة من الجد الاول الكبير هو لايدرى..هو مكلف باعمال العبيد مثل الاخريين لكنه لم يحب عمله قط ينتهز فرصة غياب سيده ليجلس تحت ظل الشجر ولكن الاخريين يخبرون السيد فيقوم بتأديبه ،كره السيد وعقابه ،فى ليلة تجرأ وقتله بعد ما قيل له همسا انه يعرف امك..
خرج على وجه يركض قبل ان يمسكوا به ويقدموه لمجلس القضاة كان يعلم ان الالهه ستعاقبه ولن تغفر له ..صارت الالهة عدوه له ايضا !..من بعيد فى الافق كان هناك معبدا قابع وسط الرمال ..من قبل حاول ان يطرقه لكن الابواب ظلت موصده ..كان يلهث سقط على وجه من بعيد لمح طرف رداء ..انه كاهن الفلك ..ادخله داخل الجدران ...ردد بحق سخمت اود البقاء ابحث عن الحماية ...
منذ ان اتى الاغراب ولم يعد هناك طقوس التقديم لم يعرف سوى انه فى حماية تلك الجدران ..

تذكرت الاسيرة كانت من نصيب الزعيم وكان عليه الصمت لا يستطع القتال الان من اين اتت تلك الطيباوية لتثير فيه هذا الجنون...كان قاطع طريق وقاتلا للكهنة يتلذذ حين يجعلهم يسجدون امامة قبل ان يقطع رؤسهم ..كان يحب الطعام فى اوانى التقديم ..لم يعد يبالى بنبت التى احبها سيده القديم كانت عدوته مثلما كان سيده هو عدوه ...لا يبالى ان عرف امه حقا او ان كان ولد سيده فلقد نال ما استحق...
فى كل مساء كان يخرج ليراقب من بعيد جراره يملوئها بما يستطيع بعيد عن الانظار اما الطعام فيشاركه مع الجميع ...يوم سيكون سيدا لقطاع الطرق

حينما اسدلت عيون ذلك الكاهن المقرىء كان يلعن نباشى القبور لكنى لم اعد ابالى صرت اتلذذ بطعم الاوانى المقدسة ..املىء معدتى بالطعام ..اتناول ما اشتهى،مالم استطع تناوله من قبل عندما كنت عبدا، يقطع الاخرون الرؤوس بتلذذ اكثر..من تناول الطعام ...
كانوا فلاحين فى الماضى لا ادرى هل كنت ساكون افضل حالا لو ولدت فلاحا لاب فلاح ...لم احلم يوما ان اولد لابايملك العبيد،لعنت يوم قتلت ابى وابناءه

نباش قبور ملعون كان يصرخون من خلفه وهم يبتعدون عن ذلك المعبد "سرابيس"يلعنكم..خفق قلبه منذ زمن لم يرتعد من تلك الكلمة ..الان يشعر بقلبه داخل صدره من جديد..
كان يركض يريد اللحاق بها قبل غروب الشمس عليه ان يحضرها تلك الطيباوية مع جراره سيرحان عن هنا بعيدا لن يرافقه سرابيس ولن يولد فى تلك المدينة ابنا لقاطع طريق نباش قبور سيكون سيدا مثل والده سيدا


يركض من خلفهم باقسى سرعة لاول مرة منذ سنوات يخرج من جدرانه ..لقد اختلف الطريق على ما عهده هم يعرفون الدروب ..يتعجب فى نفسه كيف تركوه يركض من خلفهم كل تلك المدة ولم يحاولوا قتله رغم بأسهم ..صرخ من خلفهم فى يأس :ساعدونا نحن نقاتل عنكم فتاتون لتسرقوا طعامنا بحق الالهة من اى مدينة انتم ..لم يبالى به احدا من قاطعى الطريق كان العجوز متهالك بعد سنوات يحمى معبده هاهم اللصوص يدخلون وياخذون المراة التى أوى واحب وطعام سرابيس المقدس ...تذكر زوجتة فى المدينة وولده اللذان لعناه منذ زمن هاقد انتقمت من الالهة واخذت منه محبوبتة بعد ان اهدته اياها ...كاد ان يتذمر ويذكرها انه يقوم بشعائره لكنه امسك لسانه نبش التراب من حوله فى غيظ قبل ان يستطع النهوض كان قرص الشمس فى الصباح يلوح ويلهب ظهره وهو يعود منكسرا كان يسمع همهمات اهل المدينة لقد انكسرت طيبة ودخلوا المدينة ....امسكوا ملكها وجروا فى الساحات تنفس لانه لم يكن هناك ولم يضطر لرؤية هذا ..لقد علقوا جثته امام المدينة وجثامين رجاله ..نبشتها الطيور..كان صوت الطيور يضرب فى اذنهم فى الليل ..اصبح الليل مخيفا اصوات الوحوش تقترب..يتراجع يتلفت الى الجدران من حوله كان يعرف انه فى نهاية الممر هناك الغرفة المقدسة قدس الاقداس..لا لن ياتوا الى هنا عادت اليه ثقته ..يجب ان تعود ..لقد اهلك شباباه هنا ولم يعد بامكانه العودة الى ايام صباه الان ...

كانت تراقبه من بعيد يوما بعد الاخر وهو يسب الارض ويلعنها يضرب رأس طيور الحقل بالحصى حتى ترحل يلعنها فى العلانية وهى المقدسة صوتها كان منخفض منذ زمن توقفت عن اخباره بحكايات ذلك الاب الذى رحل مع الثائريين ولم يعد بعد ..كانت المدينة تحب حاكمها الذى تلون لون جسده من نفس لونهم وتكره الغرباء ليسوا مثل تلك المدينة الاخرى الاسكندرية التى تقبل بكل الالوان وتتناسى الالهة المصرية وتعبد افروديت وزيوس وتنسى ان اسمهما هو ايزيس واوزوريس انها تفسح مجال جوار نبت للاخريات من قمم جبال الاوليمب ..انهم ليسوا كذلك هنا يكرهون الغرباء...لم تخبره ان اباه رحل لجدران يحتمى بها وان رسائلها لم تحرك ساكنا ولم يعد لرؤيتها وولده اخبرته انهما قد يموتان من الجوع سمعت ان الجميع عاد بينما فضل هو البقاء بعيدا ...
راقبته يترك ارضه تموت ويلتحق بحمله السيوف اخبرها انه سينضم لجنود حاكم طيبة لمقاتلة الغرباء..لم يعد هناك سبيلا اخر سوى ذلك ..سيكون مثل والده سيموت وهو يقاتل مثل والده ..صمتت..لن تخبره انه ربما يراه هناك فى الاعلى متحصنا فى ذلك المعبد رافضا الخروج حتى لرؤية ابنه..اعطته اخر ما تبقى لها من الخبز والارز طعاما له توقف منذ زمن بعيدا عن التقديمات لم تعد تهتم سوى لطعامها تقول الالهة سيطعمها الاغنياء بينما هى فقيرة يكفى ان الالهة اخذت منها زوجها وتركتها وحيدة لن تاخذ طعام الصغير ايضا...
من بعيد ودعها ورحل مع الثائريين ..كانت تسمع اصوات الغاضبين والجوعى فى المدينة تعلم ان طريق الطعام قد اغلقوه وتركوهم لهلاكهم لكن حاكم المدينة يقاتل..ولدها يقاتل ايضا ..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داخل الاتون جدران المعبد 9
- داخل الاتون جدران المعبد 7
- داخل الاتون جدران المعبد 8
- داخل الاتون جدران المعبد6
- داخل الاتون جدران المعبد 4
- داخل الاتون جدران المعبد 5
- رجل كسارة البندق
- انتظار
- داخل الاتون جدران المعبد2
- داخل الاتون جدران المعبد3
- داخل الاتون جدران المعبد
- ظهورات 4
- ظهورات3
- ظهورات 2
- ابيض ..اسمر
- ظهورات 1
- ان اكون مخطئة
- دموع فى عيون قبيحة
- مقبرة الوالى
- واحد اتنين ثلاثة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 10