|
داخل الاتون جدران المعبد3
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 09:08
المحور:
الادب والفن
اجبرت على ان أوى لصوص داخل جدران معبدى..اليوم كادوا ان يموتوا من الجوع كانوا فلاحين والان صاروا لصوص هاربين ارادوا قتلى ..مسنى الروح..واخبرنى ان احميهم لا ادرى لما همسوا لى انهم بقايا ثوار هاربين من وجه الحاكم..جميعهم بطليموس... اخبرنى اكبرهم انه وارث ارض ابيه مع اخيه ،فى صبيحه يوم وجد المحنطين المدنسين فى قلب ارضه قالوا انهم كهنة للمعبد احضروا زوجاتهم واولادهم !..وطردوهم للاكبر صغير مات من الجوع ،قال ان ذلك الموظف قد كلفهما ضرائب باهظة كان عليهما الهرب او السجن ،فى طيبة اصبحا مرتزفة تعلما حمل السيوف والقتل ..فى يوم قتل لاول مرة كان معبد مدينتهم الصغيرة يومها صرخ الفلاحين مهللين تناوبوا ضرب جثة الكاهن بالعصى سرقوا زوجته وبناته نهبوا بيته ،فر الموظفين الى ديوان الاقليم خوفا من اللصوص لكنهم عادوا الى ديوانهم بامر الحاكم ...
"متى ستعود لترى؟هل علمت ان بطليموس ربما يرحل عن ارضنا ولكن ذلك المجلس هناك فى تلك المدينة روما يقولون انها بلدة كبيرة تشبه الاسكندرية تحوى الكثير من الغرباء والقوم ..ارسلوا احد رجالهم لان بطليموس مدين له بالمال لقد ضاع القمح .. هل سنموت انا وابنى ؟لست ادرى ؟كيف الاله سرابيس؟ اذا وصلك خطابى فكر يا زوجى فى ان تحضر زوجتك وغلامك لتحميهما داخل اسوار معبدك مثلما اويت اللصوص كما اخبرونى داخل مسكنك هناك واعطيتهم الطعام والشراب وانا وولدك نتضور جوعا وروما على ابواب مدينتنا"
تمنيت ان ادرب تمساحا لست اهذى من كثره الجوع تعلمت التحمل ولا يزال لدينا بعض من القمح ستصنع لى امى الخبز ولكن لايعلم احدا من جيراننا الباقين امرا عن هذا ربما نقتل ..نسرق اذاعلموا ولكن من عده ليال وانا احلم بذلك التمساح بالالهه لو تمكنت من ان اصير مدربا لاحدى التماسيح المقدسة ياليتنى ما ولدت لابا فلاح ما تضورت من الجوع والاله تمساح كان سيحضر لى طعامى كل ليلة وحتى امى لم تكن لتذبل مثل الان ،انها تتضور جوعا ولكنها تأبى ان تاكل من خبزى لا تزال تكتب على بقايا شمعة ..اعتادت عيناها العمل فى الظلام تظن ان ابى هناك يسمعنا ياليت جدتى ما رحلت اشعر ان روحها هناك تجلس فى ذلك المكان تتعبد ابتاح مثلما كانت تفعل دائما ..
تخيلت اقراط اذنيه واساور اضعها فى مخالبه الامامية وهو يجلس الى جوارى كنت ساحبه وعندما يموت اقوم بتحنيطه كما يليق بجسده المقدس فى كهف ..كنت امى تسمع هذيانى فتتندر وتقول "فرس البحر لا يقدس لدى الجميع هم لا ياكلون لحمه بينما نحن ناكله وهى مثل تمساحك ..لم تعد امى تؤمن بالالهة كانت تنتظر من سرابيس ان يعيد اليها محبوبها ولكن عندما لم يفعل واشتد الجوع والموت قتلت..نعم فعلت هذا منذ سنوات لاجلى وامام عينى ..لم تغفر له قط انه تسبب فى ذلك عندما تركها وحيدة من دون حماية ..عندما قتلت حمت قمحنا واستطاعت ان تستأجر لنا فلاحا..كنت اكرهه كانت تفضله ..عندما اشتد الجوع رحل مات ..كانت تبكى تقول اننى سوف اموت كنت اعلم انها ربما تكون نهايتى فلم تعد معدتى تتحمل الجوع اكثر من ذلك ..
احببت الصغيرة بينهن ،لم يكن يوما شاقا ولم اخرج خارجا على اسوارنا قدمت واختها للاحتماء ساعدتهن..ولكن الصغيرة ..انها تحركنى منذ ان اتيت الى المعبد وهبت روحى للالهى وفقط،وحتى ابنى وزوجتى رفضت العودة اليهما انهن هاربتان من وجه الظلم والجوع ،ايضا بالامس ارسلت الى الحاكم ..حاكم المقاطعة شكوى ..تاخر القمح عنهن لم يتوقف المعبد عن الحصول على شعيرته المقدسة التزم بها الموظفون انهم اجانب ولكن لا بد ان يظل معبد الاله هنا لديه ما يحتاج خدامه اليه كل يوم ..وضيوف السرابيوم..
خبأها جيدا وسط الرمال راقب عيون الرجال لم يراه احدا،كان يصرخون بأسراهم ان يسيروا حيث حصنهم لمح الفتاة الصغيرة هناك اجنبية هى ،ربما من الاسكندرية تمتم،لم يرى واحدة منهن من قبل لم يعرف سوى الطيباويات لم يخرج من اقليمه من قبل راقب هؤلاء الاسرى كان كهنة معبد،يعرف وتلك الفتاة الغريبة ،لمحهم يسقطون كاهن مرتل على وجه عقد حاجبيه من بعيد،لم يلاحظوا غيابه بعد،عاد ليراقب مكان جرته قبل ان يسرع للحاق بهم له عامان قاطع طريق بعضهم يقول لص والاخر ثائر توقف عن كونه ثائر ربما هو يريد طرد الغرباء مثل الجميع لكنه يحب ان يحمل جرات خاصة به يخبأها وسط الرمال ربما تجعله سيدا يوما ما... هل سيده القديم ولد عبدا ..قيل عنه هذا ،ولد عبدا وعاش غلاما فى العبودية ولكنه حين يصير رجلا يعلم انه سيكون سيدا ولديه العبيد ولن يكفيه سبع فقط بل سيحضر اكثر من الغلمان والجوارى ..
سقطت على وجهها بالداخل ..داخل كهفه قالوا لها انه الزعيم هاهنا ولابد ان تمتثل لامره..صمتت..راقبته يتقدم اليها من قبل كان مثله عبدة وهى تباع الان لعبد مثلها ..ارتجفت ..فكرت من قبل الفرارمن سيدها والعودة لروما لكنها لم تستطع كان سيدها الاول مصرى باعها فى الليل وصباحا كانت لدى سيدها الجديد وسط العديد من الجوارى فى تلك المدينة الجديدة قابلت الكثير من الوجوه المالوفة تعلمت الا تخاف ..لم تكن تفتقد احدا ما هناك ولدت يتيمة وابنة غير شرعية اعتادت اذناها على سماع الكلمات لكن ذلك الزعيم اللص ليس مثلهم ..لا تفهم كلماته مدح ام لعن قسمات وجه ذائبه داخل ظلام كهفه فى الصباح ستعرف همست لعقلها ان يصبر على التفكير ...كان عليها الانتظار .
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
داخل الاتون جدران المعبد
-
ظهورات 4
-
ظهورات3
-
ظهورات 2
-
ابيض ..اسمر
-
ظهورات 1
-
ان اكون مخطئة
-
دموع فى عيون قبيحة
-
مقبرة الوالى
-
واحد اتنين ثلاثة
-
الملجأ
-
انت عمرى
-
جدى الاصفر
-
دفتر عاملة الجزء الثانى 5
-
دفتر عاملة الجزء الثانى 4
-
دفتر عاملة الجزء الثانى 3
-
لازلت اغادر مارجريت
-
دفتر عاملة الجزء الثانى 2
-
بدوية الاخيرة
-
دفتر عاملة الجزء الثانى
المزيد.....
-
يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش
...
-
-ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في
...
-
10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس
...
-
كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن
...
-
ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
-
وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
-
البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ
...
-
الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
-
-محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما
...
-
-أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية
...
المزيد.....
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
المزيد.....
|