أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - العلمانية عراقيا....... (2)














المزيد.....

العلمانية عراقيا....... (2)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 16:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




العلمانية عراقيا....... (2)
جعفر المظفر
لم يذهب بعض المفكرين الإسلاميين إلى تحريم العلمانية من باب تكفيرها كونها لا تلتزم بالتشريعات النصية تبعا للقرآن والسنة, وإنما هو حاول أن يسقط قوانين التحريم تلك من خلال إستعماله لقانون الزمان والمكان الذي يبطل العلمانية كونها (تقليدا أعمى) لحالة ولدت في الغرب نتيجة ظروف لم تعد قائمة حاليا في شرقنا العربي والإسلامي.
وبهذا فإن هذا الفكر, وإعتمادا على قانون السبب والنتيجة والتحدي والإستجابة, أكد على أن الدعوة إلى العلمانية هنا تأتي من باب التقليد الأعمى لنتيجة باتت تفتقد السبب الذي أنتجها, لأن الظروف الإسلامية والعربية لا تشابه أبدا تلك التي ادت إلى تفاقم الصراع بين رجالات الكنيسة ورجال عصر النهضة في أوروبا.
ومع ذلك فإن هذا التفسير هو نصف صحيح لأنه لم يغادرمساحة النصف سؤال والنصف إجابة.
ففي النصف الآخر من تلك المساحة توجد دعوة ملحة للتفتيش عما إذا كانت هناك الآن, عربيا وإسلاميا, أسباب مهمة أخرى قد تستدعي العلمانية كحل حتى بدون أن تضم السبب الأوروبي الذي أنتجها.
ولعل تفسيرات كهذه, وقد باتت تستهدف – تغريب - العلمانية وجعلها تأتي من باب التقليد الأعمى, الذي, وتأسيسا على هذه المنحى, لا حاجة لنا بها عربيا !, إنما تأتي في إطار الحاجة الفكرية لدعم عودة أحزاب ومرجعيات الإسلام السياسي إلى الصورة بعد ان تراجع تأثيرها بقيام الدول الوطنية وذلك في أعقاب إنهيار آخر الدول الإسلامية التي تمثلت بالدولة العثمانية, وأيضا بعد أن سجلت علمانية العسكر وأحزاب الأيديولوجيات الثورية تراجعاتها وإنهياراتها المعروفة التي أدت إلى تراجع المنظومة الثقافية العلمانية وهيأت لصعود الإسلام السياسي كما حدث في العراق ومصر وتونس وكما هو مرشح لأن يحدث في سوريا أيضا.
لكن من المهم الإعتراف أن تجربة تلك الأنظمة النصف علمانية لم تكن قد إنهارت في مواجهة مع حالة إيجابية نقيضة تتمثل بالتجربة الإسلامية السياسية, وإنما لمواجهتها ظروفا خارجية صعبة تمثلت بمعاركها ضد الإستعمار والصهيونية والتي لم تستطع مجاراتها, لقوة وشكيمة العدو الخارجي أولا, ولأنها لا تمتلك زادا فكريا ذاتيا كافيا يعينها على تلك المواجهات أو يسهل لها الإصلاحات ولا قاعدة شعبية رصينة تدعمها في مواجهاتها الكبرى, ولأنها أيضا أنظمة قمعية ساهمت طريقة حكمها في ميلاد وإنضاج تجربة البديل السلبي المتمثل بأحزاب الإسلام السياسي.
ولهذا فإن إنتصار الأحزاب الإسلامية جاء معبرا عن - نصر سلبي- نتيجة فشل الآخر, ولم يأتي معبرا عن نصر إيجابي نتيجة لوجود برامجه الإيجابية, وسوف يعرضها ذلك سريعا, وهي تخرج إلى السطح تاركة مكانها التقليدي في المعارضة, إلى إنكشاف عورات كانت أخطاء الأنظمة السابقة قد غطت عليها.
نعم لقد تراجعت العلمانية عربيا, لكنها لم تسقط, ونجح الإسلام السياسي في تسلق السلطة, لكنه لم يسجل إنتصارا واحدا حتى هذه اللحظة ما عدا ملئه فراغا كان نتج بسبب تراجع التجربة العلمانية أو النصف علمانية السابقة.
وفي حين أن الإسلام السياسي قد سجل إنتصارا سلبيا هو مجرد إحتلال فراغ وإعتلاء سلطة فإن وجوده على السطح قد وفر فرصا حقيقية لإكتشاف ما إذا كانت تتوفر لديه القدرة على قيادة المجتمع والدولة بشكل أفضل. إن ذلك لم يكن مقدرا له أن يتم ما لم يكن الإسلام السياسي قد خرج من مخبأ المعارضة, حيث كان بإمكانه أن يقول الكثير دون حساب حقيقي لأفعاله ودون فحص عملي لأقواله, إلى السطح حيث يجب تحويل ما يقوله إلى أفعال مقنعة وقادرة على ان تجعل منه بديلا إيجابيا لتجربة علمانية سابقة, لم يكن مقدرا أن يكون بديلا لها لقوة كامنة فيه, وإنما لضعف كامن فيها.
وفي حالات كثيرة ربما يكون الوصول إلى السلطة هو النصف الأسهل, لكن البقاء فيها يتطلب النجاح في النصف الأصعب. وإذا ما كانت الأنظمة النصف علمانية السابقة سواء في مصر أو سوريا والعراق والمغرب قد إحتاجت إلى ما يقارب القرن من الزمن لكي تترك السلطة لصالح الإسلام السياسي, فإن هذا الأخير قد تأكد فشله خلال أقل من نصف عقد, كما في العراق, وأقل من بضعة سنوات كما في مصر وتونس وأيضا سوريا المرشحة لذات التجربة.
وأظن أن الأخطار التي جاء بها الإسلام السياسي هي الآن اشد ضررا من تلك الأخطار التي كان حملها التيار الكنسي الأوروبي ضد حركة النهضة أنذاك, فالمجتمعات العربية, وإن هي لم تجد نفسها في مواجهة الدين السياسي لأسباب ذات صلة بالحاجة إلى النهضة والتقدم العلمي والإجتماعي, كما كان هو الشأن في أوروبا, إلا أنها باتت بحاحة إلى الدفاع عن وجودها أولا ضد التفتيت الطائفي, وعن حقها في الحياه الناهضة ثانيا.
إن تجربة الإسلام السياسي لم تقدم لحد الآن سوى كل ما يؤدي إلى تمزيق المجتمعات وإلى تجزئة البلدان, ناهيك عن التناحر والتقاتل الإجتماعي المذهبي والديني المرشح للإنفجار في معارك مفتوحة النهايات, ولذلك أرى أن العلمانية هي مطلوبة في مجتمعاتنا, ربما أكثر مما كان الطلب عليها في أوروبا.
وحيث كانت العلمانية مطلوبة هناك لأغراض التقدم, أما فهي مطلوبة عربيا وعراقيا لأغراض البقاء.. بقاء الدولة الحديثة والمجتمع المتحضر والوطن الموحد



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا
- مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك
- هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.
- من سيذهب إلى الجحيم.. أكَلَة الخنزير أم أكَلَة الناس
- أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية
- حزب الدعوة.. بين رفاه النظرية وإمتحان الحكم
- لن تنجح العملية إذا مات المريض.. العراق وسوريا إنموذجين
- محبة الطائفة تشترط أن لا تكون طائفيا
- تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر
- ( 3 ) حزب الدعوة والدولة العراقية.. خصومة وحكومة.
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة ... ( 2 )
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة*
- صفقة موسكو.. عار حكومي بإمتياز


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - العلمانية عراقيا....... (2)