|
|
الاسلام والارهاب...
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 13:52
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الاسلام والارهاب... بداية أود أن أُنوه الى الحقيقة التي يعرفها قراء مقالاتي المنشورة في هذا الموقع ، وهذه الحقيقة المؤكدة هي ، أنا علماني ، لا تُشغلني الاديان ، وأعتبرها جميعها متشابهة وخرجت من عباءة واحدة ، وما الخلافات بينها الا شكلية لا تمس جوهر الايمان بالأديان . فكل الديانات "التوحيدية " تؤمن باله واحد ، خالق ، قدير ، خلق الانسان من اجل عبادته وتنفيذ أوامره ، وسوف يجازي "المُحسنين " ويعاقب "المُسيئين " . ويلاحظ القارئ كما هائلا من المقالات ينشرها موقع الحوار المُتمدن لخيرة كتابه ، تؤكد بأن مجرد الانتماء للدين الاسلامي هو تخلف وفاشية ، ومن يؤمن به فهو راغب بالعودة الى عهود الجواري والعبيد ، أما اذا كان أكاديميا فهو ممن يتنازل عن عقله ويسير وراء تفاهات وترهات القدماء . وأنا واثق بأن لكل كاتب دوافعه ، والتي يعتقد بأنها موضوعية وصادقة ، وإنما يكتب منتقدا الدين (الاسلامي ) بهدف تنوير المؤمنين و"فتح عيونهم " على الحقائق التي غابت عنهم ، نتيجة الايمان بالإسلام ، دين القتل والارهاب . ويعود بنا الكتاب الاف السنين الى الوراء بحثا عن حادثة تُثبت وتبرهن على النزعة الاجرامية لمحمد ، ويغوصون في أعماق الكتب القديمة الصفراء بحثا عن واقعة تُقدم الدليل الحقيقي على جرائم المسلمين العرب بحق الشعوب التي أوقعها حظها السيء تحت سنابك خيول المؤمنين بمحمد وربه . يُخيل اليك للحظة ، بأن التاريخ البشري لم يُسجل جرائم غير جرائم محمد وجماعته ، أما باقي الامبراطوريات فقد حققت للشعوب الجنة على الارض . وتُحس بأن اغتصاب الفتيات والنساء في الحروب ، واستعباد البشر هي صناعة محمدية بامتياز ، ولو لم يكن اسلام ولا مُسلمين ، لعم الخير وساد السلام وعاش الناس في وئام .. ناهيك بأن الذي قضى على التعددية الدينية في جزيرة العرب هو محمد ولولا ذلك لما عرفت البشرية الديانات "التوحيدية " .. بهدف النقاش سأتفق على كل هذه "المُقدمات " النظرية التي يسوقها الكتاب الأفاضل . وبما أن أكثر ما يهمني ( كما ولا بد أن قراء مقالاتي قد لاحظوا ) ، فما يهمني هو الواقع ، العصر الراهن ، الاوضاع السائدة ، أحوال عامة الناس ، الفقراء والمُضطهدين ، ولا تهمني النقاشات التي تحمل طابع الترف الفكري ، ومقالات المُفاضلة بين الاديان . ولنتفق على أن حال المُسلمين لن ينصلح ، أعود وأُكرر ، لن ينصلح حال المُسلمين الا اذا تخلوا عن دينهم ، كما يُنظّر بعض الزملاء ، فمتى وحسب رأيكم سينصلح حالهم ، بعد مليون عام ؟؟ الا تتفقون معي بأن هذا الكلام يبث اليأس في النفوس ؟؟ ولنعد الى الفاشيات السياسية التي نشأت في القرن العشرين ، هل كانت كلها فاشيات اسلامية ؟؟ وأعتقد بأنني لستُ بحاجة الى تذكيركم الى أنه لا خلاف بين الفاشيات ، على اختلاف انتماءاتها الدينية . ولنعد قليلا الى الوراء ، بدل العودة الاف السنين ، لنعد بضع سنوات الى الوراء . ولنسأل من الذي ساهم في ايصال ال سعود والوهابية الى الحُكم ؟؟ من الذي دعم حركة الاخوان في بداياتها وعلى "فراش " موتها ؟؟ القاعدة ، داعش ، أنصار السُنة ، أنصار "مش عارف شو " ،بوكو حرام وبوكو حلال ، هذه التنظيمات وغيرها المئات ، الا تحتاج الى دعم مادي وعسكري ؟؟ من يدعمها ؟؟ ولنعد الى البدايات ، في الحرب ضد الشيوعية ، من الذي قدّم ، نظّم ،درّب ،سلّح ،قاد وارشد المجاهدين في خُطواتهم الأولى ؟؟ ألم تكن الولايات المتحدة هي الحاضنة الشرعية للإسلام "الجهادي "؟؟ ثم ألم يحصل مولانا وسيدنا رونالد ريغان على لقب "أمير المؤمنين " بالتقريب ؟؟ أما حكاية القاعدة فيعرفها كل غر وجاهل ، فعبدالله عزام غادر بلدته في الضفة ،التي يحتلها الجيش الاسرائيلي ( وما زالت تقبع تحت الاحتلال ) ، وخرج في جولة لتجنيد المُجاهدين من الشباب العربي للجهاد في افغانستان ، ألم يكن من الاولى أن يبقى في وطنه ويناضل لتحريره ؟؟ وقد شاهدت فيلما وثائقيا بعنوان "الجهاد في امريكا " ، يكشف عن دور المُخابرات الامريكية في تجنيد عبدالله عزام وتزويده بملايين الدولارات ، لتجنيد الشباب العرب للجهاد في افغانستان . ما هي مصلحة امريكا وهي التي تعرف المبنى الفكري لعبدالله عزام ، ما مصلحتها في أنشاء القاعدة ؟؟ قد يقول قائل ، بأن القاعدة كانت اداة في ايديها (الولايات المتحدة )، لتحارب الشيوعية في افغانستان ، ونرد على ذلك بأنها قبل ذلك حاربت الشيوعية في كل القرى والمُدن العربية ، بواسطة حلفائها من تشكيلات الاسلام السياسي . لستُ من المؤمنين بنظرية المؤامرة التي "وضعها " منظرو النيوكولونيالية ، وحَشَوا بها رؤوس العرب والمُسلمين ، ليُحاربوا الفكر الشيوعي ، الاشتراكي والانساني بادعاء أن الشيوعية جاءت لتقضي على الاسلام ، فهبوا ايها المُسلمون للدفاع عن دينكم !! ولكنني أعلم بأن السيطرة على المنطقة هو هدف استراتيجي للغول الرأسمالي ، ولن يترك هذه المنطقة لا كرها ولا رغبة ، الا بعد أن تجف منابع الطاقة ، والى حينه فكل شيء مباح ! وخير سلاح هو الارهاب المُتلبس بلبوس الدين . خاصة وأن من يدفع الثمن بالدماء والتشرد هم المُسلمون انفسهم في العراق ، الشام ، الصومال ولا حاجة الى التعداد ... عندما تم احتلال العراق ، كان أول قرار اتخذه بريمر هو حل الجيش العراقي ، مما ترك فراغا ملأته القاعدة ، وبعد عشر سنين من سقوط صدام ، ما زال الجيش العراق يُحارب القاعدة . ويتكهن الغرب بأن الحرب في سوريا ستدوم عشر سنوات .. ألم يدخل القاعديون والداعشيون الى سوريا عن طريق الدولة العضو في حلف الاطلسي ، تركيا اردوغان وبأموال الوهابيين أصدقاء امريكا . نجحت نظرية الفوضى الهدامة أكثر مما تخيلتها كوندوليزا رايس . لكنها تلقت العون والدعم والمُساندة ، من الانظمة الحاكمة أولا، ومن الاسلام السياسي والجهادي ثانيا ، ومن سذاجة الجماهير العربية ثالثا والتي قدمت ثوراتها ودماء شهدائها هدية على طبق من فضة لحركات الاسلام الجهادي والسياسي ، والتي صنعتها النيوكولونيالية .. ولا يعني هذا بأنني تخليت عن علمانيتي ..! لكنني لا أتخلى عن أخوتي وأخواتي المُسلمين ، المسيحيين واليهود ، الذين يؤمنون بخالق ويؤمنون بأن هذا الايمان هو شأن شخصي ، خاصة اذا كانوا يؤمنون بأن الدين يدعو الى مكارم الاخلاق .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تريلوجيا (1) : وجها لوجه مع الجشع الخبيث ..
-
-نَاركْ ولا جنّة هَلِي - ؟؟!!
-
سبارتاكوس يُعلن الثورة في تل أبيب
-
شهيدات المعرفة ..ومحرقة الدفاتر
-
في الطريق الى حل الدولتين ...المزيد من التهجير
-
واقعيون ونفعيون ...
-
رفقا بنا يا استاذة خديجة صفوت ..
-
رسالة بلا عنوان...
-
محمديون ولكن ...
-
قرآنيون ، محمديون وواقعيون .
-
رحيل سيدة العطاء ...
-
جدلية كيف نعيش أو كم نستهلك ؟؟
-
ساقان أُنثويتان .. والرأي العام
-
الحالة الثورية والمد الثوري ..
-
في الدفاع عن بعض السلفية ..
-
هل المسيحية قومية أم دين ..؟؟
-
فيروز ونصرالله.. وماذا في ذلك ؟؟
-
مخاطر -مهنة - الابداع ..
-
-اصوات - مثلية -تخرج - من الخزانة ..
-
محمود -الشوعي - وأراؤه
المزيد.....
-
“النساجون الشرقيون” تفصل 70 عاملًا تعسفيًا بعد التجسس على حس
...
-
شهداء لقمة العيش.. مقتل 12 عاملاً بينهم أطفال في حوادث سير
-
A Christmas Story: The Courage Jesus Learned as a Refugee
-
Who’s the Real Outlaw at Sea? Trump’s Tanker Grab Vs. the Ho
...
-
What Christmas Once Meant—and What It Could Mean Again For a
...
-
Life on Earth (Past, Present, and Future)
-
Americans Aren’t Traumatized Enough by Gun Violence
-
How Unions Provide a Counterweight to the Epstein Class
-
Chomsky Reassessed?
-
القيروان: حين تُدار الدولة بالعصا ويُترك الفقراء للموت
المزيد.....
-
بين قيم اليسار ومنهجية الرأسمالية، مقترحات لتجديد وتوحيد الي
...
/ رزكار عقراوي
-
الاشتراكية بين الأمس واليوم: مشروع حضاري لإعادة إنتاج الإنسا
...
/ رياض الشرايطي
-
التبادل مظهر إقتصادي يربط الإنتاج بالإستهلاك – الفصل التاسع
...
/ شادي الشماوي
-
الإقتصاد في النفقات مبدأ هام في الإقتصاد الإشتراكيّ – الفصل
...
/ شادي الشماوي
-
الاقتصاد الإشتراكي إقتصاد مخطّط – الفصل السادس من كتاب - الإ
...
/ شادي الشماوي
-
في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس و ا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (المادية التاريخية والفنون) [Manual no: 64] جو
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية(ماركس، كينز، هايك وأزمة الرأسمالية) [Manual no
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
تطوير الإنتاج الإشتراكي بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توف
...
/ شادي الشماوي
-
الإنتاجية ل -العمل الرقمي- من منظور ماركسية!
/ كاوە کریم
المزيد.....
|