أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 25















المزيد.....

بدوية 25


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 14:06
المحور: الادب والفن
    


كان ما يسمعه الفتى اكثر من احتماله ..سقط على وجهه امام قدمى الغريب..يجاهد ان يتنفس لكنه لا يستطيع ..ينظر للغريب ينادى من بين لهاثه ...فك قيدى!!.ارجوك..اقتلنى ..يتراجع الغريب ينظر الى عيناه مليا ...يردد الفتى اقتلنى ...اقتلنى ...
يسحب الغريب خنجره من طيات ملابسه ..يقترب من جسد الفتى ..يضع النصل على حافه الرقبة ..يغمض الفتى عيناه ويستعد للنحر ....
وقفت الفتاة فى منتصف البهو وقالت هل يوجد اجمل من بستانى ؟..هل يوجد اجمل من قصرى ؟...هل يوجد من تناول الطعام مع سيدته واعطته الامان من قبل ...وقف الاهالى من امامهم ثم سقطوا على جباههم ...سمع صوت الفتى يصرخ صرخته الاخيرة من بيته بينما هم على جباههم يعلنون فتاتهم السيدة الجديدة ....قدم اليهم الشراب فسكروا...
خرج للصيد كعادته ،ضرب سهما من قوسه ،اصاب الطائر سقط من فوق عشه ،اقترب الصياد بخطوات ثابتة ،التقط الطائر..اشعل الحطب وشع الطائر وانتظر ..كان اليوم ياكل ..يخرج قوسه ويضرب سهمه ..تذكر وهو ياكل اطفاله ..ندم انه لم يضرب قوسه من قبل ..انه خاف ان يصنع ما صنعه اجداده ..انه نسى اسمائهم ونسى ما تركوه لاجله ...كانت السيدة فيما مضى تكره الصيد والصيادين ..وهو كان خائف..مثل الباقين تمام..لم يكن هناك شجاع ...كان هناك جوع والمزيد منه فقط..الان رحل الجميع فلما الخوف ..اخرج سهمه وقوسه اللذان دفنهما بيده فى صباه ...اخرجمها يوم رحلت السيده ...لم يعد يخاف الفتى ..لم يعد يهاب الاسفل..فهناك سيلقى من تركوه ورحلوا ...ربما هناك احتاج الى ذلك القوس والسهم ..فى تلك المره لن يصنع نفس الخطا من جديد....فى تلك المره لن يخاف الصيد ولن يدعهم ...ندم لما لم يفعل هذا من قبل لكانا معه الان ...من بعيد سمع اصوات الصراخ والتهليل ..وقف فوق تبه من بعيد يراقب...كان الاهالى يصرخون باسم ...انصت ..انه الفتاة ..ماذا هل تركوا الفتى هكذا لم يعد احدا منهم يخشاه ..ولا حراسه ...سمعهم ينشدون باسمها الاغانى ..كيف فعلوها بتلك السرعة ...اشتم رائحة الشواء قادمة من بعيد ...اشتم رائحة التقدمات التى صنعوها ...سمع صراخهم يطوفون الشوارع منادين باسمها من جديد ...لقد سقط الفتى وعادت الوريثة من جديد ....انتبه على صوت الصياد القادم على رائحة الشواء ...
هل ستعود للمدينة ؟...قال فى سخرية
رد : هل ستعود انت ؟
اجاب بألم :ولمن اعود ؟
رد :ولا انا فقدتهم ايضا
رد ولكن لديك الفتاة الان ....
الفتاة ....ولكنها لم تاتى لاجلى انا ...شعبهم هناك الا تسمع صوتهم ..
ضحك:بلى سمعت
رد حسنا لما لا تذهب حقا ...ربما حصلت على اخرين ...ربما حصلت على تعويض اليس كذلك ؟....
رد بحزن :تعويض ...انا اكل الان ولا انام جوعا ....لن اترك قوس جدى من جديد لاجل سيدة غريبة لا ادرى من اين اتت ..منذ ان رأيتها علمت الجوع والخزى والندم ....لم انم يوما مستريح ...قلبى يدق بعنف....اخذت منى اطفالى بلا رحمة ...
توقف توقف الا تخاف ...تلك الفتاة ابنتها ايضا ...انها منها ..لا تنسى ...
رد:لا تخف لن انسى ذلك ابدا .....

وقفت الفتاة من الاعلى ..على كرسيها جلست ..نظرت اليها الرؤوس مسحورة ...قال هناك من يعاندنى ...تمتم القوم :من ؟..من فعل ..قالت :لا يريد للرمال ان تعود سعيدة ..يريدها موحشة مثلما كانت منذ زمان طويل قد مضى ...زمن لم تاتى فيه السيدة ... لاتتعجبوا من ذكرها ..لقد اخطات ولكن ..لا تنسوا انها امى وهى من اوجدتنى وانا اتيت لاصلح ما فعلته بالاساس ..تلك المدينة بنيت لاجلها ..وانتم هنا لاجل طاعتها فحسب ..ليس لكم اكثر من ذلك ..ولكنها لم تكافئكم مثلما يجب ..والان سافعل ...اما الان فعليكم الخروج من ذلك المرتفع ..ابحثوا عن الصياد ..انه متمرد ملعون .يقف امام خير تلك المدينة واذا لم تنجحوا فى اصطياده واحضاره لى ...فستهلك مدينتكم ...سترون الخراب ذلك الامان الذى رايتموه الان سينفض ...عليكم جلب ذلك الصياد الى هنا ..عليه ان يعلم اننى ..انا سيدته الوحيدة ...
كلما انتقل من موضع كان هناك من يتبعه ،كان الاحدب يتعجب منها وكلما زاد العدد زاد القلق ...تعجب ان السيدة صامته ..لم تكن السيدة الاولى لتصمت على ذلك..هل هى من تدفعهم ...فى الصباح تسلق المنحدر ..انتظره تابعيه فى الاسفل ..نظر لهم طويلا ثم اكمل الصعود دون ان يلتفت ..وقف امام قصرها ..فتح له المعبر..دخل الى حيث غرفة الاستقبال ..سمحت له بالتقدم ...انحنى امام كرسيها...ابتسمت دعته للوقوف ...ايها الاحدب لقد قدمت لعائلتى خدمات جليلة ....
جلس على ذلك الكرسى الذى طلبت منه الجلوس عليه ..لم يكن هناك حراس ..لم يكن سواهما ...وضعت له خيمة وسط المدينة ...التف اتباعه من حوله ....تذكر الاحدب لعشقه الاولى لسيدته ...وكلاهما واحد..ذكر الاهالى بالخير الذى يفيض كل عام منذ ان تمسكت الورثة بحقها ...ذكرهم كيف كانوا ايام الفتى سارق الكرسى ..قال لهم ان السيدة كانت هى منذ البداية وكان لابد من العودة لما هو صحيح قبل تدمير ارض الرمال....
استيقظ المنادى فزعا من جديد على وجه الغريب يقترب من انفه ..ضحك الغريب من هروله القزم القصير وتعثره فى ردائه النومى الطويل ...قال المنادى بسخط :ماذا الا تاتى صباحا ابدا ؟....رد الغريب :لقد مسحونى وجعلوا موطنى الليل ..وكلما طالبت حقى الذى سرق منذ زمن اجده ضاع منى اكثر..حتى انا لا اعلم لما اتى لرؤيتك ايها المنادى...اتدرى ربما لانك الشاهد الوحيد على عصرى الذى سرق منى..وانت اخر من تبقى مدينا لى ..نعم لا تتعجب بكلمه منى يمكن ان تهبط للاسفل انت ايضا ..الفتاة لا تنتظر مجرد شك يكفيها للعقاب ..لم تعد تعبا ..الجميع يصدقها ولا يرجع ماذا تفعل ولماذا ؟...ضحك واكمل بسخرية اتصدق انها تقتل كل يوما صياد وتقول ذلك المتمرد ثم تعود فى اليوم التالى تتخلص من اخر وتقول هوذا هو ...ولا احد يفتح فاه...لو فعلتها انا ...انا ..يبكون الى فتاتهم شاكين من ظلمى..الم اكن افعل مثل هذا لسيدتها منذ زمن ولم يجرؤ احدا على الحديث عنى ...كان غضبهم حينها موجه للسيدة...تلك الفتاة تعلمت درسها جيدا اليس كذلك .....
كان المنادى يرتجف من عينيى الغريب الغاضبة والتى تلمع تحت الظلام واضواء الشموع قد انطفئت ...همس ماذا تريد منى الان ؟...تعلم لم يعد باستطاعتى فعل شىء لاجلك ...اناعبدا مثلك ...رد الغريب بغضب:اخرس من العبد ...انت فقط ذلك العبد ..اتساوى بينى وبينك ايها القزم المنادى...
لا ياسيد اخطئت سامحنى ..
انتشى الغريب من سماع الكلمة ...انتشى ونسى غضبه ..تنفس المنادى فى راحة ..تمتم الغريب :الاحدب ..ذلك اللص الاحدب الذى نسى افعاله الماضية ونسى اهل الرمال ايضا..لابد ان يتذكروا ومن يجهل منهم فليعلم .....
ابتلع المنادى ريقه الجاف:ولكن كيف ؟....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفتر عاملة 21
- بدوية 24
- بدوية 23
- بدوية 22
- دفتر عاملة 20
- بدوية 21
- بدوية 20
- دفتر عاملة 19
- بدوية 19
- من عالم اخر.مارجريت
- دفتر عاملة 18
- اوراق عاملة 3
- اوراق عاملة2
- المقعد
- دفتر عاملة 17
- اوراق عاملة
- دفتر عاملة 16
- دفتر عاملة 14
- الرقيبة
- اعتراف على الهواء


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 25