أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء















المزيد.....

مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 17:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أثارت مقالتي الأخيرة والمعنونة ( أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء ) موجة من النقد بنوعيه الإيجابي والسلبي. ولأني أعتقد أن النقد, حتى لو كان سلبيا, هو فعل حب وليس فعل كراهية, لذلك تأتي مقالتي هذه كمداخلة على تلك الردود, من خلال نفس الموقف, موقف النقد كفعل للمحبة لا للكراهية.
ولقد رأيت بهذا الإتجاه أن أجمع ردودي ملخصة بالنقاط التالية:
أولا – لقد خدعت صورتي المرفقة مع المقالة أحد الإخوة المعلقين, الذي تصور بأنني ما زلت شابا, فأستعملها لتأسيس فكرة تقول إنني أجامل (السنة) في مقالتي للحصول على فرصة عمل, ولذا أفيده هنا بأنني قد بلغت ما فوق سن التقاعد بنصف عقد أو حتى بعقد كامل, كما أن الشهادة العليا التي في يدي والمتخصصة في طب الأسنان من جامعة أمريكية راقية تجعلني في غنى عن أن أكون كاتبا سياسيا مجاملا, ولو أردت العمل والمنصب والغنى لجاملت ( جماعتنا) في الحكم, فهذا أقرب لي وأسهل وكان تحت اليد.
وفي كل مقالاتي التي كانت إنتقدت (الشيعة) لم تكن الفكرة وراءها مطلقا مجاملة (السنة) وإنما تأسست هذه المقالات على حب كبير لأهلي الشيعة ذاتهم, من منطلق كونهم بشرا وناسا عراقيين, فمنهم أبي وأمي وأعمامي وأخوالي وأصدقائي. مؤمنا في نفس الوقت أن مجاملة (السنة) لا تدخل أبدا في خانة العيب وإنما من خانة الحب أيضا, فهي واجبة إذن, على أن لا تأتي على حساب الغير, ولا أظن أن هناك طريقة لعمل ذلك أقصر وأفضل من أن يكون المرء عراقيا صميميا لكي تأتي محبته للإثنين, ولغيرهم من الأخوة في الأديان الأخرى, بشكل مضمون وعادل وخالية من الشوائب.
ثانيا - ولذا أعيد, ليس الهدف الأساسي من هذه المقالة إمتداح (السنة )على حساب (الشيعة) وإنما الهدف هو أن أساهم لإسقاط القراءة المذهبية الطائفية لتاريخ العراق الحديث, والتي إستعملها الإسلام الشيعي السياسي لتأسيس نظريته الطائفية عليها. وهذا يعني أن الأمثال التي أوردتها في مقالتي على الجانبين لا تمثل حالة الطائفتين المطلقة, فمثلما هناك علماء دين أتقياء على الجانب الشيعي هناك مثلهم على الجانب السني. لكن الذي أرجو ملاحظته هنا إنني لا أتحدث عن رجال دين أو عن فقه ديني إلا لغرض نقض الفكر الطائفي على الطرفين. وكمعلومة دالة أقول إن الذي شردني من داري وجعلني أفقد عيادتي وعملي وإقامتي في البلد الذي أعشقه والذي رفضت أن أغادره طيلة حياتي هو الزرقاوي التكفيري الإرهابي ونشاطاته الإجرامية في منطقة الغزالية.
ثالثا- سيفهم الأخوة من ذلك حقيقة إنني لا أنتقد الشيعة على ممارساتهم الطقوسية اللامعقولة كرها فيهم, بل على العكس من ذلك, لأن النقد هو فعل حب, وصديقك من صدقَك لا من صدّقك. فإن لم أعرج هنا على الممارسات الشاذة لبعض السنة, من درباشة وغيرها , فهذا لا يعني بأنني أوافق عليها ولا أنبذها بشدة, لكني أعيد هنا أن مقالتي ليس الغرض منها نقد الظواهر السلبية على الطرفين بقدر ما أنها تتوجه لإسقاط نظرية سياسية تتأسس على قراءة تعويمية لتاريخ العراق المعاصر(ما قبل العهد الحالي) من خلال عقيدة مغرقة في طائفيتها. والأحزاب الشيعية هي التي فعلت ذلك. ومع ذلك أجد من الضروري التذكير بأن ضاربي الدرباشة على الجانب الأخر مثلا لم يحاولوا أن يفرضوا هذه الثقافة والممارسة على العراقيين بل جعلوها نشاطا خاصا بفئة ولا علاقة للدولة والمجتمع بها, ولم يخرجوا بها إلى شوارع العراق.
رابعا – الأمثلة التي جئت بها في مقالتي عن رجالات ( السنة ) أي اللواء الركن المرحوم مزهر الشاوي والزعيم عبدالكريم قاسم, هي أمثلة تحضى بإحترام وحب الكثيرين من عامة الشيعة وأخص منهم الفقراء, وأنا أحي هنا مبادرة أهل البصرة, وخاصة أهل مدينتي المعقل الذين إبتنوا للواء الشاوي تمثالا أمام مبنى مؤسسة الموانئ, وهذا في الحقيقة تكريم بإتجاهين, للرجل الذي يستحقه, وأيضا تكريم من قبل أهل البصرة لأنفسهم, لأن ذلك, وهو يأتي في زمن نكران الجميل, دليل على أن أهل البصرة هم أهل جميل وليس في نيتهم التخلي عن أخلاقهم الجميلة.
خامسا – إن موقفي الهجومي, وليس النقدي فقط, ضد طقوس الحزن العاشورية المتمثلة في جلد الذات ( الزنجيل والقامة وحتى اللطم ) ينطلق من حب الحسين والشيعة في نفس الوقت وليس العكس أبدا, فالحسين الشهيد العظيم لم يستشهد من أجل أن تكون هناك بكائية عليه وإنما من أجل التقيد بأخلاقيته في التضحية من أجل المبادئ, أما أن يكون الزنجيل طريقة إلى ذلك فهذه بالحقيقة تمثل مقتلا ثانيا للحسين هو أشد من مقتله الأول, لأن مقتله الأول كان قد جعله شهيدا عظيما, أما مقتله الثاني على يد المنتفعين والجهلة فقد جعله مظلوما مسكينا. وما الحسين العظيم بمسكين وإنما هو سيد الشهداء, والشهداء ليسوا مساكين وإنما هم ابطال عظماء.
ويا ليت مدعي حب الحسين أن يتوجهوا بنصف دموعهم للبكاء على هذا الشعب المسكين ويتعضوا بقيمة الإستشهاد متمنيا عليهم الكف عن السرقة والفساد, لأن الفساد وحب الحسين لا يجتمعان في إنسان إلا إذا كان دجالا.
سادسا – بالمطلق لا يسعني نكران الدور الذي يقوم به السيد السيستاني لكبح جماح الذين يذكون بسياساتهم الإجرامية نيران الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة من أجل التمتع بالثروة وبجاه السلطة ومفاسدها, لكني أتمنى على السيد السيستاني أن يؤشر علانية حقيقة أن نذر الصدام والحرب الأهلية إن وقعت فهي نتيجة من نتائج دخول رجال الدين على السياسة ونتيجة لتاسيس أحزاب سياسية على أساس ديني وطائفتي, لذلك فإن منع الصدام والحرب الأهلية لا يتأسس على التعامل مع نتاجات الظواهر وإنما على أساس التعامل المباشر مع الظواهر ذاتها, وإن نسيان هذه الحقيقة, والإكتفاء فقط بالتعامل على ما يتأسس على الظاهرة وليس التعامل مع الظاهرة نفسها, هو كمن يعالج مريضا يشكو من الصداع بسبب ورم في الدماغ عن طريق المسكنات وليس عن طريق إزالة هذا الورم بالذات.
سابعا- إن أشد الضربات التي وجهت إلى الدين هي التي تمت على أيدي رجالات أحزاب الإسلام السياسي, ولا اظن أن بإمكان أحد أن ينفي هذه الحقيقة بعد طوفان الفساد والسرقة من جانب أهل الحكم, وطوفان القتل والإرهاب على أيدي الأحزاب التكفيرية التي تدعي إنتماء مخيفا ومرعبا للإسلام. وإن الطرفين مسؤولان مسرولية مباشرة عن تخريب الإسلام من داخله.
ثامنا- كل من بنى بيتا أو قصرا أو عمارة في العراق أو خارجه, في لندن وباريس ودبي وعمان, وغيرها من مدن العالم, على حساب ضريج الحسين العظيم أو على حساب مأثرته الإستشهادية, هو مجرم بحق الدين الإسلامي أولا, وبحق الحسين ثانيا, ولذا فإنني حين إخترت لمقالتي عنوانها, فذلك لأن هذا ما هو قد حصل بكل تأكيد, فلقد صارت أيامنا كلها كربلاء على يد من صارت أيامهم كلها لندناء.
تاسعا – لا بد لي من تحية جميع من علق بالسلب أو بالإيجاب على المقالة, مؤكدا على شكري الخاص لأهل النقد بالسلب لأنهم أتوا بنقدهم هذا مراعين فيه أصول المخاطبة والرد ولذا إستحقوا التحية والشكر والإمتنان, متمنيا أن تجري جميع حواراتنا بهذا المضمون والشكل.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق
- أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- العلمانية عراقيا....... (2)
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا
- مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك
- هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.
- من سيذهب إلى الجحيم.. أكَلَة الخنزير أم أكَلَة الناس
- أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية
- حزب الدعوة.. بين رفاه النظرية وإمتحان الحكم
- لن تنجح العملية إذا مات المريض.. العراق وسوريا إنموذجين
- محبة الطائفة تشترط أن لا تكون طائفيا
- تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر
- ( 3 ) حزب الدعوة والدولة العراقية.. خصومة وحكومة.


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء