|
صراعات ... وتِجارة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4771 - 2015 / 4 / 8 - 14:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قضية بالغة الأهمية ، يُمكِن الإستناد عليها ، لإثبات ان الوضع الداخلي الكردستاني ، هَش ، وأنهُ قابلٌ في أي وقت ، للتصعيد والتأزيم وصولاً الى حافات خَطِرة . *هي : الأمَن ، بِكُل متعلقاتهِ من بيشمركة وأسايش ومُخابرات وميليشيات . إذ وحتى اليوم ، فأن مسألة توحيد البيشمركة ، مُجّرد حبر على ورق ، ولا أحد من الطرفَين أي الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ، جاد بِدرجة كافية ، لتنفيذ ذلك على الأرض . وخيرُ وأقربُ مثالٍ على ذلك ، هو ماحصلَ من تداعيات خطيرة في الأيام الأخيرة ، حول إعتقال أو إستجواب " حيدر ششو " من قِبَل جهات أمنية عائدة للحزب الديمقراطي ، وما تبعه من ردود فعل قَوية وسريعة ، في الداخل والخارج .. مِما ساهمَ في إطلاق سراحه . بتحليلٍ بسيط : بعد 3/8/2014 ، وإنسحاب قوات البيشمركة والأسايش من سنجار ومحيطها ، بدون مُقاومة .. بقيت مجموعة صغيرة من الإيزيديين من أهالي المنطقة ، في جبل سنجار ولا سيما قرب مزار شرف دين ، وبأسلحةٍ بسيطة ، قاوموا عصابات داعش ومنعوها من الصعود للجبل . كانَ لأفراد هذه المجموعة ، قبل 3/8 ، ميول وإنتماءات سياسية ، متنوعة .. ف " قاسم ششو " كان عضوا في الحزب الديمقراطي وقريبهُ " حيدر ششو " كان منتميا للإتحاد الوطني ، والأفراد الآخرين كذلك كانوا مُوّزعين بين أحزاب عديدة أو مستقلين . في الأسابيع الأولى بعد سقوط سنجار بيد داعش .. ظهرَ " قاسم ششو " عبر اليوتيوب ووسائل إتصال أخرى ، وهو يقول بوضوح ونيابةً عن المجموعة المُسلحة كُلها : ( .. أنهم الآن يُقاتلون ويُقاومون داعش ، بِصفتهم [ الإيزيدية فقط ] ، منتقداً بِشدة كل القيادات الميدانية في سنجار من بيشمركة وأسايش وأحزاب .. ) . أي ان المقاتلين الإيزيديين في جبل سنجار ، جَمَعَتهم الإيزدياتي أولاً والقرابة ثانياً . هذا شيٌ مفروغٌ منهُ . ثم توالتْ الأيام وتغيرتْ الظروف ، بتدخُل طائرات التحالُف الدولي والمساعدات العسكرية ، وإستعادَ البيشمركة رباطة جأشهم تدريجياً .. وعلى الرغم من صمود قاسم ششو وحيدر ششو ورفاقهم ، في جبل سنجار في أصعب الظروف ولأشهُر .. إلا أنهما لم يستطيعا الصمود بعد ذلك ، في وجه حزبَيهما السابقَين وإغراءاتهما و " نصائحمها " ، فعادَ كُل منهما بطريقةٍ أو بأخرى الى حزبهِ .. وإنخرطا شاءوا أم أبوا ، في لُعبة الصراع على النفوذ والسُلطة ، بين الحزبَين ، المُمتدة على الساحة الساحة الكردستانية كلها ، بل ومحيطها أيضاً . مرّةً أخرى .. إرتضى الإيزيديون أن يكونوا وسيلة ، لحصول الحزبَين على مكاسب ، على حسابهم .. والتشرذُم الإيزيدي ، ليسَ غريباً البّتة .. فهو نتاج هذه البيئة نفسها ، التي تشهد التشرذم الكردي ، الذي هو وسيلة لحصول الدول الأقليمية ولا سيما إيران وتركيا ، على مكاسب ، على حساب الكُرد .. والتشرذم العراقي في جانبه الشيعي والسُني ، الذي تُوّظفه الدول الكُبرى ، لمصلحتها ، على حساب الشعب العراقي كله ! . * قَد يكون التنظيم الحزبي ، للإتحاد الوطني الكردستاني ، أصابهُ الكثير من التصدع ، بعد غياب الطالباني عن الساحة .. لكن كما يبدو ، فأن القوى الأمنية من بيشمركة وأسايش ومخابرات ، في قسمها الأخضر .. مازالتْ متماسكة وقوية " رُبما بِرعايةٍ إيرانية .. كما الجانب الآخر برعايةٍ تُركية ! " بحيث تستطيع تحّدي نفوذ القسم الأصفر ، هنا وهناك . * لا يقتصر الصراع على النفوذ والسلطة ، على سنجار وحدها .. بل يمتد الى سهل نينوى وكركوك وحتى كوباني أيضاً .. بل لايقتصر على الحزبَين الديمقراطي والإتحاد فقط ، حيث هنالك اليبكه والبككه والحشد الشعبي وعشرات التنظيمات الإيزيدية والشبكية والمسيحية والحشد الوطني ... الخ . * للأسف لاأرى في الأُفق القريب ، أية علامات ، لتوحيدٍ حقيقي لقوات البيشمركة والقوى الأمنية الأخرى .. ولا لتحويلها الى مؤسسات مهنية وطنية . .......................... تجارةٌ ضخمة .. تُزاوَل هنا .. بضاعتُها : الدين / المذهَب / القومية / الأوطان . تجارةٌ كريهة ونتنة .. الرابحون الوحيدون فيها ، هُم كِبار التُجار من جميع الألوان .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحلامنا الضائعة
-
في الذكرى 81 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
-
ديمقراطيتنا الهّشة ... على المَحَك
-
داعشيات
-
إبن ستة عشر كلب .. ولن يدفَع !
-
اليوم العالمي لل - سُعادة - !
-
الحكومةُ والشعب
-
عن القمار والمُقامِرين
-
بينَ عالمَين
-
يوم المرأة العالمي / عراقِياً
-
مفتاحُ حَل أزماتنا : الشفافِية
-
سيارات للتنقُل .. وسيارات للتفاخُر
-
رَحَمَ اللهُ إمرءاً ، عملَ عملاً فأتقنهُ
-
نحنُ بِحاجة .. إلى ثورة مُجتمعِية
-
ما معنى الحياةِ إذَنْ ؟
-
حّزورة
-
رئاسات أقليم كردستان .. في الخارج
-
ضريبةٌ قاسية
-
- صاد - و - باء - : طوبى لكما
-
تحت خيمة نازحين
المزيد.....
-
الجثث تفحمت.. مصرع 9 أشخاص في احتراق -باص- يقل مسافرين وسط ا
...
-
سوناك يتحدث عن شروط -مقبولة- لكييف ينبغي على أساسها -إحلال ا
...
-
مصر.. الأرصاد تكشف حقيقة تعرض البلاد لموجة حر خلال أيام عيد
...
-
مؤتمر سويسرا: تحقيق السلام في أوكرانيا يتطلب حوارا بين جميع
...
-
انتقادات إسرائيلية وتفاصيل جديدة تتكشف بشأن عملية القسام برف
...
-
بايدن يعود إلى الولايات المتحدة للتركيز على حملته بعد جولة د
...
-
-فرقاطة إيرانية لم تستجب لنداء الاستغاثة-.. إخلاء طاقم سفينة
...
-
عقبات أمام مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة
-
انتقادات في صفوف ضباط الاحتياط بالجيش الإسرائيلي للقيادة
-
ماذا جاء بمسودة البيان الختامي لقمة السلام الخاصة بأوكرانيا؟
...
المزيد.....
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
المزيد.....
|