|
-عاموس عوز- : نيو- نازية يهودية !!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4449 - 2014 / 5 / 10 - 09:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"عاموس عوز" : نيو- نازية يهودية !! عاموس عوز ،روائي ومفكر إسرائيلي يعتبره البعض أعظم الكتاب اليهود المُعاصرين ، صدرت له عشرات الكتب بين رواية وبحث ، وتُرجمت أعماله الى العديد من لغات العالم (36 لغة ) ، حائز على العديد من الجوائز المحلية والعالمية . في الإحتفال بعيد ميلاده ال- 75 ، تطرق إلى الإعتداءات العُنصرية التي ينفذها من تُطلق عليهم وسائل الإعلام المحلية تسمية "مجموعات تدفيع الثمن " ، وقال : "لا أُطيق سماع التسمية تدفيع الثمن ، ولا يمكنني سماع كنية "فتيان الهضاب " ( وهي تسمية يُطلقها الاعلام على المستوطنين من الشباب الذين يقومون بإعتداءات على الفلاحين الفلسطينيين وحرق كرومهم ومزروعاتهم – ق.م)، لقد ان الأوان لننظر الى عيني هذا الوحش مباشرة ،إن تدفيع الثمن وفتيان الهضاب،ما هي إلا تسميات حلوة لوحش يجب علينا تسميته بإسمه ، النازيون الجدد ، والفرق الوحيد بين المجموعات النيو –نازية الاوروبية ومجموعاتنا النيو- نازية ، هو في حصول مجموعاتنا النيو- نازية على دعم من عدد غير قليل من البرلمانيين القوميين والعنصريين ، ويحصلون على الدعم أيضا ، من حاخامات يدعمونهم بغطاء هو في نظري بسيئيدو-ديني (زيف ديني ) . كما هو متوقع أثارت أقوال عاموس عوز ولمكانته الرفيعة أصداء واسعة ، وتصدرت النقاش العام ، لكن الغالبية لم تتفق مع عاموس عوز لإستعماله مصطلح النازية الجديدة وربطها بأشخاص يهود . فاليهود ضحايا الفكر النازي لا يُمكن أن يُمارسوا جرائم ذات صبغة نازية ، عنصرية ، تعتدي على أبناء قومية أو ديانة ، لمجرد أنهم مخالفون في القومية أو الدين . لكن ، لماذا يحتد النقاش فجأة ، حول هذه الجرائم العنصرية ؟ على الرغم أنها موجودة منذ سنين ، ويتعرض الفلاحون الفلسطينيون يوميا للإعتداءات الجسدية وحرق المزروعات ، من هذه المجموعات؟ وتُشير المُعطيات إلى أن 8% فقط من الشكاوى التي قدمها الفلسطينيون ضد أفراد هذه العصابات قد تمت "معالجتها " ، وأنتهت غالبا "ببراءة " المتهمين لعدم توفر الأدلة !! وكان رئيس جهاز الشاباك السابق "كرمي غيلون " ، قد صرح بأن السبب في عدم الكشف عن الجناة يعود إلى عدم توفر الرغبة : ( في الشاباك لا يوجد مصطلح "لا أستطيع " بل يوجد مُصطلح "لا أُريد " ) ، هذا ما قاله رئيس الشاباك . بينما يقول بعض أخر مُتسائلا : "لدينا جهاز أمن يُراقب شُحنات أسلحة في السودان ويضربها هناك ، ولا نستطيع إلقاء القبض على مجموعة مجرمين منظمة ؟؟" . وفي الجدل ما بين الرغبة والإرادة ، نقل هؤلاء نشاطهم إلى داخل الخط الأخضر ، بكتابة شعارات عنصرية على الكنائس والمساجد ، حرق السيارات وثقب الإطارات ، بل وتجرأوا على دخول المدن والقرى العربية تحت جنح الظلام للقيام بأعمالهم الإجرامية !! لكن لحُسن الحظ ، وحتى كتابة هذه السطور ، لم يحدث تصادم بينهم وبين المواطنين العرب في إسرائيل . وهذا ما تخافه السلطات الرسمية ، بأن يتمكن العرب من إلقاء القبض على أحدهم وقت تنفيذه للجريمة ، مما سيؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه . وقد يؤدي في نهاية الأمر إلى خروج الجماهير العربية عن صمتها والرد بالمثل على هذه الاعتداءات . والأمر الأخر والذي حرك "الجمهور اليهودي " في إسرائيل وأخرجه عن صمته تجاه هذه المجموعات العُنصرية ، ما دار من نقاش في أوساط مستوطني مستوطنة "يتسهار " حول جواز قتل الجندي الإسرائيلي الذي يقوم بإخلاء مستوطنات !!؟؟ وهؤلاء هم من قاموا بالهجوم على الجنود الذي يحرسون مداخل مستوطنتهم ومزقوا خيمتهم ومعداتهم . إذن لم تتوقف عنصرية هؤلاء عند العرب الفلسطينيين ، بل أنتقلت إلى شرعية قرارات الدولة ورموزها . علما بأن حاخامات المستوطنين لا يؤمنون بسلطة الدولة ، بل بسلطة التوراة !! وأشهرهم الحاخام غينسبورغ صاحب الكتاب " باروخ الرجل " ، الذي يمجد قيام "باروخ غولدشتاين " بقتل المصلين في الحرم الابراهيمي في الخليل ، ويعتبره عملا يهوديا مثاليا ...!! النقلة النوعية التي حصلت ، هي أساسا في عدم توقف هؤلاء عند العرب !! مما أدى الى نقلة نوعية في "الجدل السياسي " الاسرائيلي الداخلي . نعم الغالبية لا تتفق مع عاموس عوز ، لكنها توافق اليوم على وصف هذه المجموعات ،بالارهابية ، رغم رفض الحكومة سن قانون يعتبرها إرهابية . عاموس عوز ليس وحيدا ، وليس طلائعيا في هذا المجال ، فالمفكر والفيلسوف اليهودي يشعياهو ليبوفيتش ، صرح بأن الإحتلال سيؤدي إلى سلوك نازي ، وأطلق المُصطلح الأشهر "يودو- نازي " ،مباشرة وبعد إحتلال إسرائيل للضفة ،سنة 1967، وحذر من عواقب استمرار الاحتلال . نازيون أم إرهابيون ، فسياسات حكومات اسرائيل المُتعاقبة والتي غضت الطرف عن جرائمهم بحق الفلسطينيين الأبرياء بل وتشجيعهم من طرف خفي ، هي ما أوصلت العقلاء والشجعان من اليهود ، إلى وصف هذه الحركات بالنازية الجديدة !!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم النصر على النازية !!
-
-ألتسطيح- أفيون الجماهير ..
-
إستقلالهم نكبتُنا ؟!ماذا عن التزمت والأوهام ، أيضا !؟
-
دكتور جايكل ومستر هايد !!
-
إنهم -يخترقون - جُدران ألخزّان . مُهداة إلى روح غسان كنفاني
-
أهلا بكم في دولة الشريعة اليهودية .
-
ألإلحاد ألسلفي (ألإسلامي) ..!!
-
البيدوفيليا الدينية
-
دافيد -النحلاوي - يُثير بلبلة في صفوف الجيش الإسرائيلي .
-
-مع- ياسر برهامي ..و-ضد- فاطمة ناعوت!!
-
حماس : -قميص عُثمان - أليمين الإسرائيلي ..!!
-
الأول من أيار : يوم للوحدة أم يوم ذكرى إحتفالية ؟!
-
الهولوكوست والفلسطينيون ..
-
ألربيع ألعربي – الفُرصة الضائعة للطبقة العاملة .
-
فَرّق تَسُد ، رمز ألنجاح..!!
-
أنماط البيدوفيليين
-
اليسار الفلسطيني ، وشُباك جو –هاري !!
-
الدين شأن شخصي ..؟!
-
البدائل -الفلسطينية - .. خيالية أم واقعية ؟
-
السلطة الفلسطينية توفرعلى إسرائيل المليارات ..!!
المزيد.....
-
صاحب أكبر مجموعة من البراز المتحجّر في العالم يفتتح متحفًا
-
ثور هائج يكسر سياج حلبة مسابقة ويقفز بين الجمهور.. شاهد ما ح
...
-
بعد الهزيمة.. حكومة بافاريا تدعو شولتس إلى إجراء انتخابات مب
...
-
سويسرا: نتطلع لعقد قمة دولية بمشاركة روسيا بشأن السلام في أو
...
-
لافروف: عدد الراغبين في التعاون مع -بريكس- و-شنغهاي- في نمو
...
-
الإعلام العبري: مصر ستزيد اعتمادها على إسرائيل لحل أزمة تؤرق
...
-
زيارته الثامنة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن في إسرائيل اليوم لب
...
-
9 قتلى في هجوم مسلح استهدف حافلة حجاج هندوس في كشمير
-
ترامب سيحاول العفو عن نفسه
-
إنقاذ أربعة رهائن لم يمنح نتنياهو الحصانة
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|