|
حماس : -قميص عُثمان - أليمين الإسرائيلي ..!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4439 - 2014 / 4 / 30 - 14:59
المحور:
القضية الفلسطينية
حماس : "قميص عُثمان " أليمين الإسرائيلي ..!! لا ، لستُ من أنصار حماس ، بل وأعتقد بأن "سلوكها" أضر بالنضال الوطني الفلسطيني ،ضررا بالغا ، وليس بخافٍ على أحد ، بأن الحكومة الإسرائيلية وسلطات الإحتلال ، قد مكّنت لحماس في الأرض الفلسطينية ، لغاية في نفس يعقوب . وقد ردّت حماس الجميل أضعافا مُضاعفة لصانعيها . فكلما إقترب إستحقاق إسرائيلي ، سارعت حماس بعملية إرهابية عبثية ، تُعطي إسرائيل ذريعة للتهرب من إلتزاماتها في العملية السلمية . وقد كانت الخدمة الأكبر والتي "قدمتها " حماس لإسرائيل هي عملية فصل قطاع غزة عن السلطة الفلسطينية والإعلان عن "إمارة غزة الإسلامية " . قد لا يتذكر البعض ، لكننا نذّكر إن نفعت الذكرى ، بأن إتفاقية اوسلو والاتفاقيات التي تلتها ، تحدثت عن ممر أمن بين الضفة والقطاع كنوع من تواصل جغرافي . هل يتحدث أحد عن هذا الموضوع في الوقت الراهن ؟؟ سواء قامت حماس بأعمالها عن وعي أو في حالة غياب وعي سياسي ، فإنها قدّمت وما زالت تُقدم لليمين الإسرائيلي الذرائع والحجج لتعطيل حل الدولتين ، دولة إسرائيل ودولة فلسطين ، في حدود الرابع من حزيران للعام 67 ، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية . بإعلانها "إستقلال " غزة ، سحبت البساط من تحت أقدام مُنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ، وأعطت اليمين الذريعة التي كان ينتظرها !! فالمُفاوض الفلسطيني لا يُمثل كل الشعب الفلسطيني !! وماذا عن غزة ؟؟ كان السؤال الأكثر رواجا في أوساط اليمين . إضافة إلى أقوال أُخرى كالقول بأن السلطة لا تمثل إلا نفسها ورجالها فقط !! ثم تأتي المُصالحة أو الإتفاق الفلسطيني الداخلي ، ليقفز اليمين صارخا : عباس يتحالف مع الإرهابيين !! رغم أن عباس صرّح بأن حكومة الوحدة الوطنية ، تلتزم بكل الإتفاقيات التي وقعت عليها السلطة ، والحكومة هي حكومة تكنوقراط تُنفذ سياسة عباس ، وهناك دلائل تُشير إلى أن حماس ستقبل حل الدولتين . لكن هذا لا يكفي . ورغم أن أوساطا واسعة من الشعب الإسرائيلي وعبر أحزابه ووسائل إعلامه ، كتب وقال بأن على نتانياهو أن "يبارك " هذه المُصالحة ، فاليمين "هلل " فرحا بتعطيل المفاوضات ، وحصل بنيامين نتانياهو على مُبتغاه . عدم سقوط حكومته ، إذ أن حزب البيت اليهودي هدّد بالإنسحاب من الإئتلاف !! نحن واثقون بأن دخول حماس في مصالحة مع فتح والسلطة لم يأت نتيجة تغيير في وعيها السياسي ، بل نتيجة للأزمة التي يمر بها الإسلام السياسي . وأخيرا ، تذكرت هذه القصة الشعبية الفلسطينية ، والتي تحكي عن الحماة والكنة ( زوجة الابن ) . تقول القصة ، بأن الحماة وفي اليوم الأول لزواج إبنها قامت بجولة للكنة لتعريفها بالبيت وقوانينه . وعند وصولهما إلى المطبخ ، شعرت الكنة بالجوع ، فسألت حماتها عن الخبز ، وأين هو ؟ قادتها الحماة من يدها ، وأطلعتها على مكان الخبز ، وحكت لها عن "قانون "الطعام في البيت : هذا هو الخبز ، لكن رغيف صحيح لا تكسري ، ومكسور (كسرات الخبز ) لا توكلي ( لا تأكلي ) ، وكُلي يا حبيبتي ، تا تشبعي (حتى تشبعين ) !! هذا هو حال "أبو مازن " ، الكنة في قصتنا ،فإن استطاع أن يفرض على حماس القبول بالعملية السلمية ، فهو يضع يده في أيدي الإرهابيين ، وسيبقى" جائعا" (يتعامل مع الإرهابيين )، وإن تخلى عن "قطاع غزة " لحماس ، فهو لا يمثل كل الشعب الفلسطيني ، وسيبقى "جائعا " أيضا ، أما إذا أنكر الهولوكوست فهو لا سامي ، وإذا قال بأن الهولوكوست أبشع جريمة بشرية ، فهو كذاب ومُنافق!! "لو لم تُوجد حماس، لكان علينا إيجادها ، لأنه ماذا كُنا سنفعل لولاها ؟؟"، هذا هو لسان حال اليمين الإسرائيلي ..كما أتخيله!! وفقط قبل وقت قصير ، أدلى قيادي في حماس بتصريح قال فيه ، بأن الذراع العسكرية لحماس لن تنصاع ،أو لن تكون تحت إمرة حكومة الوحدة !! ومرة أُخرى تُنقذ حماس أليمين الإسرائيلي من ضغط الرأي العام ألداخلي !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأول من أيار : يوم للوحدة أم يوم ذكرى إحتفالية ؟!
-
الهولوكوست والفلسطينيون ..
-
ألربيع ألعربي – الفُرصة الضائعة للطبقة العاملة .
-
فَرّق تَسُد ، رمز ألنجاح..!!
-
أنماط البيدوفيليين
-
اليسار الفلسطيني ، وشُباك جو –هاري !!
-
الدين شأن شخصي ..؟!
-
البدائل -الفلسطينية - .. خيالية أم واقعية ؟
-
السلطة الفلسطينية توفرعلى إسرائيل المليارات ..!!
-
المرأة العاملة ..!!؟؟
-
عرب إسرائيل :وحدة وصراع الأضداد ، بين الأسرلة والإنتماء القو
...
-
بروفيل للبيدوفيل .
-
إنه جنون -العَظْمَة -، رسالة للعزيز نضال الربضي ؟؟!!
-
ماركس يتعرض لنيران صديقة ..(2)
-
كيف تُصبح بيدوفيلا ..؟؟!!
-
ماركس يتعرض لنيران صديقة ..(1)
-
مُفاوضات أم حقل ألغام ؟؟
-
اليمين ألقومي وقبول الأخر ..
-
البيدوفيليا مرة أُخرى : الفضاء الديني وفضاء الحياة .
-
نحن ، الحوار المتمدن وأليات السوق .تعقيب على مقال الزميل مجد
...
المزيد.....
-
فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك
...
-
إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب
...
-
بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ
...
-
قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN
...
-
قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان
...
-
فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا
...
-
ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة
...
-
لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا
...
-
بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف
...
-
إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن
...
المزيد.....
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|