أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 11















المزيد.....

داخل الاتون جدران المعبد 11


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5139 - 2016 / 4 / 21 - 10:22
المحور: الادب والفن
    


كان يراه وهو يخبىء جرته واحدة تلو الاخرى فى ذلك المكان البعيد وهو يقترب من تلك الفتاة التى كانت على لونه..منذ ان ترك طيبة وهو يشتاق للونها ..تذكر امه هل لا تزال حية هل تشتاق اليه؟..لايمكنها ان تلعنه لانها لم تراه وهو يخرج روح ابيه فى ذلك المعبد المتهالك ..لم يخن الحاكم انه فقط اراد الحياة هل ستفهم ذلك ..انه لايبالى بحيوات اخرى لانه لا يعرف سوى تلك ...رحل مع الراحلين تعود ان يلقب بقاطع الطريق نباش القبور النجس لا يهم كان لصا نشطا ثم اصبح زعيم لصوص...كان يراقب ذلك اللص وهو يرحل بعيدا ممنيا نفسه ان يصير سيدا فى مدينة اخرى..ولكن الغرباء فى كل مكان ..لون جسده برهانا عليه ..اللعنة لما تركه يرحل من دون عقاب هل احب الطيباوية هو ايضا ويريد لها النجاة ..كان عقابه هو الموت ولا يريد هلاكها على يده تعلم قلبه الشفقة على عمر مديد لم يشفق من قبل حتى على ابيه الذى تركه ولا امة التى اعطته اخر خبز وارز اليوم ياكل اللحم المقدس...
سيرحل هو ايضا وسترك طيبة لقد اصبحت خرابا جثث الموتى تعكر رائحة الهواء ..رائحة العفن تصل لانفه لكنه لا يتوقف عن تناول الطعام انها اخر قطعة لحم سوف يشتهى وتلك اخر اوانى المعبد سوف يحطمها حتى لا يتناول منها اخر ...لقد تناول من اوانى الالهة...من يصدق انه لم يمت حتى الان ..لقد اصبح مثل حاكم المدينة هل هو ايضا سيدا ام ان الالهة ستعقد معه اتفاقا ويجلس معها فى مجلسها الاعلى ..لقد عرف من قاتلوا حتى وصلوا لصفوف الالهة ..لقد اشتهى ان يصير واحدا منهم ...سيغادر تلك المدينة التى تموت وسيرحل صوب واحدة سيكون فيها سيدا اما العبيد فهم موتى ...


فى الماضى كنا نفتخر اننا نعبد "ست" انه الهنا المحارب القوى بينما الان علينا ان نمحو بايدينا اثاره من على جدراننا لاننا اصبحنا نخاف لم نعد نحب"ست" مثل السابق ..كسر الخوف الايمان من قلوبنا هناك حيث عبدوا اوزير الى ماذا اوصلهم ذلك؟لقد قتلهم الغرباء لما اضطررنا نحن للخجل من الهنا الا انه قتل اخيه؟الضعيف بأى حق يصبح هو قائد لمحكمة العدل ويصفى القلوب ان قلبى انا خالصا صوب "ست" انه شيطاننا القادر حتى لو اضطررت الى محو اسمه من جبهتى ولباسى حتى لو نزعت شارته المقدسة واعطيته اسما اخر لما على ابنائنا ان يخجلوا من عبادة ابائهم لما ليس على عبده اوزير فعل ذل!!!..
اقف واتلفت من حولى فاجد العرق يتصبب من على جباههم وهم يقومون بالمحو ...بدقة من على الجدران الاعمدة ..محا مثلهم ذلك الغلام الى جوارى كان اصغرننا سننا كان يمحو بدقة ويتاكد ان لا اثر حتى يصنع اسم الهه من جديد على ذلك النقش القديم ..كنت اراقب بغضب شكل للاوزير يتكون من جديد عندما لمحت شبح ابتسامة الغلام ..هاهوذا ست اخر يعود من جديد صاحبا لصولجان جديد ويحمل علامة النصر واسدا....
خرجت فى الليل احمل رايتى لست من هذا الاقليم لكنه فقط من يحارب هنا وعدنا قائدنا ان ياتى ليحرر بقية الاقليم يريد ان يصبح نارمر اخر لم اكن اعلم شىء عن طيبة والهتها من قبل ..لكن وجدتها قطعة اخرى بائسة مثل اقليمى الذى هجرت من كثره عدد المرات التى اضطررت فيها للكذب عن اقليمى موطنى حيث ولدت والاسم الذى دعانى به والدى نسيت واحيانا اجلس فى الليل للاذكر نفسى خصيصا ...انتمى لاصل يصل لرعمسيس ذاته هذا ما حفظت داخل قلبى مدينته هى مدينتى وعلى عبادة الاله "ست" الهه لانزال نحتفظ ..ات الغرباء من تلك المدينة البعيدة روما وقطعوا الطعام ...على عبدة اوزير لعنت لكنى كنت اتضور جوعا واناجى حتى احصل على بقية فتات خبز حتى لو كانت من يد غلام ..هنا تذوقت الطعام البشرى المحرم لكن كان لابد ان احيا...حتى لو تناولت الغلام ولكن اشفقت كان حد خنجرى اقرب اليه من الفكرة سقطت لم يكن هناك وقت يكفى للاشعال النار لا يمكن للغرباء ان يشعروا بوجودى او ان يشتم جائع رائحة شوائى اللعين ..كنت اتذوق صدره ..ادرت وجهه بعيدا وانا اتناول نسيت انه منذ قليل كان ذلك الغلام الذى يرسم فى فخر معالم الهه الجديد....

لا ادرى كيف نجوت من ايدىالغرباء لى فى ذلك الكهف عدة ايام لا عرف عددها ..تناولت الحيوانات المقدسة والطيور لم يتبقى لى سوى القليل قريبا ساموت اعلم ان الغرباء دخلوا جميع المدن الان اخذوا من استطاعوا الى هناك حيث الاسكندرية وقتلوهم ..انها المدينة الوحيدة التى يفضلون ...اذا نجوت من الموت سارحل حيث هناك..لما تركهم "ست" يفعلون بنا هذا ؟كنت غاضبا منه ..محوت معالمة من على جبهتى وطرحت شارته بعيدا ...ربما ما يقولون صحيح زيوس جوبيتر هما السيدان الحقيقان ...اريد ان اعرف من منهما هو السيد الحقيقى ..اتلفت انتبه فى صوت الرياح القوى ان ياتينى صوت حيوان جائع ..اريد المزيد واشعر دائما بالعطش انا بحاجة الى المزيد والمزيد من الدماء هنا ..هنا حيث لا توجد مياة ..حيث تناولت من مخرجاتى حتى امتلكت القوة لاقتل ذلك الحيوان ...

لما احضرونى معهم الى هنا ؟ انا شاعر او كما يلقبونى بالعراف امتلك الشعر منذ ان كنت غلاما والان صرت رجلا يهرب بكلماته شعره فى اروقه النبلاء من وقع السيوف ..ادير وجهى عندما يقطعون الرؤوس الى جوارى ..اكره رائحة الحرب والموت منذ كنا مدن لم نعرف الهدوء والان وقد صرنا امبراطورية كنا لا يزال علينا حمل السيوف ..يقولن ان الاسكندرية هى روما اخرى لا فارق وساجد هنا الفتيات الحسناوات ...
امضيت الاشهر الاولى اتجول فى مدينة الاسكندر الفاتح ..اشاهد معابد الرخام وهى ترتفع..تمثال زيوس وافروديت يتجول من حوله المصلون ليقدموا شعائرهم..
سيلقون بمزيدا من الوحوش اليوم لتتقاتل لم يعد هناك فرسان ليفعلوا ذلك لن ارى احدهم يقتل اليوم..امضيت الليل اراقب الوجوه بالقرب من الميناء ..اراقب سفينتى انتظرها ان تتحرك صوب مدينتى ..لم اقع فى غرام الاسكندرية كما اخبرونى انى سافعل احببت روما اكثر ..حيث ولدت لم تكن هناك وجوه غريبة عنى لم ارى وجوه من الشرق هناك ..كانت روما لنا اما هنا فهى للجميع لكل بقاع الارض ..من بعيد لمحتها تلك الصغيرة الى كانت تركض ناحية المياه انها لا تستحم رايتها تغتسل فى المياه .. ربما هى الهة من الالهة ..كنت اجلس هنا فحسب انتظرها ...

من اى مدينة انا لست ادرى كل ما اعرفه اننى لست من هنا فى ذلك اليوم رأيت الغريب كان ينتظرنى انا اعلم بهذا كنت اؤدى طقوس تطهرى بالماء فى ايام اكتمال القمر ربما اذا حملت من السيدة احظى بمرتبتى فى منزله ...السيدة باتت تكرهنى كنت انتظر الليل للاهرب من مشقة عملى تأن اوصالى ...اسقط فى المياه اغمر جسدى حتى راسى اتمنى لو استطيع ان ابقيهاهكذا اطول فترة ممكنة لكن سرعان ما احتاج الى الهواء لاتنفس...اخاف الموت..كنت صغيرة عندما قرأت لى تلك الكاهنة المصرية كف يدى ...اخاف اللعنات قالت اننى ملعونة من يوم مولدى لدت كى اكون لعنة احمل خطأ ليس لى يثقل كاهلى عليه فى كل شهر ان اتطهر منه تحت ضوء القمر ...لى جدة مصرية هكذا اخبرونى ماتت فى مدينة بعيدة من الحصار ...لكن لا اصدق اخبرونى ان ابى غريب لقد طردوا امى لانها احبت غريب وانجبت منه ..لااعرفها لكن اعرفه من لون جسدى الذى لا يشبههم ...كنت غريبة..يقولون انى سمراء لكن جميلة حينما باعونى للسيدة قالوا بيضاء لكن جميلة !! سمراء بيضاء لست ادرى ..احب قسمات وجهى فحسب.
كان ذلك العراف ينتظرنى لم اعرف ماذا يكون هذا الشاعر انه لا يحارب مثل بقية الرجال ويحمل سيفا لا يخرجه من غمده ..ربما سارحل معه هكذا فكرت قبل ان يرحل ..وقفت انتظره بالقرب من البحر لكنه لم ياتى ليودعنى لقد رحل مع اخر ..عاد الى مدينتة حيث ولد هو ..وحيث ولدت انا اضطررت للهرب من وجه سيدى الذى لم يعد يقبلنى حينما ارتفعت بطنى فرحت السيدة لم يقبل ان يربى ابن لعبدته ...لم اجد مكان للالد اضطررت للان ابحث طويلا..فى النهاية وجدت ذلك المركب المتهالك ..كنت اشعر بى اتارجح لم اعد اعرف ان كانت الارض تدور..هل ستسقط السماء..اى اله من الالعى سياتى ليلعننى اوزير ام زيوس امفى ذلك المعبد حيث لا ينظرون فيه اله..امتلئت المدينة بالمعابد ..كان الالم يزداد يوما بعد الاخر حتى سمعته يصرخ الى جوارى ..كنت ارتعد لا ادرى اى لون يحمل اغمضت عينى ...
فكر الصيادين فى القاء الصغير مع امة ..سيد البحار وقف يأمرهم باحراقها جثتها كما يجب ..امرهم بابقاء الصغير..قال لقد شاءت الالهة ان يولد فى البحر ليكن صيادا ..منذ اليوم هو ابنى ..ابن سيد البحار..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داخل الاتون جدران المعبد 12
- داخل الاتون جدران المعبد 10
- داخل الاتون جدران المعبد 9
- داخل الاتون جدران المعبد 7
- داخل الاتون جدران المعبد 8
- داخل الاتون جدران المعبد6
- داخل الاتون جدران المعبد 4
- داخل الاتون جدران المعبد 5
- رجل كسارة البندق
- انتظار
- داخل الاتون جدران المعبد2
- داخل الاتون جدران المعبد3
- داخل الاتون جدران المعبد
- ظهورات 4
- ظهورات3
- ظهورات 2
- ابيض ..اسمر
- ظهورات 1
- ان اكون مخطئة
- دموع فى عيون قبيحة


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 11