أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حسن محاجنة - شهيدات المعرفة ..ومحرقة الدفاتر














المزيد.....

شهيدات المعرفة ..ومحرقة الدفاتر


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 10:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


شهيدات المعرفة ..ومحرقة الدفاتر
ماذا يعني الذهاب الى المدرسة ؟؟ لعشرات الملايين من الاطفال والمراهقين في انحاء الكرة الارضية ، يُشكل الذهاب الى المدرسة عبئا جسديا ونفسيا كبيرا ، وكانوا يُفضلون ، لو أُتيحت لهم الفرصة ، يُفضلون البقاء في السرير "وألتسربل " بالبطانيات والأغطية الى ساعة متأخرة من النهار ، ثم قضاء بقية النهار وجزء كبير من الليل في اللهو ، مُشاهدة الأفلام واللعب بالألعاب الالكترونية والافتراضية .
ولا تظنوا بأن هؤلاء الاطفال يُعانون من عسر في الفهم أو هبوط في مستوى الذكاء أو تدني قدراتهم العقلية ، لا وإنما سبب "الكراهية " للمدرسة نابع من أسباب أُخرى وليس أهمها "كراهية الانضباط " الذي تفرضه المدرسة (كل مدرسة على مرتاديها ) .
لكن ، وبالنسبة لعشرات الملايين من الأطفال غيرهم ، تُشكل المدرسة بديلا جيدا ، مُشوقا ومُثريا لحياتهم الجافة والخالية من كل جديد . انهم عشرات الملايين من الأطفال والتي قد تضمن لهم المدرسة "سُلما " يرتقون درجاته للصعود الى سطح الحياة المُعاصرة . انهم عشرات الملايين من الاطفال الذين يعيشون في قرى نسيتها الحضارة فلا ماء ولا كهرباء ، يقضون حياتهم كلها في العمل من طلوع الشمس حتى مغيبها ليكسبوا وجبة تكفل لهم العيش ليوم أخر ..
وهناك مجموعة يفرض عليها المجتمع "مقاطعة " المدرسة ومقاطعة المعرفة ، لأسباب ثقافية واجتماعية ، أنهن الفتيات في المجتمعات التقليدية التي تُحدد وظائف الانثى منذ ولادتها ، فهي للمطبخ وانجاب الاطفال .
أن بقايا ثقافة "قبلية " من هذا النوع ما زالت قائمة في المجتمع البدوي في منطقة النقب في اسرائيل .
عائلات بدوية كثيرة ما زالت تعتقد بأن ذهاب البنت الى المدرسة وخصوصا المدرسة الثانوية هو عيب تجب مُقاومته ، خاصة وأن البنات في سن الدراسة الثانوية ، قد نضجن جسديا !! واصبحن مؤهلات للزواج .
وقضية تعليم البنت ، هي قضية المجتمع العربي بكامله ، من محيطه الهادر الى خليجه الثائر ، لكن القضية تأخذ شكلا اكثر حدة في اوساط البدو الرحل أو ما يُطلق عليها هنا في اسرائيل قرى " الشتات " البدوي . وهي قرى غير مُعترف بها ولا توجد بها مدارس ولا اية بنى تحتية أخرى ، ولكي تصل البنات الى المدرسة عليهن السير على الاقدام ، ركوب الحمير أو السفر بالباص الى المدارس المجاورة ، في بلدات بدوية قريبة .
وهكذا ورغم صعوبة الوصول الى المدرسة ، فأن الذهاب الى المدرسة بحد ذاته ، يكسر روتين الحياة الرتيب في حياة هؤلاء الفتيات ، ناهيك عن الالتقاء بصديقات جديدات ، والأهم من كل هذا ، هو ما تكتسبه هؤلاء الفتيات من معارف جديدة ومهارات ذهنية وحياتية .( رغم أن مستوى التعليم العربي في اسرائيل قياسا بمستوى التعليم في الوسط اليهودي ، هو مزر للغاية ) .
في المُقابل ، العائلات التي تعتاش على تربية المواشي ، تحتاج الى قوى عاملة ، وغالبا ما تقوم الفتيات بأعمال الرعي وجلب الماء الى البيت ، ومُساعدة الأُم في اعمال البيت عدا عن الحلب والصر !!
وحدث الصراع ، بين الأُم التي تريد المُحافظة على التقاليد التي تفرض على البنت "القعود " في البيت وانتظار ابن الحلال بعد أن تحيض (النضوج الجسدي )، والمُساعدة في أعمال البيت وبين البنت التي ارادت الاستمرار في الدراسة الثانوية والالتحاق بالجامعة .. أنه صراع بين الماضي وبين المُستقبل .
وكالعادة ينتصر الماضي بوسائله التعسفية وتقوم الام بحرق كتب ودفاتر ابنتها كلها !! تُشعل حريقا في ساحة البيت وتضع فيه كل أحلام ابنتها !!
لم تتمالك الابنة نفسها فقامت بالانتحار شنقا في ساحة البيت ..
هذه قصة حقيقية لفتاة بدوية من النقب انتحرت حزنا وألما بعد قيام أُمها بحرق كتبها ودفاترها .
قامت بتخليد قصتها وقصص الكثير من مثيلاتها ، الفتيات البدويات في النقب ، طالبة قسم الاتصال يسرا ابو كف ، في فيلم وثائقي قصير يحمل عنوان "الدفاتر المحروقة " .
أقف اجلالا لشهيدات المعرفة ، ولتبقى ذكراهن خالدة ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الطريق الى حل الدولتين ...المزيد من التهجير
- واقعيون ونفعيون ...
- رفقا بنا يا استاذة خديجة صفوت ..
- رسالة بلا عنوان...
- محمديون ولكن ...
- قرآنيون ، محمديون وواقعيون .
- رحيل سيدة العطاء ...
- جدلية كيف نعيش أو كم نستهلك ؟؟
- ساقان أُنثويتان .. والرأي العام
- الحالة الثورية والمد الثوري ..
- في الدفاع عن بعض السلفية ..
- هل المسيحية قومية أم دين ..؟؟
- فيروز ونصرالله.. وماذا في ذلك ؟؟
- مخاطر -مهنة - الابداع ..
- -اصوات - مثلية -تخرج - من الخزانة ..
- محمود -الشوعي - وأراؤه
- جنس ودواجن...!!
- تخصصات نادرة ...
- بين النقد والشتيمة ..
- لا لقتل اسرائيل .. نعم لإنقاذ فلسطين


المزيد.....




- ماذا يعني انعدام الأمان بالنسبة للنساء؟
- زينب معتوق ضحية جديدة للعنف الأبوي في لبنان
- “لولو راحت للدكتور!!”.. تردد قناة وناسة الجديد 2024 WANASAH ...
- كيفن سبيسي يواجه اتهامات جديدة بالاعتداء الجنسي
- سجل بسرعها!!.. طريقة التسجيل في منفعة الأسرة عمان 2024 والشر ...
- تونس.. اعتقال الناشطة ضد العنصرية سعدية مصباح
- سجلي واحصلي على الدعم.. تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت 2 ...
- رابط التسجيل في منحة منفعة الأسرة 2024 عمان… وشروط التسجيل
- كوريا الشمالية.. وفاة -مهندس تقديس الأسرة الحاكمة-
- -المرأة قادرة-.. ضابطة حفظ سلام تونسية تفوز بجائزة أممية


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حسن محاجنة - شهيدات المعرفة ..ومحرقة الدفاتر