أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 26















المزيد.....

بدوية 26


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5086 - 2016 / 2 / 26 - 07:06
المحور: الادب والفن
    


تحرك الاحدب ومن خلفه بقيه اهالى المنخفض ووقف حيث البحر،امتد جلوسه ومن حوله اياما طويلة ...كان ينظر فيها الى البحر ولكنه يعلن ان الصيد مكروه وان من لديه ولدا احب الصيد اكثر من طاعة الفتاة فعلى اهله ان ياتوا به الى البحر الذى احب ويلقوا به بداخله فهو ما يستحق ..لا مكان بيننا لمن لا يحب السيدة ...السيدة اعطتنى القوانين واخبرتنى ان اخبركم اياها ....واولها ان تخلعوا منكم كل من ينتهج الصيد ....عمل اجدادنا منذ القدم ...القدم الذى اهلكنا ..قدم تلك الارض قبل ان ناتى نحن فيها ...وكاننا نرفض سيادة الفتاة علينا ....كلا نها ليست كالسيدة ...نعم اعلم سؤالكم ...صدقونى ليست مثلها ...انها تستمع ولا تغضب سريعا ..بل لا تغضب منكم ..بل تبكى اتعرفون لماذا ...انها تبكى عندما يخرج احدكم مثل فعل اجداده الاولين فهى لم تستطع ان تجعل منكم سعداء ....
كان الصيادين يطوفون خارج المدينة،على اطرافها ..ولكن داخلها حظر عليهم ..كان يعلمون ان حراس الفتاة قادمون ..لكنهم لم يبالوا..لم يتعرض اجدادهم للجوع والالم مثلما فعلت سيدتهم معهم فلماذا يتركون الصيد ؟..كان من يرتدى الالوان لا يقف احدا متحاملا عليه ..اما الان فرض عليهم اللون القرمزى ..لماذا هل لان السسيدة احبته منذ زمن واتخذته ملبسا علينا نحن ارتدائه ؟.....
خرج القليل وانضموا للصيادين بعد عودة الجوع من جديد ...ولكن ذلك الاحدب الكاذب يجعلهم يصمتون ..لقد علموا انه عقد اتفاقا مع الفتاة ..لقد كذب عليهم وخدعهم قال انه منهم لكنه فى الخفاء عينا لها ..لم يتعلم مما حدث له مع السيدة وصار فى ركابها دربا من الزمان والان باعها بعد ذلك العمر ويريد منا تصديقه والعودة من اجل ان نرى اولادنا يموتون جوعا ونحن نؤبنهم فى سرور اى جنونا هذا ....كان الغريب يراقبهم من بعيد ...كان يعلم ان هؤلاء لن يعيدوا اليه مجده الضائع فهم متمردون...متمردون على اى من كان ..ولكنهم سيتخلصون من تلك الفتاة ..لابد ان يفعلوا هذا وهو سيساعدهم ...بمفردهم لن يستطيعوا فعلها ..فهو من يعرف كيف يوقفها ...ابتسم ستصنع لها قصة كبيرة باسمه ...جميعهم فعلوا ولكن لا فى تلك المرة سيكون له هو ايضا اتباع مثلها .انهم هؤلاء الصيادين ....التفتوا له فهبطوا على الارض بينما نزل المنحدر ببطء ..ثم تجول بينهم ....
صرخت بغضب :اين كنت عندما دبرت المؤامرة ضدى!....
سقط الاحدب على وجهه ..جسده يرتعد لم يستطع ان يجاوبها ..
لست اعلم عن هذا.. نعم اعترف بذنبى ...ولكن ساصلح من خطئى..اعدك..اعدك ..انتظرى ولا توقعى عقابك الان ..لقد خدمتك ووالدتك سنوات طويلة من عمرى ..حتى نسيت عمرى الاول واهلى ومدينتى ..وصارت تلك المدينة هى موطنى ..واغرمت بها..حتى السيدة تعلم بهذا ..وقد رفعتنى ..لا توقعى العقاب على خطأ واحد ولا غير.....
استدارت عنه الفتاة :خطأ واحد كبير يكفى ..خاصا منك انت ...لا مزيد من الايام لك بعد الان ..لا مزيد منها ...منذ الان احصى ايامك قبل الرحيل واعلم ان عليك ان تخرج من المدينة الان فقد اخترت الا ترحل منها ..ستذهب الى حيث السيدة ولكن من المكان الذى جئت منه ...شيبه لحيتك ستلطخ بالدماء ....
لم يروا مثل تلك الضربة للقوس ...ولا لقوةهذا السهم ...راقبوه يهبط اليهم من بعيد ...سأل الصياد من انت ؟..
قال الغريب :انا الغريب...هذا اسمى ولا اعرف غيره ..مثلك انت الصياد ولا اكثر...
قال الصياد :من اين لك بالقوس والسهم ...
قال الغريب وهو يضرب بسهمه الى الاعلى :السهم لى وكذلك القوس...صنعتهما بيدى ...ولكنهما سرقا منى مدة طويلة والان اعدتهما الى اليد الصحيحة ..
قال الصياد:والفتاة؟...
ابتسم الغريب:مثل السيدة...الاثنين واحد مهما اختلفت كلماتهما ...ولكنهما واحد ما فعلته السيدة فتاتها مسئولة عنه ....انهما لا ينقسمان ....ونحن نحب حياة القوس والسهم ولكن نعود لنرعى من جديد ....
ابتسم الصياد:اهلا بك معنا صديقى الغريب ليت كل المدينة تفهم مثلك ...
رد الغريب :ستفعل يا صديقى ...ستفعل يوما...ربما ليس غدا ولكن فى النهاية ستفعلها ...ربمااحفادكم انتم ايها الصيادين من سيفعلوها ...وربما تذكرونى ايضا ولكن كغريب ....
قال الصياد:تقدم يا صديقى معنا ..مثلك يرسمون لنا الدرب..
هبط الغريب ببطء..شد قوسه ضربه للمرة الاخيرة قبل ان يسير امامهم ....
قاطعه المنادى:ولكن هل احببتهم حقا وستدافع عنهم ايها الغريب
قال الغريب بأسى :نعم سافعل وبكل مقدرتى ...ولكن لن ينجوا منهم احدا الان ..قلت لك ليس الان ...ليس بعد..دربى طويل ولن ينتهى بنا الان ايها المنادى.... ابتلع المنادى ريقه :ولكن ماذا عنى انا؟..
استدار الغريب يواجه :ماذا عنك ..انت منادى..والسيدة لن تكتشف امرك ابدا ...لا تخف ستظل انت بوقها الوحيد وسط رعيانها .....
عاد النسر ليحلق من جديد فوق سماء المدينة..خرجت النسوة ليستمعن الى صوته..لقد سمعوا عنه فيما مضى ..قيل ان من تتمنى عليه ..يفعلها ..تمنت زوجة الفلاح امنية وابتسمت فى سرها وانتظرت لترى ان كانت ستتحقق....
فى موعد الحصاد التالى حصلت على فتاة ..مثلما تمنت ..تمنتها مثل السيدة فى سرها ...امتلئت سهولها بالعشب والمرعى مثلما كثرت ذراعتها ...وحظائرها باللبن والزبد ..ولم تعد تتطلع سوى الى فتاتها ...انتظرت حينما بلغت السن الذى ارادت وصعدت بها على المنحدر مثلما نصت قوانين الفتاة وتركتها لديها هناك داخل بيتها ...وضعت حيث البيت المخصص لهن ..حيث تنظيف البيت وتحضيره لحضور الفتاة المحدد سابقا ..وهناك رات النسر لاول مرة فى حياتها بعد ان سمعت عنه طوال الوقت من امها ...نقر اطراف البيت لمحها هو ايضا من بعيد وكانه يعرفها ..كان ياتى اليها كل يوما وينظر لها من نافذتها..انتظرت حتى جاءت الفتاة فى يومها حتى تقدم له فطيرة...وعندما كان عليها الهبوط الى المنخفض والذهاب حيث البحر لتقديم الواجبات هناك انتظرها ليال لم يقدر خلالها على التحليق على سطح المياه ..كانت الفتاةقد منعته عن فعل ذلك ...وعندما مرت الايام وعاد لنافذتها كان ينفث النيران من فمه غضبا واشتياقا ....
فى ذلك اليوم كان الاحتفال مهيبا وسمح للمنخفضين الصعود ليشاهدوا قاضيتهم التى نصبتها الفتاة ذاتها بينهم ...اعطتها الصولجان واجلستها منتصف البيت وفتحته امام الاهالى ..كانت اوامر الفتاة الان تشمل كل ما يحتاجه الاهالى فلم يعودوا كالسابق ..صار هناك قاضية بالاعلى وقضاه بالاسفل وسط الناس ..مر وقت قليل قبل ان يرتفع همس الغضب...فى البداية منعتهم من العيش وسط الناس بل صنعت لهم خيام على اطراف المدينة وحددت لهم اوقات رؤية الناس ...ولكن الخيام تقدمت حتى نصبت منتصف المدينة ..لم يكن هناك قوانين فوضعوهاووافقت عليها القاضية ..لم يكن احد يعلم ان القاضية هى الفتاة بذاتها ..فلم يجرؤ احدا على التفكير بذلك ..كانت الفتاة اعظم بالنسبه لهم من الاقتراب منهم الا بالحد الكافى مثلما كانت سيدتهم الاولى التى لا تتدخل الا فى العصيان المباشر وتركت لهم حرية الطعام والعيش ولكن الفتاة الجديدة استوعبت الخطا وتداركته وصنعت مزيدا من القوانين ومع الوقت صارهنا كقانون لكل شىء يحتاج الاهالى ....كانت النسورتحوم من حول الخيام وتقف عليها اذا لزم الامر...
علم القاضى بامر النسر ..لم يكن مسموحا له باكثرمن التحليق واقرار العقاب ...امرتهم ان يكسروا جناحيه وان يقدموا امامها فى القصر..قالت كيف تجرؤ على النظر لفتياتى ..الا تعلم انهن لى انا ؟....لم يجاوب فهى سيدته ..احنى راسه والتزم الصمت ...كررت عليه السؤال خرج صوته من دون اذنه :هى اختارت ؟...وقفت تحدق فيه غاضبة..تذكرت سيدتها ونسورها المتمردين ...
علمت الفتاة ان نسرها كسرجناحه ،بكت فى صمت داخل غرفتها المظلمة ..فى البيت الذى وضعت فيه بعد ان اختارتها السيدة ..لم يكن هناك كلمات سوف تقال لها ..بل صمت وعليها تنفيذ القوانين ..لقد اخطأت فهى وضعت لاجل الفتاة وقد عصتها ..كانت تخشى ان يطال العقاب بقية اسرتها القديمة ..تجهز لتبكى امامها فلن تترك من لها يهلكون دون ان تفعل شيئا ...ترى هل ستكتفى بقص جناحيه فقط ..على الاقل سيعودان اليه بعد سنوات ..ولكن ماذا لو قررت اخذ رماده ....
فى صباح اليوم التالى انتظرت ان يأخذوها حيث الفتاة لكنها وجدت القاضية تاتى اليها وتعلمها انها ستعاقب اهلها ولكن الفتاة قد اختارتها لذا ستعطيها فرصة لتخدمها من جديد فى بيتها ...لم تسمع كلمة مما قيل..قالت النسر..صمتت القاضية وتطلعت بعيونها ثم اجابت :لقد هلك ...سقطت الفتاة على وجهها ...فى تلك الغرفة المظلمة التى وضعت فيها وحيدة اسفل البيت لم تكن تسمع سوى صوته الحزين وهو يجلب للحرق...امسكت بقضبان غرفتها ...صرخت ايها النسر ..تعال حلق وخذنى معك ...اجعل رمادى ورمادك يذوب البحر ..ايها النسر....
سمع صوتها من فى القصر ووصل ايضا لاذان الناس ..فى ذلك المساء اتى قضاه المدينة وكبلوها بالاصفاد واقتديت الى حيث نسرها ومن دون صوت نثر مادهما ليلا وابتعلت مياه البحر ...بينما كانت تلك العروس ..عروس البحر تراقب من بعيد ..كانت تريد ان تلمح ذلك الاحدب من جديد..لكنها لم تعد تراه ....
حتى الاحدب مل ..لم يقبل ان يكون قاضيا وسط القضاه ..وسط الساحة ..ولم يعد يقبل العيش جوار البحر..كان يحدق للسماءوهو يتذكر الفتاة التى احترقت مع نسرها فى حسد..ترى هل اشتاق لسيدته القديمة..لم يكن مسوحا بتصريح كهذا ولكن قلبه قال نعم حتى ولو كانت فى الاسفل ..لكنه لم يعد يستطيع الان ..يعلم انها غاضبة فلم يفى لها بوععده وتركها حبيسه الظلام سنوات طويلة دون حتى ان يذهب لزيارتها انها تلعنه الان فى قلبها ..يعلم انها اذا عادت ستامر باحراقه مع الخائنين ولكنه لا يزال يشتاق .



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسفنجة
- بدوية 25
- دفتر عاملة 21
- بدوية 24
- بدوية 23
- بدوية 22
- دفتر عاملة 20
- بدوية 21
- بدوية 20
- دفتر عاملة 19
- بدوية 19
- من عالم اخر.مارجريت
- دفتر عاملة 18
- اوراق عاملة 3
- اوراق عاملة2
- المقعد
- دفتر عاملة 17
- اوراق عاملة
- دفتر عاملة 16
- دفتر عاملة 14


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 26