|
الهولوكوست والفلسطينيون ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 16:31
المحور:
القضية الفلسطينية
الهولوكوست والفلسطينيون .. عند الساعة العاشرة من صباح هذا اليوم (الاثنين 28-4 ) ، أنطلقت ألصفارات في كل قرى ومدن إسرائيل ، مُعلنة ألحداد لدقيقتين ، تخليدا لذكرى ضحايا النازية من اليهود ، والذين لم يكن لهم ذنب ، سوى يهوديتهم . وصادف يوم أمس ، عشية هذه الذكرى ، وفيه تُقيم الحكومة الإسرائيلية طقوسا لذكرى ضحايا المحرقة ، يُشارك فيها رئيس الدولة ، رئيس الحكومة وشخصيات عامة ، مدنية وعسكرية ، إضافة إلى مُمثلي الناجين من المحرقة ، والذين ما زال بإمكانهم التنقل والكلام ، بعد ما مرّوا به أثناء الحُكم النازي لاوروبا . ومع ذلك ، فهناك الألاف من الناجين ولهول ما تعرضوا له ، فقدوا إتصالهم بالواقع ، بل أجرؤ على القول ، بأنهم أُصيبوا بلوثة في عقولهم ...فالذي حدث لهم لا يُصدقه عقل إنسان . ويُكرسُ الإعلام الإسرائيلي ، ألمقروء والمسموع ، وقته في هذا اليوم ، بإيراد قصص من حياة الناجين . وقد أجرت صحيفة "يسرائيل هيوم " بالأمس مقابلة مع أكبر مُعّمر من بين الناجين ، وبعد أن سرد قصة نجاته ، سأله الصحفي عن أُمنياته لقادم الأيام ، فأجاب : السلام بيننا (أي دولة إسرائيل ) وبين الفلسطينيين ، لأن السلام هو ما يضمن مُستقبلنا . ودولة إسرائيل ، وفي كل عام ، "تتعهد " من خلال الحكومة بتحسين أوضاع الناجين ، لكن الإحصاءات تُشير إلى أن 50% من الناجين ، يتنازلون ،إما عن الطعام أو الدواء ، لأنهم فقراء إلى الحد الذي لا يستطيعون فيه ، توفير الغذاء والدواء معا ، لأنفسهم ...!! ما العمل ؟؟ إنها الرأسمالية ..!! ومن جانب أخر ، فقد فَعَلَ حسنا ، الرئيس عباس حينما صرح بأن الهولوكوست هو أسوأ حدث في التاريخ ، وأنا أقول بأن ما فعلته النازية لليهود في المقام الأول ولباقي المُستضعفين (كالغجر ، المُعاقين ، المرضى النفسيين وغيرهم ) ، هو "تجسيد " للشر الخالص والصافي ، لقد تجلى الشر في أقصى مراحله ، من خلال النازية ..!! إبادة مبرمجة وببرود "فكري وشعوري" لملايين اليهود (أطفالا ،نساء ، رجالا وعجزة ) ، وملايين أُخرى لا لذنب ، سوى أنهم وُجدوا هناك . وقد أُتهم عباس ، حتى من مسؤولين إسرائيليين ، بأنه يقول هذا الكلام للتسويق الخارجي ، وأتهمه بعض العرب كذلك ، بما يُشبه ذلك .. ومن جانب أخر ، صرح كيري ، وزير الخارجية الأمريكي بأن :" دولة واحدة وموحدة ( دولة إسرائيل ،بدلا عن حل الدولتين لشعبين – ق.م)ستتحول في النهاية الى دولة أبارتهايد ، فيها مواطنون من الدرجة الثانية – أو دولة ستقضي على قدرة إسرائيل بأن تكون دولة يهودية " . يأتي هذا التصريح من كيري في يوم تخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست ، ليحمل معنى أعمق ، رغم أن كيري ، قد يكون لم يقصد هذا المعنى ، وهي أن تجاهل طموح شعب أخر ، لا بد وأن يؤدي في النهاية إلى العنصرية . ويعرف الجميع إلى ماذا ،يمكن أن يؤدي الفكر العُنصري . نعم ، هناك صراع عُمره مائة عام،بين شعبين ، صراع على قطعة أرض واحدة ، وكل واحد يدعي بأنها له ، وبملكيته الحصرية ، وكل يورد نصوصا مقدسة وروايات تاريخية . لكن لا النصوص ولا التاريخ تُساهم في حل هذا الصراع . ويعتمد الطرفان كذلك على "حساب الدم " ، من سفَحَ من دم الأخر ،أكثر ؟؟ من هو "الأشرس " ؟ إذا كان هناك من درس عملي وواقعي من الهولوكوست ، فهو درس بليغ وحاسم يقول ، التعصب القومي يدغدغ المشاعر ، ولكنه يقتل "روح "الإنسان . وهذا الصباح أيضا ، قُلتُ ، لإبنتي الجامعية ، بأننا كفلسطينيين تعرضنا لكارثة ،وهذا لا يعني بأن نُنكر الهولوكوست ، والذي لا يستوعبه عقل إنسان . هكذا أُعلم أبنائي ومن يستمع إلى ما أقول !! نعم ، هُناك نفر من بين الفلسطينيين ، يقللون من هول الكارثة ، لكن أغلب أبناء الشعب الفلسطيني يتعاطفون مع اليهود في يوم الذكرى هذا ، ذكرى ضحايا الهولوكوست ، وللتذكير فقط فإن أفضل خطاب تم إلقاؤه من على منصة الكنيست (ألبرلمان الإسرائيلي ) في ذكرى الهولوكوست ، كان خطابا ألقاه عضو الكنيست ألعربي أحمد طيبي ، وبشهادة الجميع من الحضور ورجال الإعلام . لكن ، ألم يَحِن الوقت للإعتراف بالنكبة الفلسطينية ؟؟ والإنسحاب إلى حدود الرابع من حزيران 67 ، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ، تُقيم علاقات حُسن جوار مع إسرائيل ؟؟ أم أن اليمين الإسرائيلي سيستمر بسياسة التنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ؟؟ .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألربيع ألعربي – الفُرصة الضائعة للطبقة العاملة .
-
فَرّق تَسُد ، رمز ألنجاح..!!
-
أنماط البيدوفيليين
-
اليسار الفلسطيني ، وشُباك جو –هاري !!
-
الدين شأن شخصي ..؟!
-
البدائل -الفلسطينية - .. خيالية أم واقعية ؟
-
السلطة الفلسطينية توفرعلى إسرائيل المليارات ..!!
-
المرأة العاملة ..!!؟؟
-
عرب إسرائيل :وحدة وصراع الأضداد ، بين الأسرلة والإنتماء القو
...
-
بروفيل للبيدوفيل .
-
إنه جنون -العَظْمَة -، رسالة للعزيز نضال الربضي ؟؟!!
-
ماركس يتعرض لنيران صديقة ..(2)
-
كيف تُصبح بيدوفيلا ..؟؟!!
-
ماركس يتعرض لنيران صديقة ..(1)
-
مُفاوضات أم حقل ألغام ؟؟
-
اليمين ألقومي وقبول الأخر ..
-
البيدوفيليا مرة أُخرى : الفضاء الديني وفضاء الحياة .
-
نحن ، الحوار المتمدن وأليات السوق .تعقيب على مقال الزميل مجد
...
-
كابوس الأهل الرهيب : الإعتداء الجنسي ..
-
فقه السيف في خدمة السلطة..!!
المزيد.....
-
أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط
...
-
-أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
-
شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق
...
-
الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد
...
-
ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
-
إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان
...
-
السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو
...
-
دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم
...
-
لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
-
الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل
...
المزيد.....
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|