أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عباس ساجت الغزي - العراقيون ومخاطر هجرة الجمال














المزيد.....

العراقيون ومخاطر هجرة الجمال


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 00:38
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


العراقيون ومخاطر هجرة الجمال
شعب اختلف بكل المقاييس عن باقي شعوب العالم, فاق صبر الانبياء تطاولاً بكبرياء وشموخ, وصنع المعجزات في دوامة المؤامرات التي تحيكها عقول وصفت بانها شعب الله المختار, وكلم الله بعيون تتلألأ بدمع الرضا عند نزول البلاء والفواجع بفقد احبة, ينحرون كالأضاحي بتكبيرات الاحرام .. اللهم تقبل منا هذا القربان.
تجارة صناعة المشانق ووئد براعم الجمال الابداعي شهدت رواجاً منقطع النظير في اسواق عصر اختلف هو الاخر عن كل العصور بمقاييس قيمته الجمالية, ففي وقت مضى حلقت الانفس تبحث عن ارض خصبة صالحة لزرع المبادئ والقيم الابداعية الجمالية ورعايتها بعيداً عن مخالب المستذئبين التي مزقت جمال القمر وقطعت اوصال الاحلام الجميلة بعويلها النشاز الذي كان ينذر بشريعة الغاب.
ايوب فرش بساط الصبر للنفوس المطمئنة, لكن الديدان ابت الا ان تقتل الابداع, وتشوه صورة الجمال, فراحت تعيث بالجسد العراقي فتكاً وفساداً, بغضاً لقوة الصبر والتحمل, ويعقوب الذي ابيضت عيناه من الحزن لشدة كظم الغيظ, صار بصيراً لمشاهد قتل الاخوة الجماعي الذي فاق الالاف, بتحريض من اخوة يوسف الذين لم ترق لهم قصة الكواكب والشمس والقمر, فأوغلوا واسرفوا بالقتل دون رادع انساني او اخلاقي او ديني ولا حتى وطني.
الظروف الصعبة وتلك الاحداث المؤلمة اسهمت في ولادة فايروس خطير سرعان ما تفشى في الجسد العراقي السليم, فراح يبحث عن صور الجمال في مخيلة المبدعين ليصيبها بالعطب, ورسم نشوة كاذبة حركت الجسد الابداعي بطريقة التراقص, رغم ان الصور المعروضة مأساوية حد قشعرة الابدان لقسوتها, وبفضل ذاك الفايروس باتت الصورة المشوهة سمة العصر التي تقتل الجمال في النفوس العاشقة للحياة.
بات الحزن السمة الغالبة والبصمة المؤثرة في المنتج الابداعي, بمختلف المفاصل ( الادبية, والفنية, والثقافية), حتى انها اصبحت كلمة المرور لمحاكاة مشاعر الجمهور, فالدموع تحولت الى احرف حارقة, والكلمات آهات حرى لأم ثكلى تبحث عن عطر فقيدها وسط الركام ورائحة البارود المنتشرة في المكان, والاوراق اتشحت بالسواد الا من كلمة الثارات البارزة بلونها الابيض الهجين وسط كل ذاك الخراب والدمار.
الانفجارات ومسلسل القتل, الجوع والحرمان, الظلم والبطش, كانت العناوين البارزة في اصدارات دور الطباعة, والغريب في الامر ان كثرة الرواد من شريحة الشباب الذين ثبت إصابتهم بالفايروس القاتل للجمال اكثر من الفئات العمرية الاخرى, واعلنوا بانهم اول المهاجرين بعيداً عن الصورة الجمالية, بعد ان رغبوا باستقبال خريف العمر.
خريف الانفس الذي يأبى مغادرة البساتين الخضراء النضرة, قد استمد القوة من الرياح الصفراء العاصفة التي تقتل كل معاني الجمال في النفس البشرية, فيا صبر ايوب أما آن الاوان لصبح يشهد اشراقة شمس الانفس العاشقة للحياة.
عباس ساجت الغزي



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله مع العراقيين .. واسرائيل وراء الأمريكيين
- اكذوبة.. حرية الوصول الى المعلومة
- صمتت الجراح فنطقت نقابة الصحفيين
- رَبَويات يَّقتحمن الحياة الاجتماعية
- العراق وطن الاحرار
- الجهاد ودور المثقف في المعركة
- جهنم العراق والخيانة الكبرى
- سَّراب الصحراء القاحلة
- امريكا أكذوبة السلام العالمي
- الانتفاضة على الارهاب
- الهدوء الذي يسبق العاصفة
- ثقافة التظاهر بقطع الطرق
- المواقف والثوابت
- عين اللعاب الغربي
- الركل على المؤخرة
- العلاقات الاجتماعية.. التكنيك بداية الانهيار
- طقوس حزن على ضفاف الفرات
- المثلث.. وأبعاد الولاية الثالثة
- من اجل دولة القانون
- البصمة الانتخابية .. انتهاك للحرية


المزيد.....




- العدّ التنازلي بدأ: حزب العمال الكردستاني يتهيّأ لتسليم سلاح ...
- الحزب الحاكم التركي: تسليم حزب العمال الكردستاني للسلاح ممكن ...
- بيربل باس: حاملة آمال الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني
- الجامعة الوطنية للتعليم FNE التوجه الديمقراطي: لا بديل عن ا ...
- مطالبات بتحقيق دولي بعد مقتل متظاهرين في توغو
- بعد عام من اعتقاله.. “أمن الدولة” تُحيل يحيى عبد الهادي إلى ...
- “النواب” يناقش غدًا قانون “المستأجرين”.. و”أمن الدولة” تنظر ...
- من الطريق إلى السوق الأوروبي: سلاسل الموت الزراعي
- سوريا.. القبض على عقيد سابق قمع المتظاهرين ضد النظام المخلوع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 30 يونيو 2025


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عباس ساجت الغزي - العراقيون ومخاطر هجرة الجمال