امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 13:43
المحور:
كتابات ساخرة
" ... إغتاظ الزَوج من سوء طبيخ زوجتهِ ، المُتكَرِر .. فكانَ يضغط على نفسهِ ويأكل ، بل ويُنافِق أحياناً فيمتدح طبخها اللذيذ ! . لكن بعد أن تفاقَم الوضع ، قّرَرَ أن يُنبهها بصورةٍ غير مُباشرة ، بحيث لايجرح كبرياءها . فذهبَ الى السوق .. وإشترى من عندَ خّطاطٍ ، لوحةً صغيرة ذاتَ إطارٍ جميل ، مكتوبٌ فيها ، بحروفٍ بارزة وزاهية ، الحديث النبوي ( رَحمَ اللهُ إمرءاً ، عَملَ عملاً فأتقنهُ ) . إستغلَ عدم تواجُد زوجتهِ ، وعَلَق اللوحةَ فوقَ الطباخِ مُباشرةً ، لتراها حتماً وتقرأها ، لعّلَ ذلك يدفعها لتحسين مُستوى طبيخها ! .
عند عودة الزوج مساءاً .. لاحظَ بأن اللوحة ليستْ في مكانها في المطبخ ، فإستغربَ ودخل غُرفة نومه .. ورأى اللوحة مُعّلقة فوق سرير النوم ! . إندهشَ للوهلةِ الأولى ولم يلتقط المغزى .. لكنه صعق عندما فَهمَ تدريجياً !! " .
...........................
أربع وعشرون سنة من الحُكم في أقليم كردستان ، ونفس الطاقم الذي يُدير ويحكم ، ونفس الحزبَين المتنفذّين المُسيطرَين فعلياً . إثنا عشر سنة من الحُكم في بغداد ، وعين الطبقة التي تُدير ونفس الأحزاب التي تُهيمِن فعلياً . كيفَ أداروا وكيف حكموا وإلى أينَ أوصلونا ؟ .. لاداعي لسرد إنجازاتهم العظيمة وشرح تفاصيل نجاحاتهم الكبيرة .. فالساحة العراقية من زاخو الى الفاو ، تشهدُ على كُل ذلك ! .
أتعجبُ مِنْ أي جلدٍ خبيثٍ ، صُنِعَتْ خدود وجِباه هؤلاء الحُكام ؟ كيف لايستحون من أفعالهم ؟ كيف لايحمَرون خجلا من الفساد الذي يمارسونه ؟ كيف لا تؤنبهم ضمائرهم بسب كُل الموبقات التي يقترفونها ؟ هل يعتقدون حقاً ان التأريخ سوف ينسى ويقفز فوق هذه الحُقبة الرديئة .. هل يتصورون ان الناس سوف تغفر لهم سيئاتهم ؟
........................
لوحةُ كبيرة بحجم العراق كله ، مكتوبٌ عليها بحروفٍ ضخمة ، الحديث النبوي : ( رَحمَ اللهُ إمرءاً عملَ عملاً ، فأتقنه ) .. ينبغي أن تُعّلَق ، فوق سرير نَوم الحكومة في بغداد وأربيل ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟