رئاسات أقليم كردستان .. في الخارج

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رئيس أقليم كردستان العراق ، السيد " مسعود البارزاني " مع وفد ، في زيارة الى المانيا وفرنسا .. رئيس وزراء الأقليم ، السيد " نيجيرفان البارزاني " ومعه وفد ، في زيارةٍ الى الإمارات العربية المتحدة ، رئيس برلمان الأقليم ، السيد " يوسف محمد " ومعه وفد ، في زيارةٍ الى إيطاليا ودولٍ أخرى . الرئاسات الثلاثة في الأقليم ، وفي نفس الوقت تقريباً ، في زيارات رسمية الى الخارج .
أعتقد ، ان أحد الجوانب الإيجابية لهذا الأمر ودلالاته ، يكمن في الإستقرار السياسي " النسبي " في الأقليم ( رغم الحرب الشرسة الدائرة منذ شهور ورغم الأزمة المالية والإقتصادية الحادة التي نمرُ بها ) . فلو لم تكُن الرئاسات الثلاثة ، واثقة من متانة الوضع الأمني ، سواء في الجبهات المواجهة لما يُسمى بدولة الخلافة الإسلامية ، أو في الداخل .. وكذلك الإستقرار الإجتماعي ، بدرجةٍ معقولة .. لما جازفتْ هذه الرئاسات بترك الأقليم ولو لأيامٍ فقط ! .
أرى ان مُشاركة رئيس الأقليم في مؤتمر ميونيخ حول الإرهاب ، كانتْ مُفيدة وضرورية ، على أكثر من صعيد : أولاً كتعويضٍ معنوي عن عدم دعوته للمشاركة في مؤتمر لندن قبل اسابيع / ولقاءهِ لأول مّرة مع رئيس الوزراء العراقي الجديد السيد حيدر العبادي ، ويُقال ان اللقاء كان ودياً ومثمرا ، أذابَ بعض الجليد المتراكم على العلاقة الشائكة بين رئيس الأقليم ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي / وإجتماع البارزاني مع المستشارة ميركل وغيرها من القادة والمسؤولين ، وحصوله على المزيد من الوعود في مواصلة الدعم المعنوي والمادي ، في ملف محاربة الإرهاب الداعشي .
وكذلك زيارة وفد برلمان أقليم كردستان ، الى إيطاليا وغيرها من الدول ، بدعواتٍ من برلماناتها ، شئٌ مُفيد ومطلوب .. إذ ان تبادُل الزيارات وتمتين العلاقات ، مع برلمانات الدول الأوروبية وغيرها من الديمقراطيات ، ينقل العلاقات الى مُستويات أرفع وأكثر تأثيراً .. إذ لاينبغي الإكتفاء بالعلاقات الحكومية التنفيذية من خلال زيارات الوزراء والرؤساء ، بل انه من الضروري ، شرح وجهات نظر الأقليم في كافة القضايا ، للمُشّرعين الأوروبيين ، مُباشرة .. فكُل السياسات في تلك البلدان الديمقراطية ، تمرُ أولاً من خلال برلماناتها .
السيد رئيس الأقليم ، أكَد بحضورهِ محفل ميونيخ الدولي ، جنباً الى جنب رئيس الوزراء الإتحادي السيد العبادي .. أهمية دَور الأقليم وما يقوم به البيشمركة من مآثر في الوقوف بوجه همجية الفاشية الداعشية .. طالباً المزيد من التسليح والدعم من أجل الإستمرار في أداء هذه المُهمة الصعبة .. مُذكراً : أنه آن الأوان لإزالة الآثار المترتبة على إتفاقية سايكس – بيكو التي عفا عليها الزمن ! .
أرى أن زيارَتي رئيس الأقليم ورئيس البرلمان والوفدَين المُرافقَين ، الى أوروبا .. ضرورية ومُفيدة ، ومن الممكن والمتوقع ، ان ينتج عنهما ، المزيد من التفهُم لدَور الأقليم في مايجري ، والحصول على مُساعدات ودعم ، مُتعدد الأشكال .
لكني أعتقد ، أن زيارة الوفد الحكومي برئاسة السيد رئيس وزراء الأقليم ( رغم انها زيارة قصيرة ، بعكس زيارتّي رئيس الأقليم ورئيس البرلمان ) ، الى الإمارات العربية ، لحضور مؤتمرٍ إقتصادي ، لم تكن ضرورية وليس من وراءها فائدة تُذكَر .. لاسيما ، وان المَهام المُلقاة على عاتق الحكومة ، جسيمة وضخمة .. والمطلوب منها ، إيجاد حلول سريعة للأزمات الخانقة : تعثُر تنفيذ بنود الإتفاقية مع بغداد / تاخُر الرواتب المُزمن / الأزمة المالية الخطيرة وتوقف المشاريع / تطبيق الإصلاحات التي طال إنتظارها في كافة المجالات ... ان التصدي لحل هذه الأزمات الكبيرة ، يتطلب العَمل الجاد والمتواصل ، وعدم إضاعة الوقت بأي شكلٍ من الأشكال .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات