حّزورة

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 11:07
المحور: كتابات ساخرة
    

زّفَ أحد أعضاء برلمان أقليم كردستان " بُشرى " سّارة ، لجماهير الشعب .. فبعد أكثر من سنةٍ ، من التقشُف وتأخُر الرواتِب وخلو البنوك وتوقف المشاريع .. فلقدَ أعلنَ بأن الحكومة مَدينة بحوالي ( 17 ) مليار دولار فقط لاغَير ! . هذا الخَبر نزلَ نزول الصاعقة ، على رؤوس المواطنين . المواطنين الذين كانوا يأملونَ إنفراج الأزمة ، مع السنة الجديدة ولا سّيما بعد توقيع الإتفاقية بين حكومَتي بغداد وأربيل ، حول كمية وألية تصدير نفط الأقليم ، وبالمُقابِل تسليم الأقليم 17% من ميزانية العراق لسنة 2015 .
لكن ... لكن كبيرة بحجم أحزاننا .. يأبى المتسلطون على رِقابنا .. يأبى حُكامنا ... أن ننعَم ولو بفُتات الرفاهية ، يستكثرون علينا قدراً بسيطاً من الإستقرار والطُمأنينة ، لايرتاحون إذا حصلنا على جزءٍ يسير من حقوقنا ! .
.......................
يتسائل الشارع الكردستاني ، شأنهُ في ذلك شأن الشارع العراقي عموماً ، عن مصير مئات المليارات من الدولارات ، طيلة الأحد عشر سنة الماضية ؟ .. فالبُنى التحتية عموماً ، أسوأ من السابق .. الخدمات تراجعتْ بشكلٍ كبير ، الزراعة تدهورتْ ، الصناعة إضمحلتْ ، السيادة أصبحتْ خيالاً وشيئاً لانعرف ماهو معناه ، ثُلث العراق مُحتَل من قبل ما يُسمى دولة الخلافة الإسلامية المدعومةِ من تركيا والخليج ، وثلثٌ آخر تلعب فيهِ وتتلاعبُ به ،الميليشيات وما يُسّمى الحشد الشعبي ، المدعومة من إيران .. وسماءنا ليستْ ملكنا ، فالطائرات الحربية لكثيرٍ من الدُول ، تسرح وتمرح وتجري التجارب علينا كأننا فئران ، وتُدرِب طياريها من خلال قصف مدننا وقرانا ومنشآتنا ، وتختبر أسلحتها وعتادها لمعرفة كَمْ تقتل منا وكم تُدّمِر ... والمُصيبة ان حُكامنا فَرِحون ويطلبون المزيد ! .. والحَق يُقال ، لولا هذه الطائرات الحربية ، لإكتسحتْ داعش كُل العراق . فأينَ أوصلَنا حُكامنا الأشاوس بسياساتهم طيلة السنوات الماضية ؟.
المليارات التي كانتْ بغداد تتبجح ، بأنها موجودة كإحتياطي إستراتيجي ، تبينَ ان معظمها قد فُقِد وان الخزينة خاوية .. المليارات التي كان من المتوقع ان تكون موجودة بحوزة حكومة أقليم كردستان ، ظهرَ أنها تبخرتْ ، بل ان الحكومة مدينة بحوالي 17 مليار ! .
بعضنا يخدع نفسه ، ويرسم علامات التعجُب ، مُتسائلاً : ترى أين ذهبتْ كُل هذه الأموال ؟ .. أيها السادة ببساطة وبدون فذلكة ولا لفٍ ولا دَوران : ... تفاخرَ المسؤولون هنا في الأقليم قبلَ أشهُر ، بأن هنالك ستة آلاف مليونير في الأقليم وعشرين مليارديراً " طبعا بالدولار الأمريكي الأخضر وليس بدينار بريمر ! " .
" الحزورة " التي ينبغي حلها ، هي : بالنسبة الى الأقليم ، مادُمنا لانملك قطاعاً زراعيا ناميا ومتقدماً .. ما دُمنا لم نبنِ صناعةً يُعتَدُ بها .. ومازالتْ طُرقنا وشوارعنا بائسة .. والصحة والتعليم متخلفان .. وليسَ عندنا تخطيط طويل المدى ونفتقر للأمن الغذائي ..
وبالمُقابل أصبح عندنا ، آلاف المليونيرات وعشرات المليارديرات ، خلال السنوات الماضية .. فمَنْ منكم أيها السادة ، يعرف جواب الحزورة : أين ذهبتْ كُل هذه الأموال الطائلة إذَنْ ؟؟ .
كُلّما اُفّكِر ، بأنها ذهبتْ الى جيوب وحسابات ستة آلاف مليونير وعشرين مليارديراً ... أقول بأن بعض الظن إثمٌ ! .. وليسَ من المعقول ان يكون هؤلاء ، بهذه الدرجة من الفساد والسوء وإنعدام الضمير ..
وبغداد وبقية العراق والحكومة الإتحادية ، طيلة السنوات الماضية ، ليستْ بأحسن من حكومة الأقليم .. بل رُبما تكون أسوأ .
أعترف بأنني عاجز عن حَل هذهِ الحزورة !! .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات