|
أنا والحوار (2) ... الأسباب الموضوعية
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 15:52
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
أنا والحوار (2) ... الأسباب الموضوعية ويبقى " الحوار " رغم كل ما قيل وما سيقال ، يبقى الأفضل والأجمل والأجرأ .. وأكتب لكي لا تتحول الجرأة الى تهور ، يؤدي الى قطيعة مع الجماهير ، مع الغالبية التي لا يهمها كثيرا ما يُكتب وما يُقال ، بل يهمها كيف تعيش ، وكيف تُحسّن أوضاعها المعيشية والحياتية ... وقد تكون الظاهرة التي رصدتُها من متابعاتي وقراءاتي والتي قد تتسبب في قطيعة بين الطليعة وجماهيرها ، هي ظاهرة الالحاد الراديكالي . والمقصود فيها ، هم مجموعة من الكُتاب الذين لا يُشغلهم شاغل عن مهاجمة المؤمنين ، الدين والانبياء . فلا يهم ما يجري من تحولات ، سواء كانت في صالح حركات الدين السياسي أو ضدها ، فأن هؤلاء الكتاب لا ينفكون عن مهاجمة المؤمنين وقذفهم بأقذع الشتائم ، والحط من قيمة ايمانهم . فكيف سأكسب مؤمنا بسيطا ، حينما أُخاطبه بالغبي والببغاء واليعفور ؟؟!! الأدهى والأمر ، هو اسقاط أحداث الماضي التاريخية (ولا نُناقش صدقيتها ) ، اسقاطها على واقعنا المُعاصر . فهُناك من يتجرأ على تبرير القمع لرغبة الشعب الفلسطيني في دولة مُستقلة مثلا ، من قبل دولة اسرائيل ، بحجة أن محمدا هاجم اليهود في المدينة !! وقس على ذلك .. لا يعني عدم اتفاقنا مع كل ما ارتكبه المسلمون الأوائل ومن تبعهم ، الى مُساندة الظُلم للمسلمين الحاليين وخاصة البُسطاء منهم ، بحجة أن نبيهم أرتكب جرائم بحق الشعوب الأُخرى في حينه !! نقرأ التاريخ قراءة نقدية ، ولا نقبل بكل عمليات التجميل ، لكننا لا "نتغابى أو نتعامى " عن حقائق التاريخ في تلك الاوقات ، وأنه لم يكن فرق في سلوك كل المُنتصرين عسكريا ، من كل الأجناس والأعراق !! فالمُنتصر يربح كل الغنائم !! ولا دور لدينه أو قوميته في هذا السلوك "المُتوحش " . فالرومان يُشبهون العرب ، والمغول يُشبهون الاسبان !! هذا السلوك أو هذا الطرح النظري والعملي يؤدي في نهاية المطاف الى نتيجتين غير مرغوبتين على هذا الموقع وما يُمثله من فكر . أولاهما الابتعاد بالنقاش عن القضايا المركزية للشعوب وللجماهير ، وهي قضايا الحرية ، العدالة الاجتماعية ، والمُساواة الانسانية . أما ثانيهما فهو الهاء هذه الجماهير بقضايا جانبية لا تُسمن ولا تُغني من جوع . كالنقاش حول مصداقية الاديان والمُفاضلة بينها ، وتقديس الاشخاص . كل هذا بدلا من تحييد الدين عن مجال العمل السياسي ، ليُصبح شأنا شخصيا ، فأنه ومن خلال هذه الراديكالية يستعيد الدين مكانه المركزي ( كردة فعل متوقعة )، وليُصبح الموضوع الاساسي ، على جدول حياتنا وقضية مركزية محورية في النقاش !! وحول هذا المحور ونتيجة الانشغال الزائد بالدين ، وكردة فعل (قد تكون مفهومة ) ، نشأت طبقة من الكتاب الذين يكتبون مقالات تبشيرية بامتياز ، فهناك التبشيريون المُسلمون ، المسيحيون ، اليهود وغير ذلك من المُبشرين المتقنعين بقناع البراءة ، وتنقط "السنتهم " الشهد والعسل . وكل يُدافع عن دينه وينتقص من الدين المُخالف . مما أدى في المُحصلة الى خلق "عداوات " مصحوبة ببذاءات ، لا يقبلها هذا الموقع على نفسه . فاليسار الماركسي لم يأت أو ينشأ ليشتم المُعتقدات ، بل جاء ليقود عملية تغيير شاملة لكل مناحي الحياة . اليسار يُقاوم ويُحارب تجند الكهنوت الى جانب الرأسمال ، لكنه لا يُحارب المؤمنين ( ولو كانت من أجل اهداف تكتيكية على الأقل )، وأنا أتحدث عن اليسار المُعاصر . ولنا قُدوة في التحالف بين أجزاء واسعة من الكنيسة في امريكا الجنوبية وقوى اليسار .. ولا اعتراض لدينا على الطموحات القومية ، لكننا لا نعتقد بأن تغذية مشاعر قومية شوفينية واختلاق صراع قومي سيعود بالفائدة على أحد ، لأنه لا يصب في صالح المسحوقين من كل القوميات . فالعرب ، الاكراد ، الامازيغ وباقي الاقليات العرقية والدينية تصطف في خندق واحد ، ضد عدو مشترك واحد . الاستغلال الرأسمالي المُقنع بقناع قومي .. يجب (في رأيي المُتواضع ) ، أن يلتزم هذا الموقع برسالته التنويرية التثويرية ، العابرة للدين والقومية .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بدء العد التنازلي ... أنا والحوار ..
-
أساطير عصر الحداثة ..
-
الشرطي ، الحاخام والمغفلون ..
-
العمليات الجراحية والعلاجات التي يجب على اليسار اجراؤها ..
-
ما لم يقله شارون ..رد على مقال مالك بارودي
-
المادية الاصولية..
-
الشارونيون العرب .
-
الاسلام والارهاب...
-
تريلوجيا (1) : وجها لوجه مع الجشع الخبيث ..
-
-نَاركْ ولا جنّة هَلِي - ؟؟!!
-
سبارتاكوس يُعلن الثورة في تل أبيب
-
شهيدات المعرفة ..ومحرقة الدفاتر
-
في الطريق الى حل الدولتين ...المزيد من التهجير
-
واقعيون ونفعيون ...
-
رفقا بنا يا استاذة خديجة صفوت ..
-
رسالة بلا عنوان...
-
محمديون ولكن ...
-
قرآنيون ، محمديون وواقعيون .
-
رحيل سيدة العطاء ...
-
جدلية كيف نعيش أو كم نستهلك ؟؟
المزيد.....
-
إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل
...
-
-التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم
...
-
أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
-
ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
-
-حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع
...
-
زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا
...
-
تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
-
ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
-
زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
-
-بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس
...
المزيد.....
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|