نحن وانتم ...

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 16:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

نحن وأنتم ..
من نحن ؟؟ نحن أصحاب الدم الأزرق ، نحن سادة هذا المكان ، من نتقبله عضوا في "عائلتنا " يتحول الى سيد ، ولو لم تجر دماء زرقاء في عروقه . نحن الذين نقرر وضع ومكانة كل من يتوجه الينا باحثا عن "بيت " فكري يؤويه .
نحن في هذا المكان ، بمكانة الالهة في السماء ، نحكم ونقرر المصائر ، من للحياة ومن للموت .
نحن ولا سوانا ، لا نُسأل عما نفعل ولا لماذا نقرر كذا أو هكذا .. نحن سكان الاوليمب ، ننظر اليكم من عل .
وأنتم أبناء البشر الفانين ، تقصُر مدارككم عن فهم مقاصدنا بعيدة المنال ، لا تُجيدون سوى الزائل ، لا تملكون أدنى الحقوق ، إلا ما نمنحه لكم ، امتيازكم الوحيد ، هو ما نمنحكم اياه ، امتياز خدمتنا و"تزيين" حياتنا . تقومون على الترفيه عنا ، وتزيدوننا ثقة بأنفسنا ومكانتنا في هذه الدنيا .
نحن وأنتم ، هذا ما يعطي للأمور وضوحها ، بكم نعرف كم نحن أعلى منكم مكانة ، وكم نحن صادقون وعلى الحق . بكم نعرف أننا أهل الحقيقة المطلقة والمعرفة الأكيدة .
لولاكم ، ما كُنا لنكون ما نحن عليه !! شكرا لكم وتبا لكم ..
أما نحن الذين كنا "أنتم " ، فنقول ما تقولون ، لكن بشكل مُعاكس ، فكل ما تقولونه عن أنفسكم ، نقوله عن أنفسنا وذواتنا ، فنحن أنتم في منظوركم ، وانتم نحن في منظورنا ..
فمن نحن ، ومن أنتم ؟؟
نحن وانتم واحد ، ما يوحدنا هو كراهيتنا ورفضنا للآخر والمُغاير ، فنحن الاخر وانتم المُغاير . نتوحد خلف دعاة الكراهية ، ونستمد خصوصيتنا من تمايزنا عنكم . وكذا انتم ..!!
في كل مكان ، وفي كل زمان ، التميز والخصوصية نشأت وكانت نتيجة هذه الوحدة وهذا الصراع بين نحن وانتم .
الاحزاب ، الاديان ، الطوائف ، العرقيات ، الاجناس والجنسيات تستمد مكونات وجودها من تمايزها بفضل الاخر .
فاذا كان تعريفي لنفسي وهويتي الذاتية ، لا وجود لها الا عن طريق الاخر وبفضله ، فلماذا نفي ورفض الأخر ؟؟!!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل