أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - قاسم حسن محاجنة - الاحتلال والاقتصاد ..














المزيد.....

الاحتلال والاقتصاد ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 20:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


الاحتلال والاقتصاد ..
التاريخ البشري في مُجمله هو تاريخ التوسع ، تحت مُسميات متنوعة ، من سياسة السلام الروماني ال
( pax romana ) ، وصولا الى سياسة الباكس اميريكانا سيئة الصيت والسمعة . التوسع ، الاحتلال والسلام الزائف ، كلها معروفة من الاف السنين .
وتم استبدال هذه المسميات بمصطلحات كالصراع على مناطق النفوذ بين القوى العظمى ، كانت التسمية البديلة (بعد أن مرت بعملية تجميل )، لكلمة احتلال مباشر واستغلال الثروات الطبيعية ، ان لم يكن نهبها ، أو مناطق تأثير مرورا بمنفذ على البحر ، والى ما ذلك من غسيل الكلام الوسخ بمساحيق الجشع ، لاشتقاق كلمات تستسيغها الاسماع .
و لم تسلم منطقة غنية بثرواتها الطبيعية او البشرية من تصارع الكبار عليها ، صراع عسكري او سياسي . وكانت منطقة الشرق الاوسط (أو الولايات العثمانية ) محط انظار الطامعين ، لكنهم لم يتوصلوا الى اتفاق لاقتسام كعكة الامبراطورية العثمانية ،مما أطال في عمر هذه الامبراطورية بضع سنين ، الى أن وقعت وليمة سائغة لوحوش البر والبحر !!
وعلمنا التاريخ الانساني بأن من يحتل ارضا ، يستعبد اهلها وينهب ثرواتها ، لا يتنازل عنها الا اذا انقلبت الموازين ، واصبح الاحتلال عبئا على اقتصاد البلد المحتل ، فللاحتلال تكاليف عسكرية كثيرة ، وخاصة اذا رافقه تمرد الواقعين تحت الاحتلال ، تمرد مدني وعسكري .
كانت انجازات حركات التحرر تتمثل بالنصر العسكري أو تكبيد جيش الاحتلال خسائر عسكرية ، اضافة الى "توجيه " ضربات لاقتصاد بلاده . بحيث تحول الاحتلال الى غير ذي جدوى اقتصادية بعد أن كان مصدر رخاء وبلهنية ونعيم للمُستعمِر.
ولم يشذّ الاحتلال الاسرائيلي عن هذه القاعدة ، فبعد أن روجت السياسات الاسرائيلية المُتعاقبة لاحتلالها على أنه الاحتلال الاكثر اخلاقية ، وأنه احتلال متنور !! ورفضت الخروج من الضفة الغربية وغزة ، لأن هذا الاحتلال مُربح اقتصاديا ..واستعملت كل وسائل القمع لإبقاء احتلالها .
العمالة الرخيصة ، مُصادرة الارض وتمليكها لقطعان المستوطنين السائبة ، والاستيلاء على مصادر المياه ، كلها ثروات قام الاحتلال بنهبها ، دون مُقابل ..
ازدهر الاقتصاد الاسرائيلي بعد احتلال حزيران 67 الى أن انتفض الشعب الفلسطيني ، الذي سئم الاذلال ، الاستغلال والاضطهاد اليومي ، لقد سئم الفلسطينيون وضعهم كعبيد مُعاصرون !!
وبدأت فاتورة الاحتلال تُثقل كاهل الميزانية ، فكانت اتفاقيات اوسلو ، التي ازاحت عن كاهل الاحتلال عبئا اقتصاديا ، وحولته الى كاهل الدول المانحة والسلطة الفلسطينية ..
قد يكون الاحتلال مُربحا في ظروف معينة ، وعبئا اقتصاديا في ظروف أُخرى !! لكن المُستعبَدين ايديولوجيا يرفضون رؤية الواقع ، كحزب المستوطنين (البيت اليهودي ) المُستفيد الاكبر من الاحتلال ، الذي يقول رئيسه بأن قيام دولة فلسطينية مستقلة ، سيكون ضربة قاسية للاقتصاد الاسرائيلي .. علما بأن الاقتصاد الاسرائيلي مر بفترة ازدهار بعد اتفاقيات السلام مع الفلسطينيين والاردنيين ..
وذلك بعد أن قام مئة من كبار رجال الاعمال أو الرأسماليين الكبار في اسرائيل قبل ايام بتوجيه رسالة الى نتانياهو ، يحذرون فيها من المخاطر التي تتربص بالاقتصاد الاسرائيلي ، اذا لم تتقدم عملية السلام الى الامام . ولا حاجة للتذكير بأن رأس المال جبان ، ولا تهمه الايديولوجيا ، الا الايديولوجيا التي تضمن له ارباحا ..
وهذا ما يحذر منه كل الاقتصاديين ايضا ..استمرار الجمود في العملية السلمية سيضرب الاقتصاد الاسرائيلي في مقتل ، وذلك بعد أن قامت دول الاتحاد الاوروبي بمقاطعة منتوجات المستوطنات .
وكما أن للاحتلال جوانب عسكرية قد تؤدي الى انهائه ، فالضربات الاقتصادية هي اصعب على المدى البعيد ، وذلك حينما يتحول الاحتلال الى عبء اقتصادي بعد ان كان "مصدر دخل " كبير ..فأنه ينهار ذاتيا ..
أنه الاقتصاد ايها ...!! كما قال كلينتون ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا والحوار (2) ... الأسباب الموضوعية
- بدء العد التنازلي ... أنا والحوار ..
- أساطير عصر الحداثة ..
- الشرطي ، الحاخام والمغفلون ..
- العمليات الجراحية والعلاجات التي يجب على اليسار اجراؤها ..
- ما لم يقله شارون ..رد على مقال مالك بارودي
- المادية الاصولية..
- الشارونيون العرب .
- الاسلام والارهاب...
- تريلوجيا (1) : وجها لوجه مع الجشع الخبيث ..
- -نَاركْ ولا جنّة هَلِي - ؟؟!!
- سبارتاكوس يُعلن الثورة في تل أبيب
- شهيدات المعرفة ..ومحرقة الدفاتر
- في الطريق الى حل الدولتين ...المزيد من التهجير
- واقعيون ونفعيون ...
- رفقا بنا يا استاذة خديجة صفوت ..
- رسالة بلا عنوان...
- محمديون ولكن ...
- قرآنيون ، محمديون وواقعيون .
- رحيل سيدة العطاء ...


المزيد.....




- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...
- بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة ...
- قادمة من مخيم الهول.. الداخلية تكشف عن خلية -داعش- المتورطة ...
- سلطة في الظل.. هل حلّ -الشيخ- مكان الدولة في سوريا؟
- حدث أمني -حساس- في خان يونس.. مقتل وإصابة ما يزيد على 20 جند ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- مساندة الجزائر لإيران: -مجازفة دبلوماسية- مع الولايات المتحد ...
- الخارجية الليبية تستدعي سفير اليونان للاحتجاج


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - قاسم حسن محاجنة - الاحتلال والاقتصاد ..