أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - دموع فى عيون قبيحة















المزيد.....

دموع فى عيون قبيحة


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5128 - 2016 / 4 / 9 - 10:52
المحور: الادب والفن
    


اجلس جوار الامطارالان...نعم اشاهدها من خلف نافذة موصدة ..لكننى استطعت ان افتح من خلالها بعض العيون الصغيرة المتراصة
جوار بعضها البعض تشكل حلقات من عيون اراقبها كلما اريد ....منذ يومين فقط رحلت عنهم ...واعترف لاتزال اجسادهم تتخلل
مسام جسدى لقد اعتدتهم ..لا ..اكثر.لا تزال الاجابة حول رحيلى عنهم غير واضحة ..هل خفت ام اردت الهروب ..ولكن الهروب
مما .أمن الحب يهرب البشر؟ !
لا ازال ابتسم فقد طالعتنى وجوههم ، اعلم احداهن تخرج اصابع يدها الصغيرة خلسه من خلف الاعين لتسقط عليها قطرات
المطر،تبتسم وترفرف باصابعها الصغيرة وكأنها فراشة مثلما اعتادت،اعلم سيشاهدوها ويهرعون لادخالها بعيدا عن المطر
ويوصدون الابواب والنوافذ جيدا .ستختفى ابتسامتها وتسكن قليلا وتشرد عنها متطلعة للنافذة الخضراء المغلقة ،ستغرق فى لونها
الاخضر وستتخيله ازهار تتفتح بعد صباح مشرق وهى تركض ..تركض من حولها تحاول ان تسابقها ولكن...اصواتهم تعيدها سريعا
الى فراشها ..سيحضرون لها صديقها الصغير ليغفو جوارها على كرسيه المعتاد..ستشاهدهم بنصف عين نائمة وهم يحملونه مثلها
ويضعونه وسط فراشه الصغير المريح .سيحب غطاءه الجديد الدافىء سيعرفون انه كان يشعر بالبرد عيناه اخبرتهم فى المره الاخيرة
.كان حديثهم غامض لمن حولهم لذا اطمئنا ان لااحد سيقاطعهما او يتجسس عليهم باكثر من نظرات محدقة بهما طوال الوقت ،تبتسم له
عندما تراهم يدخلون الى غرفتهم الوسعة ذات الاسره المتعددة ويمضون بتوزيع الاغطيه الناعمة ذات الالوان حتى يصلون الى فراش
كل منهما .الصغير المجاور يبتسم لها فترد له الابتسام وترفرف له بذراعيها تعبيرا عن بهجتها وهى تسمع ضحكة جارتها على
السرير المجاور لها هى ايضا مثلهالا تخرج كلمات يفهمها المتلصصون باعينهم بل لغهة خاصة علمتهم اياها،نظرت لبقية الاسره
فوجدت اصحابها نائمون ..نعم فبالامس ارتفعت صرخات صاخبة من السرير الاخير ...فهرعت اليها الاعين لتحملها بعيدا عن فراشها
...مسرعين تلاحقهم اعين بقيه نزلاء الفراش ...حاولت الفراشة الا تنام وتنتظر عودة صديقة الفراش الصغيرة ..لكنها فشلت وغفت فى
نوما عميق حتى اصوات صرخات جارتهم فى الطابق الاعلى ..ذات الفراش الصغير ايضا اعتادت عليها ولم تعد تثير مخاوفها
وتوقظها تبكى .
فى ذلك اليوم دخلت الى منزلهم الصغير وكان بالنسبه لى كبيرا وتخطى كونه فراشا بالنسبه لى ولم يتعدى ذلك لهم ،ذلك المكان الواسع
اتممت فيه الاشهر الاخيرة بدأتها فى يوم ممطر طرقت بابهم الواسع ودلفت اسير بين تعرجات ادراجه الجانبيه ..سرت على بساطة
الاحمر وضيقة !
عندما جلست على الفراش بغرفتى الواسعة بالطابق الاعلى واغلقت نوافذها باحكام وسمعت صوت المدفئة تعمل ..جلست كنت اراقب
حقائبى التى لم تفرغ بعد بلامبالاه ،جلست اسمع الى صوت الفراغ الذى اخذ يعلو بداخل اذنى ..قطعه صرخات اتت من الاسفل
ضممت قدماى من حول جسدى وتكورت داخل فراشى ..كان صوت الصراخ يرتفع حاملا معه الالم ..لم اسمع دحرجات السلم التى
تحدث هناك بالاسفل وتحدث عنها الجميع .
فى ذلك الصباح المعتم كانت ملبدة بالغيوم وانتظرنا ان تنتهى النوه ،اكانت اضواء اللمبة المنخفضة تزيد من لوعه قلقنا .كنت الحديثة
وسطهم لذا اكتفيت بسماع اصوات همساتهم من حولى ولم احاول السؤال .
القاعدة الاولى هنا كانت ممنوع الاسئلة وممنوع التحدث عمن يدخل تلك الطوابق الثلاث والسور المحيط بهم،بالامس رايتها ..تجاعيد
عيناها فقط من اخبرتنى عن عمرها ولكن ضفائرها المجدولة بعناية وابتسامة وجهها الواسعة تجعلك تبتسم قبل ان تخفض بصرك
للاسفل ،كانت نصف جسد جالس ويد واحدة تتحرك ..فقط ابتسامتها تاخذك بعيدا ربما لعالم احلامها الذى صنعته خلف اصواتها التى
رفضتان تخرج احرف.منذ ان وعت على تلك الحياة وقدمها الصغيرة رفضت ان تكبر محتجه مع عقلها الذى قبع داخل طفولته رافضا
النضوج فبقى جسدها الكهل يتقدم تاركا اياها على كرسيها المتحرك القديم الذى تضعه جوار السلم المؤدى الى الطابق الاسفل ...ربما
هى ارادت ان تتعرف عما يوجد باسفلها فرفضوا ان يجعلوها ترى واكتفوابتركها هناك جوار حافة السلم،تخرج اصواتها فتتلقفها
الفراشة التى تقطن الطابق الاسفل وتجيب عليها بمثلها وهى تبتسم لصديقها الذى احضر كرسيه جوار فراشها ونظر لها ...اشار لها
بيده لخارج غرفتيهما لكنها ابتسمت ..كل يوما يشير لها لكنها تبتسم فقط لاتخرج من فراشها ربما لم يلحظ صديقها قدمها الصغيرة التى
تعجز عن حملها ..زم شفتيه ويدى تسحب كرسيه بهدوءوتحركه باتجاه الخارج وعيناها تراقبه ،ارتفعت ضحكات الاخرى وهى
تراقبهما من فراشها المجاور وتحرك قدماها ببطء وتضرب بذراعيها الفراش فلا تهتم بها وتستدير ناحيه النافذه المفتوحة قليلا ربما
شاهدته وهو يخرج خارج السور الذى تراه دائما من حولها ولا تعلم ماذا يحدث بخارجه ؟...كانت الايادى التى تحملهن من فراشهن
وتعديهن اليه ترتدين السواد مضطربات وكنت اقف من بعيد اسمع همساتهم وانظر للفراشه وهى تستدير لتغفو فى فراشها فاهرع
لادثرها بغطائها صاحب اللون الوردى الذى احبته .
احاول نسيان صرخات السقوط من اعلى الدرج ،جرى الامر سريعا وتم الدفن ،لم اشاهد احدا سوى رجل اربعينى وقف خارج
الاسوار يتحدث مع صاحبة الطوابق الثلاث ...رحل فى دقائق وانتهى الامر .
فتحت الغرفة العلوية مرة اخرى فالساكنون يتوافدون ولا يعرفون من رحل يبحثون عن فراش دافىء وربما اعين تبتسم لهم ،تحملهم
الى حيث الضوء وتعيدهم منه مرة اخرى .
كنت الحديثة فاعمل واسمع فتاتان عشريتان احداهم كانت تتباهى بخاتم اصبعها كانت تمسح وجه ذات البسمه وهى تتحدث للاخرى
حول جهازها تعدد لها ما قامت بشراءه وذات البسمه تحدق فى وجهها فى بلاهة وعصير المانجو يحيط بشفتيها الصغيرة ..
تراقب العشرينية وهى تعيد وضع شعرها ،فى المساء ستخرج من هنا وستشاهده تريد ان تحافظ على جمالها امامه ..تقول للاخرى لا
اريده ان يرحل مثل سابقيه ،لذا ساحضر ما طلبته امه من اشياء ،اعلم انها ستقضىعلى ما ادخرته هنا ولكن فى النهاية كنت ادخرهم
لجهازى ومانفعهم اذا ابقيت عليهم وهو يرحل ...تبتسم لها العشرينيةالاخرى وهى تخبرها عن فتاها الذى استطاعت جعله يتعلق بها
،كنت اغرق فى عباراتهم واشرد فتضيق بى غرفتى منذ ان اتيت الى هنا وانا اشاهد الحاجز الذى يرتفع داخل صدرى يعلو اكثر
.انظر للابتسام الفتاتان واحسدهما ...كلما نظرت للفراشة وذات البسمة اقاوم رغبة السؤال لماذا هما؟ماذا ان كانا مثلهما؟هناك المئات
من الاحتمالات كانت ستقابلهما ربما احبا بصدق وكرها بصدق ايضا ..غضبتا وسامحتا وامضوا حياتهم ..ربما صديق الفراشة الذى
يجلس جوار فراشها كل يوم كان سيبتسم معها فى الخارج مثل العشريتان ويجهزان لهما غرف واسعة بلا اسوار تحيط بها بها نوافذ
واسعة ...فى الشتاء ربما خرجا ليقفزان على اسوار الكورنيش والامواج تركض من خلفهم تصطدم باقدامهم وتقفز مياهها فى
وجوههم التى تستمر فى ركضها غير مبالية .
فى المساء كنت اسمع اصوات اقدام وكأنها تضرب غرفتى فى الاعلى واغمض عيناى واتقوقع اكثر،حتى يخفت الصوت ويختفى
لكن هذا المساء لم يتوقف،طالت المدة،فخرجت الخوف يراجع قدم والفضول يدفع الاخرى فاكملت صعود الدرج الضيق،كان الممر
مظلم ..فى نهايته غرفة واسعة كانت تصرخ وتهرع الى الجدران تصطدم بها،وقفت اشاهدها من بعيد،كانت ذات تجاعيد،ساقاها
تتحرك باستمرار دون ارادتها حتى وان وقفت هادئة ترتعد فرائصها ،عندما شاهدتنى اسرعت..وجسدها الهزيل الذى لم يتوقف عن
الاهتزاز داخل صدرى كانت تقطع كلماتها فلم افهم سوى "اخى"كانت تصرخ باسمه رفضت الخروج من غرفتها ...
تفتحت السماء ورحلت الغيوم فى هدنه قليلة خرجت الفراشة وصاحبها وذات البسمه يركضون داخل كرسيهم المتحركة يتحلقون حول
قطرات مياه باية على اوراق الشجرة ،وضعت الفراشة اصابعها تتحسسها فى خلسة وضعتها لتتذوقها تنظر للشجرة لمحت ابتسامتها
فبادلتها الابتسام .
كانت الخمسينية تتحلق من حولهم هى الاخرى تنظر للشجرة قالت اخى يبيع .
جوار الباب الحديدى جلست تنتظر ...طال انتظارها .
عندما اتى المساء كانت طرقات الباب وصرخاتها وهى تحاول الركض فلا تساعدها قدماها الضعيفة ..تقترب لتضع رأسها على
صدره يزجرها فى تأفف يدخل داخل غرفة المخصصة لصاحبة الطوابق الثلاث...تراقبه من خلف النافذة المفتوحة يصل صوته وهو
يتحدث عن قله الدخل والازمة الى مسامعنا ..نحاول ابعادها عن النافذة تبتسم وترفع كفها لتشر اليه ليخرج لها .
خرج فركضت من خلفه امسكته قالت "احبك "
رد"متى ترحلين مل اخواتك
ردت "احبك"ابعد ذراعيها بالقوة وخرج ..اغلق الباب من خلفه بعنف ..سمعت لكلماته ..رحلت ...ورحلت انا فى ذلك المساء ...رحلت
..وخلعت هى خلخالها الذى وضعته كانه اسورة حول يدها واحبت صوته وتركته جوار فراشها .. وضعته بعيدا عنها لم تعد تريده
....تركتهم ولم يتركونى لم اجرؤ على المرور جوار اسوارهم حاولت مسح وجه الفراشة وذات البسمه وفشلت ......
ربما فى لحظه حسدت العجوز ذات البسمه لانها لم تسمع لحديث الثلاثينيه وصاحبة الطوابق الثلاث قالت"عددتها من الاموات "
ابتسمت لها ذات البسمه ادارت الثلاثينيه وجهها الجامد عنها وتمسح وجهها..خرجت مسرعه من غرفتها .
ابتسمت الفراشة لذات البسمه رفرفت بذراعيها فابتسم لها صاحبها على كرسيه وخرج صوته للمرة الاولى



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقبرة الوالى
- واحد اتنين ثلاثة
- الملجأ
- انت عمرى
- جدى الاصفر
- دفتر عاملة الجزء الثانى 5
- دفتر عاملة الجزء الثانى 4
- دفتر عاملة الجزء الثانى 3
- لازلت اغادر مارجريت
- دفتر عاملة الجزء الثانى 2
- بدوية الاخيرة
- دفتر عاملة الجزء الثانى
- دفتر عاملة الجزء الاول الاخيرة
- اطباء مصر الفرعونية
- الكتاب المقدس لدى الطبيب المصرى القديم
- بدوية 27
- النظريات الطبية حول الطب الفرعونى
- دفتر عاملة 23
- اثنين
- هل كنا غاضبات؟


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - دموع فى عيون قبيحة