أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 16















المزيد.....

داخل الاتون جدران المعبد 16


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5158 - 2016 / 5 / 10 - 14:28
المحور: الادب والفن
    


استلقت الاميرة على فراشها كانت من ضمن الحشود ورات ما شاهدوا باعينهم اليوم ولولا انها فعلت لما صدقت ما حدث حتى لو اخبرها بها مستشارها الخاص ..لكنها راته وهو يفعلها لا تعرف من هو ولا كيف ظهر وانقذ المجذومين كان يحركهم بعيناه ويقودهم من امامه تباعا حتى البحر ويطهرهم من مرضهم ثم يخرجهم من مياه البحر من جديد!...
القليل فقط من خدامها يعلم بمرضها الذى كانت تخفيه عن الجميع حتى اسرتها فى القصر بفضل ولاء خادمتها فلم يعرف احدا انها كانت من ضمن من جذبهم ذلك الصياد وهبطت بقدمها حيث المياه غطت جسدها ..هى فقط من تعلم ذلك الشعور لقد عاد جسدها كجسد طفل صغير ولد من جديد لم يتعرض لاذى ولم يتحمل القسوة ...قالوا لها انه مجرد صياد فلم تصدق ..تعلم ان اسمه سوف يصل لملك الان وهاهو يستدعيه لديه ليعلم من هو قيل لها ان قائد الشرط هو من اكتشفه وانه كان متطوع سابق فى حرس السور المتهدم فى عهد ولدها الملك الراحل ...
قالوا له انه غريب ليس ابنا لامراة هاهنا بل حملته امة ثم رحلت وتربى فى السفينة ..قالوا للملك انه ليس مجنونا ..ليس مجنونا من يشفى مرضى المدينة بدل من القاءهم فى مياه البحر والتخلص منهم حتى لاتصاب المدينة ..كان الملك شارد يستمع اليهم ولا يتحدث هل كانت اخته من ضمن الحضور هل شفيت حقا؟..عيونه اخبرته بالسر كان عليه ان يتخذ القرار قبل ان ياتى ذلك الغريب ويريحه من فعلها وهاقد شفيت ..انها تدخل ويسمح لها بالمرور تبتسم له ابتسامتها التى احبها طويلا منذ وقت طويل مضى لم يراها ..تجلس بجواره ..يأمر باحضار الصياد الغريب ...
ما بال كلماتى تائهة الى هذا الحد ؟ ايها الحداد ..يا صديقى اخبرنى هل قدر لى ان اسامح ام ان اخطائى الكثيرة اوقفت كل امل لى لديك ..لم اعرف هنا وجه انسان ؟ لا يزال الجو عاصف كايوم مولدى ..كايوم موت ريس البحار لحظة ان انطفئت الحياه فى عيناه تلك اللحظة التى لا تفارقنى التى كسرت فيها خوفى ..عندما انطفئت الحياه بيدى لم اعد اشعر بالخوف ..صدقنى ..انت لم تعد تفعلها وتصدق ...كان عليه ان يموت ليلتها كانت عاصفة ..والليالى التى تلتها ..كان البحر غاضبا لاجل سيده الاحمق ..لقد كان مجنونا انا فقط من اعرف ..اعرف السعادة التى رايتها فى عيون الصيادين وبحاره سفينته ..الفرحة فى عين الريس الجديد للبحار ..الجبان الذى لم يقدر على فعلها ..ولكن انا قدرت وفعلتها ...لقد كانت البداية من هناك لكل شىء ..احيانا اكاد اجزم ان مارسليا عرفت وراتنى واحيانا اقول لا ..عيناها البراقتان تقول هذا ..انها لم ترى الموت يسرق احدهم من امامها من قبل ولكننى فعلت ..خلصتها فهل صدقت ؟..فعلت لاجلها فهل احبت اكثر...هل احبتك اكثر منى ايها الحداد العجوز ..ألا يمكنك الحديث والاجابة هل ثقل لسانك وقلبك وعيناك لم تعد ترى كالصقر مثلما كانت فيما مضى حينما رأتنى وانا اصنع ما اصنع فى النهر واتت وسالتتنى من انت ؟وحينها لم استطع الاجابة لاننى لم اعد اعرف ..ربما الموت قيدنى وروح اخر ترحل حررتنى وجعلت اكتشف نفسى اكثر واعرف قدراتها ..اليوم تقول اننى باس وقاتل ولكن من شفى هؤلاء ايضا ألست انا ؟الست انا من فعلها وكانت فتاتك الاولى هناك من بينهم وكنت انت تودعها جوار البحر حيث حدفها ..حيث خفت ان تقول انك حبيبها حتى لا تلقى معهافى البحر ...انها نجت ولكن هل شكرتنى انت حينها ؟..بالطبع لا لم تفعل ..اسمع البحر هائج جدا كيومها هو يجيبك انه غاضبا منك مثلى ذلك البحر لا يستطيع ان يقتلنى ..ولكنكم فعلتم ..وجعلتمونى اذهب حيث القصر بقدمى ..كان عليكم ان تعرفوا ماذا سيحل بكم حينها ؟لقد كان الخيار لكم ..ولكنك اخذت مارسيليا ..وصدقنى حينها لم اكن غاضبا ..كانت سترحل مع سيدها البخيل وانت خلصتها من العبودية وصارت لك !...
استل الخنجر الصغير واقترب بجسدى القزم حيث جعلوه يجثو امامى كنت من وضع النصل وثبته وجز به عنقه ..شعرت بنشوه دمائه التى لطخت وجهى لمست طعمها بشفتى احببتها ..لا اخجل ان اقول لك ان هذا الحلم يراودنى رغم انه حدث للكثيرين لكنه ليس بيدى وليس مثل لذه المرة الاولى التى صنعت بها ذلك الخط ..فصلت حياته عن حياه الاخرين وراقبتها تبتعد مثلما فعلت راسه وهى تتدحرج بعيدا وترفع على النصل وتعلق على باب المدينة ليشاهدها الناس ..وضعت على باب البحر..ربما اردت ان ارسلها لذلك الزعيم الجديد فى البحر ولبحاره سفينتة ربما ايضا لهذا اخذوا سنوات قبل ان يعودوا من جديد الى المدينة ويرهقوننى ...لكنى لم انسى راس قائد الشرط الى الان !..
بحث عن مارسليا بعينيه كان يعلم انها من وسط الجموع وشفيت هو سعيدا سعيدا لانه بحبها استطاع ان يشفيها وانه وفى بوعده لها عندما اخبرها انه سيجد لها دواء فقط عليها ان تنتظر ..لا يدرى ان كان البحر هو من فعلها ام انه هو من فعلها بنفسه لم ينظر من حوله قبل ان يخرج بهؤلاء المرضى من البحر ويعود بهم الى اليابسة من جديد ..لكنها كانت قد اختفت لم يستطع ان يلحق بها ويركض من خلفها ..كان يعلم انه يستطيع حينها ان يخلصها من سيدها وان تتحرر معه من عبوديتها كلاهما يحب البحر والصيد سيصطاد السمك ويطعمها ...
جلست تنتظر حضوره كانت تريد ان تعرف من هو ..وقف من بعيد كان خائفا لا يريد التقدم كان مثل الباقين قزما ..سألته كيف فعلت هذا ؟لم يجب ...انت من شفى هؤلاء المجذومين ...تردد :انت قلت سيدتى ؟...
كان القصر بهيا شعر انه مهيا لاجل استقباله فى ذلك اليوم..لا يدرى لما اتت مارسيليا فى ذهنه فى تلك اللحظة تكسو عيناها الدموع وهو يقترب من الاميرة هى التى طلبت الحب وهو من اعطاه اياها كان ينادى باسمه فى الشوارع والحداد يزداد خوفا واضطرابا هو يعرف الصياد من يوم مولده متى تحول الى شافى الامراض !! يوم توقف ذلك الحارس من امامه يامره بالقدوم معه الى القصر لم يستطع ان يخفى ارتجافته شعر بالخوف وعلم انه هالك لا محاله لقد اراد ان يساعده لم يعرف ان رقعة جلدية تركها له جده اتخذها مزحة فى ليلة ممطرة اتاه فيها الصياد مضطربا ان تحدث كل هذا ..هل سيطلبوا منه ان يعترف لهم الان ..هل سيقطع راسه ايضا مع الصياد صديقه ..تطلع من بعيد حيث هى واقفة ..مارسليا تبادله مشاعر الخوف ..حسنا قالها وهو يسير من خلف الحراس وقائدهم يحاول ان لا يسقط على الارض من كثره الخوف ..تطلع الى الخلف الى عيناها التى راها تبكى ..هل تبكى من اجله هو من اجل الصياد؟..
فى صخب المدينة استيقظ العجوز كانوا يلقبونه بالحكيم طويلا من ظهر ذلك الصياد والحال ليس كما كان ..ذلك الصخب الذى سيعيده لحياه المدينة من جديد اكثر ما كرهه فى حياته الطويلة والتى مر عليها الكثيرلكنه استطاع فى النهاية التغلب على كل واحدة منها حتى حصل على منصبه العالى فى قصر الحاكم الملك ومنذ ان قرر الاعتزال وهو يستيقظ قبل شروق الشمس ليجلس وسط بستانه الذى يستمتع بزرعه كل يوم ثم يجلس فيه حتى منتصف النهار يتناول القليل من الطعام مثل زاهد عتيد ثم يشرع فى كتابه كل ما يجول فى نفسه حتى يشتد الليل ..
علم ان ذلك الصخب سيخرجه من وحدته من جديد سماع اسم الصياد ترتفع وتيرته فى ألسن العامة اثار الاضطراب والهواجس فى نفسه لم ينتظر ان يستدعيه احدا علم ان عليه الذهاب لسيده الملك قهو بحاجة الى سماع مشورته الان وعليه ان يتدبر امر ذلك الصياد ..الساحر عندما هبط الى الشوارع كان الاسم تبدل صار الساحر الذى شفانا من الجذام واعادنا الى الحياة كان اسمه على كل لسان يبحث عنه مرضى المدينة فى كل مكان ومنهم من تجمع امام القصر غير ابه لحرس يمنعونه عن الطريق فيرتفع صوتهم فى صراخ اغتثنا ..اغثتنا ايها الصياد ايها الساحر ارجوك اغثنا لم نعد نحتمل ..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انت حر؟
- سارق
- امرأة تقرر
- داخل الاتون جدران المعبد 14
- داخل الاتون جدران المعبد 15
- هيمنة الذكور
- لما تموت الكاتبات العربيات قهرا ؟
- محمد جبريل تجاهل الاديب والمثقف
- كيف نوثق كتابات المراة العربية؟
- ادعم التيار الثقافى البديل
- مكتبة لكل فتاة
- قيادة نسوية موحدة يا كاتبات
- ظظهورات الاخيرة
- داخل الاتون جدران المعبد 13
- كيف نحطم قيود المراة العربية ؟
- عايدة لم يعد ما يحملنى على البقاء
- مارجريت لست فى انتظار الموت
- الخادمة المقدسة
- واين هم العرب يا استاذ افنان القاسم ؟
- نوال السعداوى لما كان كل هذا العناء؟


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 16