أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - انت عمرى














المزيد.....

انت عمرى


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5118 - 2016 / 3 / 30 - 08:48
المحور: الادب والفن
    


حمل حقيبتة الخفيفة على ظهره فجرا ذلك اليوم وسار فى طريقة اليومى المعتاد ،كان منتفخ العينين فلم يلتف لسلام عابر على غير
عادته كانت الرؤوس المستيقظة فجرا تحاول ايقافه والسؤال لما لم ياتى معهم فجرا مثلما عادته لكنه مضى سريعا يهرب،ينفر جسده
من اى لمسه خاطئة تحاول ايقاف جسده،عندما خرج من وسط الناس الذى عاش وسطهم عمرا سقط على اول الطريق على ذلك
الرصيف المنخفض الذى يوحى انه صنع لا لشىء سوى جماليات على الطريق لا تاتى بنفع من عملها ..حاول ان يلتقط انفاسه
..الحاره كانت تخرج حامله لهب..كان صدره يجيش بالنيران..تجرع شربه ماء..لم تكفى فعاد ليبتلع بقية الزجاجة..زاد لهيب
جسده..اكمل سيره حتى وصل ورشتة لمحه هناك الصبى الذى قام بتربيته اقترب منه ،كان يغزل الارابيسيك ويدندن ..ابتسم حينما
رأى العجوز وافسح له مجالا لكنه جلس يراقب ..همهم العاملين ..كان يراقب صوت المنشار وبقايا الخشب تتساقط ارضا،كان يشم
رائحة طلاء الخشب..سمع صوت الفارحين وهم قادمين لحمل اثاثهم لم يبادلهم الابتسام ...رحلوا..اخرج صورته من بنطاله صورة
قديمة من بيت قديم كان يضمهم فى الصيف وسط الزرع اشتهوا البحر فلم ينالوا ولكن بقى ذلك البيت القديم منزل الجد الذى حصل فى
زمن مضى على عده افدنة وبيت من طابق واحدا يتسع لولاده الذى شبوا وتركوا الارض عدا واحدا واكتفوا بان يروها فى الزيارات
..فلم يعرفوا لهم ارضا ولا هم رأوا البحر ولا النيل...كان يقول لزوجتة منذ زمن سيشاهدا النيل يوما ولكن الاعباء ازدادت ..كان الولد
الوحيد هو المعين ليوم امس لم يكن يهتم بشىء سوى الحلم ..نعم فقد حلم واخفى عن الجميع ما عدا الولد همس له به فى اذنه منذ زمنا
طويلا مضى ووفى الولد بالوعد..وانتظر..كانت الزوجة ذلك الصباح زائغة العينين تحكى عن الارض والدوار..عن موعد النيل الذى
حان ولكن انتظر ألست من هنا وتعلم هم لسوا منها ولا نحن منهم ..هم اصحاب السعادة فى الصف الاول ونحن منكتب لهم شقاء الدنيا
ونعيم الاخرة يا زوجى لايحزن قلبك ماذا نفعل بلقب ومكتب؟..ما نفعنا به ؟..نريده تاجر ابن تاجر..صنعته الخشب وكاره النجاره
..المهنه فنان ايها الجهلاء هكذا قال لها منذ زمن فى امسية صافية...بعد ان حقق حلمه وباع من فنه لما يعيشون وراء البحر وتطير
الطائرة من فوق رأسه مزمجرة باناس قادمين وراحلين اليها...لن يراها ليس الان بعد ان يرى ذلك الولد خلف تلك اليفطة
والمكتب..قبل ان ينتقل الى قرب اصحاب السعادة لكنهم بالامس فقط اكتشفوا قالوا له لا تليق...نهض من على كرسيه من خلف
الفارحين باثاثهم..يناديه الصبيه حمل فى تلك الحقيبة ما يلزم وكان يعلم طريقة الى النيل الذى احب ولم يرى من قبل....ربما للولد
صبر لكنه علم انه لم يعد يليق...تذكر العجوز الذى طاف البلاد والصق اذنيه لسماعه فى صغره...قالوا الحوريه خطفت الصبى ..ربما
الحوريه تعيد للعجوز شبابه من جديد...ايها الولد..اه منك ..لن ترانى من بعد اليوم..من قال اننى لن اشتاق اليك من قال اننى لا احبك
..من قال اننى لم اعمل لاجلك ..كنت فنانا لاجلك انت...ولكنهم يقولون لك لا يليق..سارحل يا صغير لعلك تليق...سارحل لافسح لك فانا
لدى حورية تنتظر منذ اعوام واعوام...وضع الحقيبة كانت المياه بعيدة ..اغمض عينيه ورحل اليها



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدى الاصفر
- دفتر عاملة الجزء الثانى 5
- دفتر عاملة الجزء الثانى 4
- دفتر عاملة الجزء الثانى 3
- لازلت اغادر مارجريت
- دفتر عاملة الجزء الثانى 2
- بدوية الاخيرة
- دفتر عاملة الجزء الثانى
- دفتر عاملة الجزء الاول الاخيرة
- اطباء مصر الفرعونية
- الكتاب المقدس لدى الطبيب المصرى القديم
- بدوية 27
- النظريات الطبية حول الطب الفرعونى
- دفتر عاملة 23
- اثنين
- هل كنا غاضبات؟
- لاوداع ..مارجريت
- عندما سقط الحليب
- دفتر عاملة 22
- بدوية 26


المزيد.....




- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - انت عمرى