أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تحريم الدم وتقريب المذاهب














المزيد.....

تحريم الدم وتقريب المذاهب


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 4083 - 2013 / 5 / 5 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن النوايا الطيبة، تشكل الدعوات لتحريم سفك الدم العراقي وللتقريب بين المذاهب، عتبة خطيرة في انهيار الدولة وتردي حال المجتمع، لأننا عندما نعود لتأكيد البديهيات كما في حرمة الدم أو نقفز على منجزات الحاضر الانساني كما في التقريب بين المذاهب، يعني ذلك إننا ما زلنا نقف عند بدايات التطور الانساني والمجتمعي، فالاصل إن القتل أمر مرفوض ولا يبيحه أحد، سواء في العراق أو في أي مكان وإن لادولة تستسيغ وجود القتلة طلقاء يمارسون التحريض والعنف، لكننا بهذه الدعوة نعترف بإن هناك من يدعو للقتل وان الدولة واجهزتها الرسمية تفشل في تعقبه ومعاقبته، والأخطر إن هناك بشكل ما من ينسجم مع تلك الدعوة بين أفراد المجتمع.
الدعوة للتقريب بين المذاهب، هي اجترار لتجربة فاشلة إنطلقت في بدايات القرن العشرين وتواصل تعثرها وانتهت الى لاشيء، وتجاوزها التطور الاخلاقي للبشر كما تجاوز فكرة التسامح، وأصبح التعايش بين المختلفين هو الاطار الاساس للمجتمع والدولة، المجتمع يتقبل التنوع ويربي أعضائه على تقبله والدولة تحمي هذا التنوع وتعاقب من يهدده، أما الجلوس الى طاولات تاريخية لإعادة بحث اصول العقيدة وأحكام العبادات والمعاملات، واقامة صلوات شكلية مشتركة فهو ركض مرهق وخارج مضمار التاريخ أيضا.
حان وقت الواقعية، فالعودة الى البدايات وإثارة العواطف وتفتيش النصوص الحديثية والتاريخية، بحثا عن سطر أو هامش في كتاب قديم لتشكيل مقتربات دينية ومشتركات إجتماعية، ليست صيغة عملية للحفاظ على السلم الاهلي وبناء الدولة، بل هي دليل خطير بأننا فقدنا كل المشتركات الحقيقية التي تجمعنا أو في طريقنا لفقدانها وصرنا نبحث عن كلمات عابرة، وهنا لا نتحدث عن حالة وروابط الافراد والأسر بل عن المكونات الكتلية والمؤسسات والقوى الفاعلة.
الفعاليات من مثل مؤتمرات تحريم الدم وتقريب المذاهب، أثبتت عدم جدواها في العراق أكثر من مرة، وبدت مثل غيرها من الفعاليات الرسمية والحزبية التي تنتهي في ساعة افتتاحها وتتحول الى سبيل لانفاق المال والترويج الاعلامي لا أكثر، والاسوأ أن يشارك فيها محرضون يشجعون على الاقتتال ومتهمون بالقتل يفلتون من العقاب بفضل نفوذهم.
إن دولة مؤسسات حقيقية وبرنامج تنمية واسع وواقعي هي الادوات الحقيقية لفرض الامن والاستقرار وتحقيق التعايش بين مكونات تترابط مصالحها المعيشية ومستقبلها بالوجود في كيان موحد.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض الحلول
- الانقسام
- بلا طائفة
- عبادة الحاكم
- الفقاعة تنتصر
- التغيير السهل مستحيل
- تضليل غير محترف
- أزمة مواعيد
- إعتراف بالانهيار
- صفقة قاتلة
- خيانة الناخبين
- الفتنة وكوابيسها
- كائن الرؤوس الكثيرة
- وجاءت أمريكا
- لماذا تعيش في العراق؟
- مرحلة الفوضى
- دولة أم قصر
- أسرار الموازنة
- الدولة المسكينة
- غياب أمريكا وحضور تركيا


المزيد.....




- منظر الجيش الأمريكي يفرش السجاد الأحمر لبوتين وتصريح متحدثة ...
- تحديث مباشر.. نتيجة لقاء بوتين وترامب في ألاسكا
- المعارضة الفنلندية تهدد بحجب الثقة عن الحكومة ما لم تدعم الا ...
- حماس: إدراج الحركة بالقائمة السوداء الأممية باطل
- بوتين يغادر ألاسكا بعد قمة -الـ3 ساعات- التاريخية
- بوتين يشكر ترامب على لهجة المحادثات -الودية-
- بوتين يقترح عقد الاجتماع المقبل بشأن أوكرانيا في موسكو
- السنيورة يحذر من سقوط لبنان في فخ الحرب الأهلية
- اتهام عمدة نيو أورليانز بإخفاء علاقتها بحارسها الشخصي
- عقب لقائه بوتين.. ترامب يرمي الكرة في ملعب زيلينسكي


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تحريم الدم وتقريب المذاهب