أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 27















المزيد.....

بدوية 27


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


تخرج الام صارخة تبحث عن ابتها التى فقدت هناك فى المرتفع لم يكن لديها سواها...لم تهتم ان كان هناك نسرا ام لا بل ان الفتاة وعدت ان تكون رحيمة معهم ولم تفعل ....بعد ان طلبت الفتاة واعطيت لها الان ..عادوا لياخذوها ..وقفت امام باب القصر تصرخ غاضبة تريد البقايا ..فلم يجاوبها احدا ..نزلت تطوف الشط تبحث عن بقايا الرماد ..كانت تجمع الحبه تلو الاخرى من حبات الرمل التى حوت رمادها ...كانت تعلم انهم لم يلقوها للبحر ارادوا ان تفترق عن نسرها حتى فى الرماد ...لكنها اقسمت ان تعيده من جديد ...ستطوف حتى النهاية وتجمع الحبه تلو الاخرى...ثم ستعود للصحراء التى بدا منها كل شىء وهناك فقط ستسعيد فتاتها من جديد ..لم تعبأ لتهديدات الفتاة ستقف امامها اذا اضطرت لذلك حتى لو اهلكت فى سبيل ذلك ...
كانت تدور فى كل شبرا من الارض وتطلق مناحتها ولعنتها ..كانت الام الثكلى من الجوع للفتاة..خاف الناس صوت لعنتها ..طاردوها فى ارض..مرتفعها ومنخفضها ..انطلق من خلف القضاه يكيلون اللعنات ...لكنها ما كانت تهتم بل تلقى بلعناتها هى الاخرى ...لم تتوقف لعنتها حتى بدات تصيب ..فبدا الخوف ...تذمر الناس على حكم الفتاة ...سمعت هى صوت التذمر ....ارسلت فى طلب الاحدب من جديد ...وقف الغريب من بعيد يراقب الاحدب فى رحلة صعوده الجديدة للمرتفع ...
وقف يراقب عيون الناس وهو يصعد ..كان المطلب معروف ..ابتسم الغريب كان يعلم ان الفتاة فى قلبها قد سئمت المدينة واهلها ...جميعهم متمردون على قوانينها وكلما وزاد التمرد ..زادت هى فى قوانينها فزاد التمرد معها ...كان الاحدب الان عند باب قصرها ..قد عاد شابا من جديد ....قال البعض سيكون نسرها ..خرج القضاه يصرخون بذلك فى الميادين ولكن الناس علموا الحقيقة فى قلوبهم لكنهم اخطئوا فلم يخبروا بها احدا فى حينها فتعلق بها ابنائهم ..اما الغريب فوقف يبتسم سيعود فتاة من جديد للظهور ....اخيرا سيصعد من جديد على ذلك السلم الفضى الذى صنعته الفتاة ولكن تلك المرة سيكون الوليد ...يكون الوليد الشرعى لها وليس عبدا من جديد ....بينما دام نواح المراة سبع سنوات كانت المدينةتحتفل بمولد الصبى لاول مره منذ سنوات طويلة مضت ..فلم يتذمر الاهالى ولا القضاه وكان المولود عجيب الشكل قوى البنيان نمى سريعا وصار يستخدم القوس والسهم للصيد فى مراعى الفتاة وكانت هى ترسل حراسها ليرعوه من بعيد ..وفى يوم شاهد فتاةصبية ترعى مع قطعانها من بعيد ..لمحها فادركت ..حاولت الهرب لكنه عرف بسرعة البرق ...ثم تركها وقيل كرهها فلم تعد تتجول فى الوادى من جديد ....بينما لا يزال صوت الام يطلب الثأر....اختفى الاحدب ولم يعد للمدينة من جديد قيل عتق وذهب خلف عروسه فى البحر وعاش وسطها سنوات وسنوات لايعرف الشيب راسه ولكن اسمه وضع فى منتصف البيت فى المرتفع وقدم له غلمان ....ولم ينسى الصبى زيارته السنوية المعتاده ...فاحبه الاهالى رغم غرابه وجهه ووحشيتة ....كان الغريب قد ولد من جديد داخل ذلك الصبى ....بعد سنوات قد طرد فيها من جنة الفتاة ..لم تكن تعلم انه صبيها الان او ربما علمت ...كان يتجول فى المدينة فيأسر منها من يريد ويصعد به الى المنحدر ..انعم على المنادى بان يظل المنادى لسنوات طويلة قادمة ...لكنه لم يكن سعيدا..ذهبت منه السعادة ...وبحث عنها طويلا..ولكنها قد ذهبت من المدينة بأسرها ...كان الاهالى يلتفون من حول قصر الصبى يطلبون منه ويسألون مشاكلهم فيرسلها بدوره للفتاة ...حتى اصبح له الحكم ..فقسم بينهم المحصول والزرع والرعى والمياه ..وفصل اهالى المنخفضين فلاحيها عن الصيادين عن الرعاة فكانوا ثلاثة وقد كانوا من قبل اعداء ...ولكن الجميع كان يعلم انه احب الصيد اكثر من اى شىء اخر ..فلم يحب الزرع ولاالمحصول ...وكان من يريد رضاه يأتيه بماشيتة ..فيسعد ويعطيه مطلبه ....
قتل الراعى الفلاح فلم يغضب الصبى ولكن الفلاحون قد غضبوا منه فقرروا الصعود للفتاة لتسمع شكواهم ...لكنهم انتظروا طويلا قيل لهم ان الفتاةوالصبى متفقين ...ولكن ماذا تذكروا ايام السيدة التى احبت الفلاحين من كل قلبها ونبذت الصيد والرعى حتى شبوا يمقتونه لولا الصبى ما عاد من ذلك شىء ...
اتى رجلا من مدينة بعيدة وكان يدعو نفسه نجارا كان هذا اسمه وعمله ،بنى خيمتة وسط الساحة وعلم الناس النجاره فزاع صيته بين الاهالى ولم يكن احدا منهم عرف النجاره من قبل...لم يكن النجار مثل سائر العبيد الطائعين فى ارض الصبى ..فلم يقبل القواننين التى وضعها لحرفته الجديد وتمتم لمن حوله :انا من علمته النجاره فكيف يعود الان ويعطينى قوانينها ....لقد جئت خلف حرفتى ولست من عبيد الصبى ...كان الصبى طائش معروف وسط اهله بانه يعطى القانون ثم يعود فيه من جديد ...فقالوا له اصبر ربما غدا عدله ولا تعادى الصبى انه السيد هنا..قال لا قد جئت من مدينة لا تزال تذكر السيدة ولا اريد سواها ...علم الصبى من الاعلى بان هناك متمرد يعيش وسط ناسه من المدينة القريبة والاهالى اليه يستمعون ...فحمى غضبه من ذلك النجار ليقف امامى انا الغريب النجار....خرج القضاه يجوبون الارض يحكون حكايات ذلك النجار الغريب الذى دخل من مدينتة وقد كانوا يعلمون اهله ولكنهم استمعوا لقضاتهم قيل ذلك الغريب يحرضكم على الصبى فلم يهتموا لكلماتهم ...فزاد الصبى غضبا وهو يرى النجار يتجول فى البيوت التى صنعها حسب هواه لا على القوانين ...حل الجوع من جديد ...ندب القضاه قلنا لكم :الغريب فلم تستمعوا لنا هوذا الصبى غضب ...انسوا امر الطعام والخير ماذا جلبتم على ابنائنا..صرخت النسوة والاطفال ..ركض الرجال خوفا من حول القضاه يطلبون ان يسامحهم الصبى ..تحمل النجار نظرات الغضب من الاهالى واكمل عمله بهمه ...كانت الحكايات تترد على مدينتة الى قدم منها فكرهها الناس ..وحينما اتى له غلاما جديدا لم ياتى احدا لتهنئته قالوا زاد لنا النحس واحدا ....لم يغضب منهم واكمل عمله وبنى بيته وكثر ابنائه ...وكان كثير التردد على مدينته فاصدر حينها الصبى قوانينه من جديد وقال اغلقواالنجاره سنعود مثلما كنا فى السابق....لماذا فتحتم بيوتكم للزرع وانا صياد هل تعصون اوامرى ؟.....
زاد الخوف ...وسمع صراخ فى وسط المدينة فقد قتل احد قتيان النجار فى جنح الظلام ليلا ولا يعرف من القاتل...كان للنجار خمسة عشر صبيا يتجولون فى المدينة ويعملون فى النجاره .....ولكن عندما قتل شقيقهم تعلم بعضهم الصيد بينما فضل الباقين مهنه ابيهم ...بينما غضب ابيهم زاد من ذلك الصبى ..فقد علم انه من قتله بيده..وقف اسفل المنحدر وصرخ كلماذا ماذا صنع لك ذلك الصبى ؟....لا تصمت واجبنى ....
سقط النجار مريضا قالوا :لانه سب الصبى فاستعدوا لموته فالصبى لايسامح ابدا من يتجرأ عليه ....خرج ابناء النجار الصيادين وذبحوا لاجله قطة سمينة وتناولوها كانوا يعلمون انه صياد مثلهم فيسهل ارضاءه ....غضب النجار عليهم وخرج نحو الصحراء وعاش فيها فلم يخرج الصبى اليه ولم يتبعه احدا من الاهالى فى الشكوى من ذك الظلم....خرج النجار من المدينة اسفا على البيوت التى صنعها لاجلهم وعلى مهنته التى علمهم اياها لكنه لم يكن اسفا على مغادرتهم .....خرج وقيل انه مات فى خيمته وسط الصحراء بينما قال اخرون لا يزال يتجول بحثا عن مجيبا له فى دم ولده .....
انتشر الحكايات تروى عن الاشقاء فكرهوه بعضهم البعض ..فقد نفر الفلاح من الصياد وعد الصياد الفلاح جبانا ادنى منه ....كان القضاه يرون الحكايات حتى امتنع الاهالى عن الفلاحة وتركوها لابناء النجار بينما هم احترفوا الصيد والقنص من جديد ....حتى استيقظ الاهالى يوما على قتال الساحة ...فقتل ابن النجار اخيه ابن النجار الاخر ..وفى نهاية اليوم برزت النسور من السماء ...وقتلت من قتلت من الفلاحين ....وركض من حولها الصيادين مهرولين يمدحون النسور بينما انطلق صراخ اهالى الجانب الاخر قادما من بعيد



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظريات الطبية حول الطب الفرعونى
- دفتر عاملة 23
- اثنين
- هل كنا غاضبات؟
- لاوداع ..مارجريت
- عندما سقط الحليب
- دفتر عاملة 22
- بدوية 26
- اسفنجة
- بدوية 25
- دفتر عاملة 21
- بدوية 24
- بدوية 23
- بدوية 22
- دفتر عاملة 20
- بدوية 21
- بدوية 20
- دفتر عاملة 19
- بدوية 19
- من عالم اخر.مارجريت


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 27