أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 9















المزيد.....

داخل الاتون جدران المعبد 9


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5137 - 2016 / 4 / 19 - 09:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الى قاضى مدينة طيبة ديونسيوس:
سيدى لى اربعون عاما اقطعها مسافة مابين مدينتى وطيبة حفظت الطرقات والدروب
شكواى الاولى قد قطعها "هيراكلديس" الخبير الزراعى شىء ما هنا لاادرى ان كان الرائحة ام روح جدتى الكبرى تجذبنى لاستمر فى قضيتى .ضحكت عليه الزوجة قالت تاتى الى هنا لاجل سراب
هل هى محقة؟ شىء ما يدفعنى لاطالب ببيتى من يد الحانوتية المنجسين"حور "ويزنجونسيس"وحتنوبريس" وزوجاتهم
لوبايس"قد سرقتنا وباعت بيتنا ميراث اجدادنا اين هى الان ابنة اريوس لو كانت لا تزال حية تضج بها دمائهم لنفضت عنها تلك البيعة كهنة امون اغروها لتسرقنا
سيدى لقد افزعا الالهة هيراو والالهة دمتر من جديد اى قوة تلك التى جعلتهم يدنسون حضرتهم بدناسة التحنيط فى بيتى
سيدى لما لم يرحلوا بعد؟!
ونحن على الشاطىء الايمن للنيل
اثق فى عدالتكم وانتم تضعون الحانوتية بعملهم النجس بين ايديكم .
هاقد حضر حور اليوم اخيرا امام القاضى بطليموس ومجلس القضاة وحضر ذلك المدعو "دينون" محاميهم ولكنه طلب منى برهان لم استطع اجابه ولم يحكم المجلس بالعدل
وقفت انظر موكب امون يمر من امامى كنت اعلم ان شكايتىوصلت لهرمياس من جديد يعلم اننى لن استسلم حتى يحضر هؤلاء الحانوت امامه من جديد .ليت كان هناك عدل
تجشمت عناء الحركة تطلعت من حولها لاهثة ،لاجميعهن رحلوا ،التقطت انفاسها غير مصدقة انها لم تقتل على ايديهن كيف تكالبن عليها وتجرأن على سيدتهن لقد فعلناها وكدن ان يقتلوها فى معبدها المقدس ذلك المعبد الذى كانت تتلو فيه اناشيدها وتضرب بدفوفها كزوجه للاله مرحبة به ان ياتى كل ليلة حتى تحصل على ابنا له ، الذى تنتظره منذ زمن طويل كانت تبك لياليها قلقة فى انتظار غلامها الالهى حتى اتى ، بطليموس الصغير مستقبلهم .
"ارسنوى اللعنة اخرجى من هناك اين انت ايتها الحية غير مسموح لك بالتقدمات غير مسموح لك بالسجود،هاهنا امام الهك انه ليس لك ياملعونة زوجة ملعون"
كانت ارسنوى ترفع يدها تتفادى ضربات النساء من حولها منذ فترة قصيرة كان صوتها يصرخ فيهن انها زوجة الملك الهة وام اله يعبدها بطالمة واسكندريين ..لم يصغن اليها كانت الاخرى تراقب من بعيد
قاموا بضربها بينما اعين الاله تراقبهن من الاعلى من غرفته فى قدس الاقداس ..سالت منها الدماء حاولت ان تجمع بقايا ملابسها
المتناثرة حول جسدها العارى كانت تراقبها الاخرى وهى تتكىء على الاعمدة سقطت تجمعن من حولها راقبن عيناها تنطفىء رددت:اجاتوكليا
فى الظلام سمعتها تتاوة حتى توقفت.
تنفست الاخرى فى ارتياح ساد فراغ شعرت به ارسنوى بالراحة لم تكن تتألم اختفت صورة بطلموس من امامها رحل ايضا

اجبرت على ان أوى لصوص داخل جدران معبدى..اليوم كادوا ان يموتوا من الجوع كانوا فلاحين والان صاروا لصوص هاربين ارادوا قتلى ..مسنى الروح..واخبرنى ان احميهم لا ادرى لما همسوا لى انهم بقايا ثوار هاربين من وجه الحاكم..جميعهم بطليموس...
اخبرنى اكبرهم انه وارث ارض ابيه مع اخيه ،فى صبيحه يوم وجد المحنطين المدنسين فى قلب ارضه قالوا انهم كهنة للمعبد احضروا زوجاتهم واولادهم !..وطردوهم للاكبر صغير مات من الجوع ،قال ان ذلك الموظف قد كلفهما ضرائب باهظة كان عليهما الهرب او السجن ،فى طيبة اصبحا مرتزفة تعلما حمل السيوف والقتل ..فى يوم قتل لاول مرة كان معبد مدينتهم الصغيرة يومها صرخ الفلاحين مهللين تناوبوا ضرب جثة الكاهن بالعصى سرقوا زوجته وبناته نهبوا بيته ،فر الموظفين الى ديوان الاقليم خوفا من اللصوص لكنهم عادوا الى ديوانهم بامر الحاكم ...

"متى ستعود لترى؟هل علمت ان بطليموس ربما يرحل عن ارضنا ولكن ذلك المجلس هناك فى تلك المدينة روما يقولون انها بلدة كبيرة تشبه الاسكندرية تحوى الكثير من الغرباء والقوم ..ارسلوا احد رجالهم لان بطليموس مدين له بالمال لقد ضاع القمح ..
هل سنموت انا وابنى ؟لست ادرى ؟كيف الاله سرابيس؟ اذا وصلك خطابى فكر يا زوجى فى ان تحضر زوجتك وغلامك لتحميهما داخل اسوار معبدك مثلما اويت اللصوص كما اخبرونى داخل مسكنك هناك واعطيتهم الطعام والشراب وانا وولدك نتضور جوعا وروما على ابواب مدينتنا"

تمنيت ان ادرب تمساحا لست اهذى من كثره الجوع تعلمت التحمل ولا يزال لدينا بعض من القمح ستصنع لى امى الخبز ولكن لايعلم احدا من جيراننا الباقين امرا عن هذا ربما نقتل ..نسرق اذاعلموا ولكن من عده ليال وانا احلم بذلك التمساح بالالهه لو تمكنت من ان اصير مدربا لاحدى التماسيح المقدسة ياليتنى ما ولدت لابا فلاح ما تضورت من الجوع والاله تمساح كان سيحضر لى طعامى كل ليلة وحتى امى لم تكن لتذبل مثل الان ،انها تتضور جوعا ولكنها تأبى ان تاكل من خبزى لا تزال تكتب على بقايا شمعة ..اعتادت عيناها العمل فى الظلام تظن ان ابى هناك يسمعنا ياليت جدتى ما رحلت اشعر ان روحها هناك تجلس فى ذلك المكان تتعبد ابتاح مثلما كانت تفعل دائما ..

تخيلت اقراط اذنيه واساور اضعها فى مخالبه الامامية وهو يجلس الى جوارى كنت ساحبه وعندما يموت اقوم بتحنيطه كما يليق بجسده المقدس فى كهف ..كنت امى تسمع هذيانى فتتندر وتقول "فرس البحر لا يقدس لدى الجميع هم لا ياكلون لحمه بينما نحن ناكله وهى مثل تمساحك ..لم تعد امى تؤمن بالالهة كانت تنتظر من سرابيس ان يعيد اليها محبوبها ولكن عندما لم يفعل واشتد الجوع والموت قتلت..نعم فعلت هذا منذ سنوات لاجلى وامام عينى ..لم تغفر له قط انه تسبب فى ذلك عندما تركها وحيدة من دون حماية ..عندما قتلت حمت قمحنا واستطاعت ان تستأجر لنا فلاحا..كنت اكرهه كانت تفضله ..عندما اشتد الجوع رحل مات ..كانت تبكى تقول اننى سوف اموت كنت اعلم انها ربما تكون نهايتى فلم تعد معدتى تتحمل
الجوع اكثر من ذلك ..

احببت الصغيرة بينهن ،لم يكن يوما شاقا ولم اخرج خارجا على اسوارنا قدمت واختها للاحتماء ساعدتهن..ولكن الصغيرة ..انها تحركنى منذ ان اتيت الى المعبد وهبت روحى للالهى وفقط،وحتى ابنى وزوجتى رفضت العودة اليهما انهن هاربتان من وجه الظلم والجوع ،ايضا بالامس ارسلت الى الحاكم ..حاكم المقاطعة شكوى ..تاخر القمح عنهن لم يتوقف المعبد عن الحصول على شعيرته المقدسة التزم بها الموظفون انهم اجانب ولكن لا بد ان يظل معبد الاله هنا لديه ما يحتاج خدامه اليه كل يوم ..وضيوف السرابيوم..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داخل الاتون جدران المعبد 7
- داخل الاتون جدران المعبد 8
- داخل الاتون جدران المعبد6
- داخل الاتون جدران المعبد 4
- داخل الاتون جدران المعبد 5
- رجل كسارة البندق
- انتظار
- داخل الاتون جدران المعبد2
- داخل الاتون جدران المعبد3
- داخل الاتون جدران المعبد
- ظهورات 4
- ظهورات3
- ظهورات 2
- ابيض ..اسمر
- ظهورات 1
- ان اكون مخطئة
- دموع فى عيون قبيحة
- مقبرة الوالى
- واحد اتنين ثلاثة
- الملجأ


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 9