أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيفا صندي - الثورة بين نظام فاشل.. وشعب محبط !!















المزيد.....

الثورة بين نظام فاشل.. وشعب محبط !!


فيفا صندي

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم.. وبعد عامين من عمر ثورة مصر الثانية، لازلنا نتساءل ماذا تحقق من اهدافها ومطالبها؟ ماذا جنى الشباب الثوري من ثمارها؟ وماذا تحقق له من احلام رافقته خلال 18 يوما من الاعتصام في الميادين الى حين اسقاط النظام؟ ولماذا لا يزال القلق والارتباك والارتجالية يسيطرون على المشهد السياسي المصري؟ وكيف تحول الحلم الى كابوس في ظل واقع غامض ومرير انقسم فيه المجتمع وتمزق الوطن؟

أن ثورة مصر هي بالأساس ثورة اجتماعية - سياسية، وهو ما كان واضحا من خلال شعارها الرئيسي "عيش.. حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية"، ولكننا إذا نظرنا إلى الواقع السياسي والسياسات الاقتصادية ـ الاجتماعية المتبعة اليوم، فلا نرى أي اختلاف جوهري مع تلك التي كانت قائمة خلال العهد القديم، بل ان الوضع اليوم اراه شخصيا اشد سوءا وسوادا بسبب استيلاء جماعة الاخوان على كل اركان الدولة، تلاه الشرخ المجتمعي الذي واكب احداث الاعلان الدستوري والاستفتاء على الدستور، اضف الى ذلك التدهور الاقتصادي القاتل الذي تسببت فيه سنتين من عدم الاستقرار وانعدام الامن، بالإضافة الى عدم وجود رؤية اقتصادية ومشروع نهضوي واضح يخرج البلاد من هذا النفق. والضحية شعب يئن تحت وطأة الجوع والفقر والبطالة والمرض.

اما القوى السياسية في مصر فلا تزال تنظر الى هذا الواقع من منظور مصالح ضيقة وحسابات سياسية محضة. والنظام الحالي فهو مشغول اكثر بالسيطرة على الدولة بكل مؤسساتها بعدما توضح ان هدفه وبرنامجه الوحيد هو اسلمة الدولة والمجتمع. اما الأمن، فهولا يزال لليوم شبه منعدم داخل مصر وعلى حدودها وسيناء على المحك. والفساد لايزال ينهش في جسد الدولة الذي لم يستطع اسقاط النظام اقتلاع جذوره. والحقوق والحريات تتأرجح بين مواد الدستور الجديد الذي يريدها اخوانية وبما يرضي شرع الله من منظور احادي وضيق. والشعب بعدما كان مدلولا ومقهورا، ها هو اليوم اصبح ضائعا ومرتبكا ومنقسما، وخيبة امله باتت واضحة من خلال السلوك العنيف والانحدار الاخلاقي والتراجع في القيم الذي بدأ يطفو على المجتمع. مما يستدعي السؤال: هي الثورة قامت ولا لسه؟ ولو كانت قامت.. هي قامت ليه؟

في تقديري المتواضع، الثورة لم تقم في مصر لتكرس نفس نظام الحكم القديم وتستبدل فرعون بزي عسكري الى فراعين بلباس وخطاب ديني. ولم تقم فقط للإطاحة بالمجلس العسكري، ولم تقم من اجل تنصيب رئيس يأمم الناس في المساجد وينهج الخطب الدينية بديلا للخطابات السياسية المقنعة. ولم تقم من اجل استبدال دستور منتهي الصلاحية الى دستور اساسا غير صالح للاستعمال.. والثورة لم تقم من اجل التخطيط لتوطين نصف مليون فلسطيني في شبه جزيرة سيناء بدعم اسرائيلي..

والثورة لم تقم ليحتفل بدخول الاسلام الى البلد عندما سمح لمذيعة الظهور بالحجاب ولمضيفة بارتدائه، ولم تقم ليتحول المجتمع الى هيئة موسعة للأمر بالمعروف بفرض الحجاب في الشغل وفي المدارس والنهي عن المنكر بإغلاق المواقع الاباحية..

والثورة لم تقم ليصادر الرأي الاخر ويضطهد الفكر المخالف وينقسم المجتمع الى ثوري/ فلول، علماني / اخواني، حداثي / سلفي.. والثورة لم تقم لتتحول مصر الى دولة الفوضى وقبلة المتشددين الاسلاميين.. والثورة لم تقم ليتخلص الناس من حياة القبر ليدخلوا مرحلة حياة البقر.

انما قامت الثورة في مصر من اجل المصالحة واعادة الثقة بين الوطن والمواطن من خلال اعطاء هذا الاخير كافة حقوقه التي تبدأ بالمواطنة التي لا تفرق بين مواطن واخر وتنتهي بالحق في الحياة مرورا بضمان الحريات الاساسية والعيش الكريم الذي يتجسد في الحق في التعليم والحق في العمل وتوفير رغيف الخبز فضلا عن المسكن والعلاج.. بالإضافة الى انصاف الفئات الهشة والمستضعفة وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حق الاختلاف وحرية الرأي والتعبير.. فما هو مخطط الرئيس للحد من الامية والبطالة؟ وما هو برنامجه لإلغاء التفاوت الطبقي الشاسع؟ وأي حل لديه للقضاء على الفتن الطائفية؟ واي حل لوضع حد للكره والتقسيم في صفوف المجتمع الواحد؟

والثورة قامت للقضاء على كل مظاهر الفساد والنهوض باقتصاد مصر المتدهور منذ عقود ليس فقط بسبب سياسة الانفتاح، وانما ايضا بسبب اعتماد سياسة الاحتكار، والشطط في استعمال السلطة، وتقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة والاستيلاء على اموال الدولة، فماذا فعل مرسي من اجل استرجاع مال مصر المنهوب؟ وما هو مشروعه النهضوي لإعادة بناء اقتصاد البلد بعيدا عن تبرعات الخليج وقروض الخارج؟ وهل يمتلك رؤيا لإنقاذ القطاع السياحي الذي يشكل 11% من الناتج المحلي الإجمالي والذي تضرر بشكل كبير بسبب غياب الاستقرار الأمني؟

والثورة قامت لإعادة بناء مؤسسات الدولة على اساس الحكامة الجيدة، وبناء دولة القانون وضمان مبدأ الفصل بين السلط واستقلال هيئة القضاء، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وتكريس الديمقراطية التي تعترف بالاختلاف وتقبل الفكر المغاير، وصياغة دستور يكون ابنا شرعيا لثورة 25 يناير يعبر عن اهدافها ويعبر عن كل مكونات الشعب ويكون محل اجماع كل القوى السياسية.. فهل نجحت القيادة الجديدة في اقناع الشعب بقراراتها السياسية ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية؟ وهل نجحت الجمعية التأسيسية في اقناع الجماهير بمسودة دستورها؟

والثورة قامت من اجل ان تسترجع مصر مكانتها وسيادتها في الداخل والخارج، وان تستقل بقرارها السياسي وان تبني سياستها الخارجية على اساس المشاركة وليس التبعية... فهل نجح مرسي في الخروج من عباءة مبارك في سياسته الخارجية؟ وهل يمتلك حلا لأزمة مياه نهر النيل والتي تعد أكثر الاختبارات السياسة الخارجية إلحاحا بالنظر الى الفتور الذي شهدته العلاقات المصرية الإفريقية في العهد السابق، والخطر الذي تشكله اثيوبيا التي لم تعد تشعر بأنها ملتزمة باتفاقيات الحقبة الاستعمارية بشأن حقوق المياه، وتتجه لسحب حصص أكبر من مياه النيل؟

نعلم ان الارث ثقيل، والحمل اكبر من كل الشعارات والوعود التي قطعتها القيادة الجديدة على نفسها، لكن هي مطالبة على الاقل في هذه الفترة الانتقالية بإبداء حسن النية مع امتلاك رؤية ومشروع يكونا نقطة البداية وتذكرة العبور نحو التغيير الذي يأمله الشعب. لكن النظام الجديد لم يبدي أي نية في التغيير الايجابي. سيطرة الاخوان على المشهد السياسي وقرارات مرسي المتسرعة والتي يليها الاعتذار ثم التراجع، وخطاباته المرتجلة وغير المحمودة العواقب ورحلاته الخارجية وتوجهه الذي اثبت انه رهين سياسة مبارك الخارجية ورهين سياسة وتوجه المرشد الداخلية.. كلها امور برهنت على ان رئيس مصر لا يملك رؤية وليس لديه مشروع واضح سوى من اخونة مصر وبذلك فانه لايزال بعيدا عن مطامح الشعب واحلامهم..

وبعد كل هذا استطيع الرد على سؤالي: الثورة لم تقم بعد، ثورة مصر الحقيقية هي ثورة عقل وثورة فكر وثورة علم وعمل من اجل بناء شعب سليم ووطن حر..
والثورة دي اكيد لسه جايه !.



#فيفا_صندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر مرة اخرى في المحك.. وهذه المرة بين منح سلطة اعتقال المدن ...
- عفاريت صناديق الاقتراع التي شككت في -عقلية مصر الثورة- لتقدم ...
- العلاقات الفرنسية - العربية في عهد هولاند.. وحلم -التغيير-
- القول الفصل في شأن محضر 20 يوليوز على لسان بنكيران -سيروا لل ...
- بين اللجوء الاجتماعي.. واللجوء الى القضاء ورفع دعوى ضد الحكو ...
- حكومة بنكيران ونزاهتها في كيفية التنصل من محضر 20 يوليوز!
- بنكيران وكذبة التشغيل وفقا لإتباع سياسة الجزر المنعزلة في حك ...
- -محمد زيان- وزير حقوق الإنسان سابقا والنقيب السابق لهيئة الم ...
- حكومة بنكيران/ سؤال بريء.. ماذا قدمت سوى جمرات الغضب للشباب ...
- تماطل بنكيران يهدد بإشعال نار المظاهرات في المغرب
- وحدتنا بالأمس الديكتاتورية.. وتفرقنا اليوم الحرية / مع فاصل ...
- الاغتيال باسم الحرية.. فمن لا يقرأ التاريخ ويعتبر سيكون مختب ...
- الأوطان تحترق-4- وعقل إطفائها العلم والمعرفة والمواطنة..
- المرأة في عيدها الأول بعد الربيع العربي .. ومكافأتها على ثبا ...
- الأوطان تحترق-3- فمن يطفئ نيرانها؟
- الأوطان تحترق-2- وكلما قامت الشعوب لإطفائها .. قعدت واحترقت ...
- الأوطان تحترق-1- والشعوب في غياهب الجهل والاستسلام
- الجزيرة القطرية : حكاية القزم الذي تسلط وتجبر على جثت العمال ...
- إعلاميون عرب أم -قارضة- جرب.. خدم السلطان بين التطبيل والتضل ...
- قراءة حول فيما سبق وفيما حدث وفيما سيأتي فأفيقوا يا شعب مصر


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيفا صندي - الثورة بين نظام فاشل.. وشعب محبط !!