أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيفا صندي - الأوطان تحترق-2- وكلما قامت الشعوب لإطفائها .. قعدت واحترقت معها














المزيد.....

الأوطان تحترق-2- وكلما قامت الشعوب لإطفائها .. قعدت واحترقت معها


فيفا صندي

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المقال السابق تعرضنا إلى نتائج وثمة حقائق أدت بنا إلى ما يسمى بالخمود الفكري الذي أدى إلى الخمود الثوري، وأحاول هنا فك شفرات طلسمت العقول العربية حتى تعزف على إيقاع واحد، لكن علينا أولا أن نعرف الأسباب، والطرح الأول هو حول كيفية جعل أيادينا تصفق بنفس الإيقاع واللحن حتى يخرج لنا إنتاجا مشتركا مبهرا؟

التاريخ يقول أننا قمنا، وكم مرة قمنا، وتلك الحقائق سالفة الذكر وأخرى غيرها، منها أسباب خارجية وداخلية، كانت تقعدنا وتضرب نهضتنا في مقتل.

لكن السؤال كيف نتعلم من الدرس ونحافظ على قيامنا.؟!

هي الإرادة أولا التي بها سوف نقوم وبها سوف ننهض.. بإرادة الشعوب جمعاء واصرارها وتفانيها في تغيير واقعها ومواكبة تطورات العصر والعالم من حولها، يمكن أن تحقق المعجزة وتقفز بالأوطان إلى حيث التقدم والكرامة والازدهار، حتى وإن وجد في الضفة الأخرى من الناس من تقول ساخرة / معجزة الهمم:"غير من نفسك أولا".

جملة فضفاضة رغم قدسيتها الدينية، إلا أن الواقع السياسي يطلب منا فكرة التغير الشامل، القائمة على أكتاف العلم والتعليم والعمل والإخلاص المفروض، بمعنى قانون وضعي يضع وينظم الصفوف، أما إلقاء المسؤولية كاملة على الفرد تحت دعوى "ابدأ من نفسك" فلن يبدأ المواطن العربي، وهذا واقع الشعب العربي بطبيعته "كسول" لحد ما ودائما ما ينتظر المنقذ او المهدي المنتظر ليخلصنا من جميع مشاكلنا.. وحان الوقت الآن أن ينخرط في عمل جماعي ويعي الدور الأكبر، والأهم أن يكون متبعا داخل منظومة الفكر الجماعي وليس بالضرورة فرض "عقد النقص" باستعلاء "الانا".. أنا المدير.. أنا المسئول.. أنا رئيس مجلس الإدارة.!

فماذا حدث لمنظومة الفكر الجماعي هذا.؟

والرد على هذا يتبع علينا أن نبحث عن جوهر القضية من خلال ثلاث علامات استفهامية تستدعي الماضي بالحاضر وتمتزج به حد المرارة.

اولها: لماذا تخلفت هذه الأمة عن بلوغ ما بلغته بقية الأمم من نهضة وتطور في كافة المجالات..؟

لأننا كأمم اصحاب حضارات وعلم، نشرنا النور الإسلامي، نشرناه بالعقل والمنطق والمحاكاة والحوار التجاري والعلمي. عندما كان يسود العقل والحكمة والعلماء يجوبون الأرض من أجل الحصول على معلومة من الاندلس إلى البصرة إلى الفسطاط إلى المدينة.
تخلفت هذه الأمة عندما كذبنا على أنفسنا وصدقنا اللغو على أنه الحق.

ثانيها: أين نحن من رواد النهضة في القرن الماضي..؟

ولأننا نسير إلى الوراء.. إلى ما قبل الأخذ بأسباب العلم الذي دعا إليه محمد علي بهدف إقامة دولة عظمى بمصر، صحيح أن الهدف كان سياسيا في المقام الاول في تكوين امبراطورية علوية كان يحلم بها.. إلا أن الميزة / الحسنة التي تركها هذا المغامر إنه نقل مصر من دولة التعاطف الى دولة العقل ( كان يخطف الصغار من اهاليهم) ويعلمهم بالقوة ويرسل بهم في بعثات علمية / تعليمية للخارج.. وقد عادوا باشوات واساطين في الطب والهندسة والعلوم والتنوير.
فهل نحن بحاجة لمن يخطفنا ويعلمنا بالقوة؟

ويبقى الاستفهام الأخير علامة فارقة ومميزة، قد ترفعنا أو تدفننا في سقر التخلف وهو: ماهي معالم مشروعنا النهضوي؟

وحتى نستطيع الإجابة والتنبؤ لهذا المشروع بعد خلقه على أرض الواقع، وجب أولا أن نفرق بين معضلة أساسية في التفرقة بين "الاسلام" و "الفكر الاسلامي".

فالفكر الإسلامي هو تراث الإسلام الفكري الذي أنتجه مفكرون مسلمون في فترة ما، لمواجهة وضع ما.
أما الإسلام فليس تراثا، وليس فكرا بشريا، وإنما هو وحي السماء إلى الأرض، وهذا الوحي لا يختص بزمن دون آخر إلا إذا أراد رب الوحي ذلك.
والفكر الاسلامي هو نتاج مفكرين مسلمين لحل مشكلات عصرهم الذي يعيشون فيه، ويجب أن يأخذوا من تراثهم الفكري ما يجدون فيه نفعا لهم، ولهم أن يتركوا ما لا جدوى منه، دون أن يأثموا بتركهم هذا، لأن التراث ليس وحيا مقدسا، وإنما المقدس هو الوحي المنزل من السماء على سيد الخلق، لا غير.
على أن الآفة التي أصابت حياتنا، أو قل حضارتنا في مقتل، هي الخلط غير السوي بين الإسلام والفكر الإسلامي، فأدى بنا الحال إلى حال أشبه بحال "دون كيشوت" بطل سرفانتس الذي أغرق نفسه في كتب الفروسية، وصور له وهمه طواحين الهواء أعداء، فراح يقاتلهم..

صورة هزلية هي صورتنا نحن.. نأخذ فكرا بشريا على إنه الإسلام، ونعيش به في عصر لم ينتج ذلك الفكر له، وإنما انتج لعصر مضى، فسبقنا العالم كله، ونحن لا زلنا في الكهف.

أما السبيل لحل هذه المعضلة فهذا شأن آخر، فهو يحتاج إلى تواصل حواري وبحثي، وفوق كل ذلك عمل مستمر جدير بالفكر الراقي بغية أن نصل إلى بر السلام بحلمنا نحن، بواقعنا الحالي، بمشروعنا النهضوي الذي تأخر كثيرا، وكلما كاد أن ينهض يجد من يقعده.



#فيفا_صندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوطان تحترق-1- والشعوب في غياهب الجهل والاستسلام
- الجزيرة القطرية : حكاية القزم الذي تسلط وتجبر على جثت العمال ...
- إعلاميون عرب أم -قارضة- جرب.. خدم السلطان بين التطبيل والتضل ...
- قراءة حول فيما سبق وفيما حدث وفيما سيأتي فأفيقوا يا شعب مصر
- المثقف العربي ودروه كضمير للأمة.. وبهلوان في ظل الربيع العرب ...
- الاضطرابات في تصريحات حكومة بنكيران حول تشغيل الأطر يشعل الش ...
- الشباب المغاربي يسعى بجدية لاقتناص طموحاته من مخالب السباع و ...
- مأزقية غياب رحمة العدل وانكسار سيف القانون وسط ركام التلوث ا ...
- أزمة مصر الثورية بين الدولة الدينية والدولة المدنية
- مأزق الجاهلية الأولى بين الحكومة الإسلامية والبرجماتية فى ظل ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيفا صندي - الأوطان تحترق-2- وكلما قامت الشعوب لإطفائها .. قعدت واحترقت معها