أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - واقعيون ونفعيون ...














المزيد.....

واقعيون ونفعيون ...


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 10:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الواقعيون والنفعيون ..
نقاط التقاء أو تقاطع المصالح بين طبقة الكهنوت والحاكم (الطبقة الحاكمة )، هذه النقاط يُمكن اختصارها في كيفية السيطرة على الغالبية المُغيبة عن مواقع القرار (الديني والسياسي ) . وهذه الغالبية هي "المنجم " الذي يقتلع منه الكهنوت قواته للدفاع عن مصالحه ويقتلع منه الحاكم جنوده لقتال خصومه.
وقود الحروب والانتصارات ، حطام وشظايا الهزائم ، كتبةُ التاريخ الذين لم يُفسح لهم التاريخ "سطرا" ليستلقوا عليه ، هؤلاء هم الواقعيون .. هم الذين "خلقوا " قادة ورجال دين ، خلقوهم وأجلسوهم على السرر العاليات واقعدوهم فوق الصدور الحانيات .
هم الذين يموتون وهم يبحثون عن لقمة يتبلغونها بعد أن "حشى " السادة بطونهم من عرق وكد الواقعيين ، الذين غيبهم الكهنوت ، وكانوا كالواقفين أمام كُشك الحكاء يستمعون الى حكايات هم ابطالها الحقيقيون، ولكن "الحكاء " لا يأتي على ذكرهم . فلماذا لا يعترضون ؟؟
اللهم لا اعتراض ..ذوت الواقعيون هذه الجملة ومارسوها بإخلاص ، حتى اصبحت مرادفة للخنوع .
يخنع الواقعيون ويسيرون خلف شعارات لا تُسمن ولا تُغني من جوع ، ولكنها تُحقق أحلام النفعيين ، احلام الذين انضموا الى الركب حينما تأكد لهم بأنهم مسحوقون تحت سنابك خيل "المبارك " اذا لم ينضموا الأن الى ركب المنتصرين . تعلموا مهارة التسلق على العربة وهي في اقصى اندفاعتها والسيطرة على المقاود بعد حين ، ليتحولوا "اصحاب " العربة وسادتها بعد أن كانوا اعداءها .
ويبقى الواقعيون في بحث دائم عن الغذاء والكساء ، يحلمون بالجنة وقصورها ،فاكهتها ولحومها ، حورها وغلمانها ، يحلمون ويكدون ، فلا غناء لهم عن الكد والكدح .
ويتحول النفعيون الى قديسين ، يُدعى لهم على المنابر ، ويُتبرك بالدعاء لهم ، أما النار التي وقودها الناس ، فوقودها الواقعيون الذين انشغلوا بالبحث عن الطعام ونسوا أن يُكرسوا جهدا ومالا للدفاع عن النفعيين ، سلطانهم ودينهم .
وهكذا وقرنا بعد قرن ، وجيلا بعد جيل ، استمرأ الواقعيون واقعهم ، وواظبوا على لوم انفسهم ، وتقبلوا مصيرهم الباهت ، وبذلوا جهدا اكبر في تعداد مآثر النفعيين ، وفي تمجيدهم كتابة وشفاها .
ماذا عسانا نفعل ؟ وهل باستطاعتنا أن "نغير " قدرنا ؟ ثم أليست هذه ارادة القدير ؟ اللهم غفرانك .. نرجو رحمتك .. الخيرة في ما أخترته لنا ، ولا اعتراض لكن لو أنك فقط "ترفع غضبك ومقتك عنا " ولا نطاب رد القضاء ل اللطف فيه !!
وفي هذه الأثناء يتقاسم التوأمان السياميان "الكهنوت والنفعوت (النفعيون) " يتقاسمان ثمار كد ، تعب وعرق الواقعيين الذين يؤمنون بأن هذا الواقع لن يتغير وما عليهم سوى القبول به ، لئلا يحل على رؤوسهم غضب الرب ..

والى أن يحين موعد الانفجار العظيم الذي سيُعيد ترتيب الامور ويقوم بإعطاء كل ذي حق حقه ، واسترداد مكانة الواقعيين في صدر كتاب التاريخ .. سينعم التوأمان بثمار خنوع الواقعيين وتقبلهم لواقعهم على أنه قدر محتوم .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفقا بنا يا استاذة خديجة صفوت ..
- رسالة بلا عنوان...
- محمديون ولكن ...
- قرآنيون ، محمديون وواقعيون .
- رحيل سيدة العطاء ...
- جدلية كيف نعيش أو كم نستهلك ؟؟
- ساقان أُنثويتان .. والرأي العام
- الحالة الثورية والمد الثوري ..
- في الدفاع عن بعض السلفية ..
- هل المسيحية قومية أم دين ..؟؟
- فيروز ونصرالله.. وماذا في ذلك ؟؟
- مخاطر -مهنة - الابداع ..
- -اصوات - مثلية -تخرج - من الخزانة ..
- محمود -الشوعي - وأراؤه
- جنس ودواجن...!!
- تخصصات نادرة ...
- بين النقد والشتيمة ..
- لا لقتل اسرائيل .. نعم لإنقاذ فلسطين
- قطاع غزة والجنة ...!!
- أحاديث في غرفة العناية المُكثفة ..


المزيد.....




- -في المشمش-.. هكذا رد ساويرس على إمكانية -عودة الإخوان المسل ...
- أي دور للبنوك الإسلامية بالمغرب في تمويل مشاريع مونديال 2030 ...
- قطر تدين بشدة اقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى
- -العدل والإحسان- المغربية: لا يُردع العدو إلا بالقوة.. وغزة ...
- وفاة معتقل فلسطيني من الضفة الغربية داخل سجن إسرائيلي
- الخارجية الإيرانية تدين تدنيس المسجد الأقصى
- شاهد/حاخام صهيوني يصدر فتوى بقتل أطفال غزة جوعًا: -لا رحمة ع ...
- كاتبة إسرائيلية: من يتجاهل مجاعة غزة ينتهك التعاليم اليهودية ...
- عاجل | بوليتيكو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولم ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام المتطرف بن غفير باحات الم ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - واقعيون ونفعيون ...