أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس














المزيد.....

صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4027 - 2013 / 3 / 10 - 20:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دورة الحياة السياسية العراقية بكل عنفوانها قد جعلت البعض منا في الوسط من أهوالها ومن تجاربها منذ أواخر العهد الملكي. وإن من لم تكن نواياه شائبة, ستكون عودته إلى الماضي وإقترابه من الأحداث الحالية, كما يأتي حكمه عليها من خلال خلال رؤى متجردة وأحكام عادلة ونزيهة. وأجزم أن ما بعض ما خرجت به من هذه التجارب هو ذلك الذي يؤكد على أن العراقيين جميعا قد مروا بأهوال وكوارث رهيبة, فعلى مر العهود السياسية المختلفة كان هناك ضحايا وشهداء بحيث يندر أن ترى بيتا بدون كارثة, فإذا جلسنا مع الشيوعي فسوف نرى أن له قصة مع البعثي وهذا الأخير أيضا له نفس القصة. الإسلام السياسي وفي المقدمة منه حزب الدعوة له شهداءه بالمئات والألوف.. القاعدة والتكفيريون قتلوا من الشيعة وبعدها من السنة أيضا من قتلوه, واشيعة والسنة قتلوا بعض بعض, وصدام كان ضحاياه من الجميع.. إذا إستمرت الحال دون محاولة لكسر هذه الحلقة الدوارة من الثأر والإنتقام والخوف والتوجس الذي قد يمتد إلى يوم السقيفة فإن لا سبيل أبدا إلى بقاء عراق واحد..
ليست هنا المشكلة الكبيرة, فهناك بلدان كثيرة قد تقسمت لسبب أو لآخر.. المشكلة أنك حينما تدعي أنك لا تريد ذلك, اي حينما تصر على بقاء العراق واحدا ثم لا تعمل على إرساء قاعدة لوحدته من خلال برامج وأفكار من شأنها أن ترسي قواعد المستقبل المسالم الأمين الذي يقوم على التأخي والمحبة.
ولا اخفي إيماني أن الإسلام السياسي لن يكون بإمكانه أن يفعل ذلك لأنه إسلام مذهبي, إن أفلح ببناء وطن فهو سوف لن يقدر على ذلك إلا من خلال صيغة التجميع لا التفاعل, وبصيغة الشراكة وليس المشترك. إن وطنا كهذا, ووفق قاعدة كهذه, هو أقرب لأن يكون (شركة) وليس وطن, وستكون أبرز مهماته هو تقسيم الأرباح بين أعضاء مجلس الإدارة لا بناء بلد مستقبل حقيقي, وهذا هو ما يحدث الآن , ولا يمكن تفسير ماهية الفساد الذي نعيشه حاليا بمنأى عن هذا الواقعة, لأن الإتفاق الذي يقوم بين الفئات السياسية الآن, هو في بعض مستوياته, إنما يقوم على تقسيم الأرباح والغنائم وليس الإتفاق على البناء.
هذا ليس معناه أن الأحزاب العلمانية لم تجلب أيضا من خلال حكمها الكوارث, وحكم صدام شاهد عليها, إلا أنه يؤكد على أن حكما علمانيا ديمقراطيا ليبراليا بإمكانه أن يضمن بناء البنية التوحيدية للوطن (المشترك) لا وطن (الشراكة).
دعنا من ذلك ولنعد إلى هذه المرحلة الأخيرة التي نعيشها.. إن أمامنا خياران.. بالنسبة لأولئك الذين هم ليسوا على إستعداد للصفح والتسامح ونقد الذات, من الطرفين, فإن عليهم منذ الآن أن يعملوا على تأسيس دولتين لهما, واحدة شيعية وأخرى سنية. أما ذاك الذي يقرر أن مصلحة العراقيين جميعا هي في العيش المشترك فإن من واجبه الذهاب فورا إلى صلح الفرسان. وأقصد بصلح الفرسان هو إمتلاك الشجاعة الكافية لنقد الذات قبل نقد الآخر, ثم إرساء قاعدة حقيقية للمستقبل الذي يقوم على مفهوم الوطن المشترك لا على مفهوم الشراكة.
البقاء في منتصف المسافة ليس حلا بل هو أساس المشكلة التي نعيش فصولها والذي يجعل العراق اشبه بسيارة جميلة الشكل لكن بمحرك مستهلك, والعملية بافضل حالاتها لن تتعدى سوى محاولة لمكيجة القبح.
قد يؤمن البعض ان تقسيم العراق هو أمر معيب لكني اظن أن الأكثر منه عيبا هو بقاءه موحد الجغرافيا لكن ممزق الشعب.. إنك بهذا كمن يحصر مجموعة من المفترسين في غرفة واحدة ثم تطلب منهم أن يعيشوا بسلام.
لقد تغير الوضع كثيرا خلال العقد الأخير ولقد آن الأوان لكثير من المعادلات السياسية أن تتبدل ولكثير من للقوانين أن تتغير, وإذا ما قيل نحن على أبواب العودة إلى المربع الأول فذلك لأننا لم نكن غادرنا مطلقا ثقافة ذلك المربع وقوانينه وحتى البنود المرتبكة من دستوره.. من يريد مغادرة ذلك المربع عليه ان يغادر ثقافة ذلك المربع أولا, لأن الوجود في اي مربع آخر بدون ذلك هو وجود إفتراضي, وهو يقوم على النفاق والمراءات والتربص والخوف والتوجس وعلى ثقافة: أعدوا لهم ما إستطعتم من قوة
لقد قال الإمام علي بن ابي طالب (ع) الذي أسميته ذات مقالة (حكيم السيف وسيف الحكمة) أن (بقية السيف أفضل) وهو لم يكن قصد من ذلك سوى أن أولئك الذين خاضوا التجارب الكبيرة وخرجوا منها بدروس وتجارب هم القادرون حقا على الرؤيا الحكيمة, على إشتراط حسن النية وسلامة التفكير.
وما لم نكن نحن بقية السيف التي قصدها حكيم السيف وسيف الحكمة فإن العراق مرشح للبقاء في دائرة الكوارث, وخير لنا أن نكون ناس بلا وطن من أن نكون وطن من دون ناس.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا
- مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك
- هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.
- من سيذهب إلى الجحيم.. أكَلَة الخنزير أم أكَلَة الناس
- أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية
- حزب الدعوة.. بين رفاه النظرية وإمتحان الحكم
- لن تنجح العملية إذا مات المريض.. العراق وسوريا إنموذجين
- محبة الطائفة تشترط أن لا تكون طائفيا
- تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر
- ( 3 ) حزب الدعوة والدولة العراقية.. خصومة وحكومة.
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة ... ( 2 )
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة*
- صفقة موسكو.. عار حكومي بإمتياز
- الفقاعة القاتلة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس