أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - نظام بطعم الفوضى














المزيد.....

نظام بطعم الفوضى


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقف العملية السياسية العراقية في منطقة غائمة لا نكاد نتبين مصيرها، فلا هي تمثل نظاما يتجه الى استكمال بنائه ولا هي نظام متكامل يوشك على التفتت والانهيار، قتل وفساد وتخبط وغياب كامل للاهداف وتناحر بين القوى السياسية وتخاصم بين المؤسسات، وفراغ في المواقع وفراغات تشريعية ومؤسسية وفوضى في السلاح وتناثر للقوة العسكرية وتخبط في السياسة الخارجية، وفوق كل ذلك غياب المشروع السياسي الجامع لكل هذا الشتات.
فوضى النظام السياسي تنتج يوميا مزيدا من ضحايا العنف وتصاعدا في الاحتقان المجتمعي وتدخلا خارجيا سافرا واهدارا للثروات والفرص وهو ما يؤدي الى مزيد من التباين الطبقي وتراكم في الثروات وتزايد في الفقر ليغذي ذلك المليشيات والجماعات المسلحة بمزيد من العناصر وسط استمرار الحالة الانتقالية واحكامها الخلافية التي لا تتمكن المؤسسات التشريعية والتنفيذية من وضع مدى زمني لها.
الواضح اننا نعيش في فوضى نتلافى مواجهتها عبر الانشغال بالتفاصيل اليومية الكثيرة لخلافات الزعماء والكتل وتصريحات النواب المتضاربة وبرامج التشهير والفساد دون أن نتوقف للتساؤل عن مصيرنا وسط هذه الفوضى فالبلاد في معترك دولي ليست بمستواه وهي قد تندفع الى طريق مظلم عند اقل اهتزاز او رهان خارجي، خاصة واننا نقترب من اعادة ترسيم مناطق النفوذ الدولي.
لا نحتاج للتأكيد اننا نعيش في دولة فاشلة لا يهتم احد بمحاولة اخراجها من فشلها كما ان نخبتها منشغلة بتوزيع ميداليات وهمية للقوائم المتنافسة على المواقع وبتحديد مناصب الفاشلين والفاسدين والقتلة وتوصيف بطولات انتخابية وتقاسم للسلطة الموهومة، نخبة مثقفة تورطت كثيرا بالتحزبات والتهريج الاعلامي والتناحر بين شخصيات مأزومة لا تعير قيمة حقيقية للنخبة وثقافتها وحساباتها.
لقد تورطنا بنخبة سياسية هي على العكس تماما لكل ما تدعيه، نخبة تقف على النقيض من شعاراتها ولكنها وجدت في نفس الوقت جماهير اشد تطرفا منها ونخبة ثقافية واعلامية لا تجد الا التورط في التفاصيل والانقسام، نحن نخسر يوميا جزءا من هذه الدولة لصالح الفساد والفشل والعنف، ونستسلم لجماعات التخريب التي تنمو بسرعة وراحة وهدوء، تمد رأسها متى شاءت لتضع شروطها وتفرض نفسها على الجميع، هذه الحال ليست نظاما لحكم الدولة وصحيح أيضا إنها ليست الفوضى الشاملة، هي نظام بطعم الفوضى، لكنه طعم شديد القوة ويكاد ان يكون هو الاصل في معركة الجميع ضد الجميع، أليس من اللافت ان القوى السياسية تملك مشاريع لمواجهة بعضها بعضا لكنها لا تمتلك اي مشروع ولا حتى بالصيغة الوهمية لادارة البلاد؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرور طائفي
- مذبحة مساء الاثنين
- رسالة واحدة مهمة
- هواتف بايدن والصمت الامريكي
- إنقسام المتظاهرين
- حرب الحكومة والبرلمان
- فتنة الأمن
- فعالية الخارج وعجز الداخل
- ضحايا نسياننا
- وعكة عراقية
- الصفقة التركية واللهاث المتأخر
- الخوف والمسارات الأخرى
- القفز من السفينة
- الأقاليم مثلا
- التصفيات
- طوفان الطائفية
- جمهورية الأحزان
- خيانة الناخب وأبو الاغلبية
- تحريم الدم وتقريب المذاهب
- بعض الحلول


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - نظام بطعم الفوضى