قطاع غزة والجنة ...!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4304 - 2013 / 12 / 13 - 15:41
المحور: القضية الفلسطينية
    

قطاع غزة والجنة ..!!
يتندر البعض عن وجه الشبه بين الجنة وقطاع غزة ، وحيث أن قطاع غزة هو النقيض الصارخ للجنة الموعودة ، فأن بينهما شبها معينا ، ففي كليهما الناس لا يعملون !! وحيث أن مُعدلات البطالة في قطاع غزة تقترب من النسبة المُطلقة ، اي 100% من السكان !! وفي الحقيقة فأن ما "يُخرب " على الغزيين مساعيهم الحميدة للتشبه بالجنة ، هو بعض عناصر حماس الذين يجدون لهم عملا في مؤسسات حماس القمعية بالإضافة الى كادر الحكومة وموظفيها !!
وللتذكير فقد تأسست حماس بعد ايام معدودة على انطلاقة الانتفاضة الاولى ، انتفاضة اطفال الحجارة ، التي "صدمت " الاحتلال الاسرائيلي ، وأحرجت العالم الذي وقف متفرجا على عذابات الفلسطينيين ، ولم تُسعفه انسانيته سوى "بشجب وتنديد" للممارسات الاسرائيلية واحتلالها الغاشم !!
انتظرت حماس حتى انطلقت الانتفاضة لتُعلن عن "ولادتها " المُباركة ، بينما يقول " المُغرضون " بما فيهم ضباط سابقون في جيش الاحتلال ،بأن الاوامر للإعلان عن التأسيس صدرت للقيادات الحمساوية من قادة في الجيش ، وتحديدا الحاكم العسكري لقطاع غزة . ما علينا ... أنا أميل الى الرأي القائل بأن رغبة مُشتركة لدى الطرفين أو لنقل تقاطع مصالح وقتي واني هو ما جمع بين الطرفين (قيادات الجيش وقيادات حماس )، وهذه المصلحة هي اضعاف منظمة التحرير وسلبها صفتها التمثيلية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني !!
ويوم غد تُصادف الذكرى ال 26 لتأسيس حماس ، بعد 5 ايام من انطلاقة الانتفاضة الخالدة والتي احتفل الفلسطينيون بذكراها بداية هذا الاسبوع . وانما ارادت حماس بهذا أن تُعلن بأنها "ستشارك " في الانتفاضة كتنظيم وليس كأفراد ينتمون لهذا الشعب ، وثانيا لقد انتظرت حماس فترة كافية ( كما انتظرت حركتهم الأُم في مصر ) لتتبين وتتأكد بأن ابناء الشعب الفلسطيني قد قرروا لأنفسهم وأنهم لن يتراجعوا عن انتفاضتهم ، وأن حجارة اطفالهم سلاح أمضى من بنادق الجنود الذين يقفون في مواجهتهم !! وثالثا سبق لحماس عبر مراكزها الحاصلة على مُوافقة الحُكم العسكري ، سبق لها أن قامت بمحاربة وتكفير الحركات العلمانية وتحديدا الشيوعية ، وكان أن تعرض الرمز الفلسطيني الشيوعي البارز ابن غزة الدكتور حيدر عبد الشافي ، تعرض لعدوان من قبل زعران حماس وتعرض لإصابات جسدية ، كما لا يُمكن اغفال "جهادهم " بإلقاء الطلاب الوطنيين والشيوعيين من على سطح جامعة النجاح والاعتداء على الاخرين في بير زيت !!
أذن وقبل الاعلان الرسمي عن التأسيس ، دفعت حماس فاتورتها لإسرائيل ، وفي رأيي بأن أروع حدث حصل للاحتلال الاسرائيلي ومنذ العام 1967 ، كانت حماس !! فهي التي عسكرت الانتفاضة الشعبية ، واعطت الذريعة لإسرائيل ، لكي تقمع الانتفاضة بقوة السلاح ، الامر الذي كان غير مقبول قبل العسكرة وفي مواجهة الحجارة !!
وقامت حماس بشق الصف الفلسطيني وشق السُلطة الفلسطينية ، مما يُعطي اسرائيل ومرة أخرى ذريعة للتنصل من التزاماتها الدولية !! فمع من ستتفاوض اسرائيل ؟؟ ومن هو المُمثل للشعب الفلسطيني ..؟؟
ولا ننسى بأنها وبخطوتها الانفصالية قد نزعت الصفة التمثيلية عن منظمة التحرير !!
هل كانت اسرائيل تتمنى لنفسها هدية افضل من حماس ؟؟!!
"الانتصارات الحمساوية " يدفع ثمنها يوميا الفلسطينيون من سكان القطاع ، في جنة حماس الموعودة !! ومع ذلك لا يُمكن لعاقل أن يبرئ ساحة اسرائيل ، التي تمنع دخول المعونات الى الغالبية المسحوقة بين حجري الرحى الاسرائيلية –الحمساوية !!
ولا عجب أن نسمع بأن هنية قد أجرى مكالمة مع عباس ، وأن مشعل يلتقي وفدا من السُلطة و..و...و..
الان ..الان وليس غدا .. على حماس أن تطلب العفو من الشعب الفلسطيني ليقبل بعودتها الى أحضانه !!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل