أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيفا صندي - الأوطان تحترق-1- والشعوب في غياهب الجهل والاستسلام














المزيد.....

الأوطان تحترق-1- والشعوب في غياهب الجهل والاستسلام


فيفا صندي

الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر المنطقة العربية من أكثر المناطق خمودا ثوريا لأسباب فسرها ابن خلدون في مقدمته، وترتبط في الأساس بعوامل تاريخية وجغرافية ومناخية بالإضافة إلى طبيعة وتركيبة الشخصية العربية.
لكن هذا الخمود غير دائم ولا مستقر، وبرهن التاريخ على أنه يمكن أن ينهض ويثور ويتحول إلى طوفان يدمر ويطيح دون مقدمات ويكون في الغالب هدفه اسقاط السلطان / رأس النظام.
فمهما طال النوم الخامد للشعوب إلا أنها تصحو دون سابق انذار وهذا ما يفسر فزعة الانظمة وتخوفها الدائم من أبسط فورات شعوبها المستضعفة، وتكثيفها الأمني الذي يعتبر أهم بند في ميزانيات حكام الشعوب الخامدة.

وفي أيام مثل أيامنا هذه، بعدما هبت رياح التغيير وقامت الثورات العربية، واطيح بالأنظمة الديكتاتورية.. ماذا تحقق لليوم؟ ماذا جنينا من ثمار "الربيع العربي" غير الضجة الإعلامية -الهوجاء التي تعكس بشكل ما حالة الخمود الفكري العربي-؟ مع استثمار الحراك الشعبي لتمرير خطابات ذات إيديولوجية دينية- ذو فكر رجعي مع إلباسها حلة الدين البراقة- جار عليها الزمن ولا تناسب الواقع الحالي من تطور فكرة الدولة بالعالم.

فبعد مرور عام وشهور من وصول هذه الإيديولوجيات ماذا قدمت للشعوب العربية غير حالات من الفزع والنفور من عودة السلطان الديني الذي افزع الناس بما يدار حول تحويل أو جعل ليبيا دويلة تخدم فكر نظام القاعدة في المنطقة العربية.. ونفس حالة الفزع والجدال الفكري الذي صار في تونس حول زيارة "وجدي غنيم بفكره الديني الرجعي".. وهي نفسها الحالة التي أفزعت الناس في مصر من فكرة إقامة الأذان في مكانه غير المناسب مع دعوات رجعية لمفهوم التعليم خاصة تعلم اللغات الأجنبية.. فماذا قدمت هذه الإيديولوجيات الفكرية؟ مع مراعاة حالة من التمرد ضد هذه النماذج / الإيديولوجيات التي تقدم الدين بمفهوم أحادي الرأي، بمعنى إن كنت توافقني فسوف تضمن الجنة وإن كنت معترضا وتخالفني الرأي فابشر بعذاب الله الأليم بنار جنهم).!

وبهذا الخمود الفكري نطرح هذه الأسئلة:

هل تحققت الديمقراطية أم لازلنا نعاني التهميش والقمع والعنف؟ هل سلكنا طريق التقدم والنهضة أم لازلنا نتخبط في مستنقعات الفساد واستغلال السلطة والنفوذ والدين؟
مرت اكثر من سنة على الثورات العربية، لكن لم نلمس بعد تغييرا حقيقيا يمكن أن يكون بداية التحول في المنطقة العربية، على العكس، فالأوضاع لا تقل سوءا عما كانت عليه من قبل.

وهنا وجب السؤال التالي: لماذا نخفق كلما قمنا....؟؟

سؤال محير، لا نستطيع الاجابة عنه إلا إذا عرينا بعض الحقائق.

والحقيقة الأولى تقول أننا شعوب تعاني الأمية والجهل. فالأرقام لا تزال مرتفعة رغم ضجيج الإعلانات الحكومية عن إنقاذ الالاف من براثن جهل القراءة والكتابة.. مسجلة بذلك ما يقرب الـ 30 في المائة من اجمالي سكان الوطن العربي البالغ 367 مليون نسمة. منهم 5 ملايين طفل خارج مقاعد الدراسة، رغم تفاخر هذه الدول بإلزامية التعليم فيها.!

أما البقية، فهي تعتبر متعلمة، لكن إلى أي مستوى؟ سؤال لا نستطيع الرد عليه إلا إذا حددنا النسب الدولية لأي مجتمع ناضج بما يدار حوله، وهذا بمعرفة مدى المستوى الكمي والكيفي للقراءة.. فهل أصبحت القراءة والكتابة تمارس خارج حصص المدارس والجامعات؟ هل أصبحت نتعاطاها بشكل يومي في المقاهي والقطارات والمطارات وعلى الأرائك والآسرة وفي أوقات الفراغ.. كهواية ونوع من الاسترخاء والتثقيف المعرفي حتى لو كانت معلومات بسيطة.؟!
فأين نحن من ذلك، وأين نحن من مفاهيم الغرب للامية، وهي عدم الحصول على شهادة علمية، إن لم نقل علمية عالية، إذا كان الواقع يحكم أننا شعوب لا تقرأ.. وإذا قرأت لا تستوعب. وهذا أكثر أنواع الأمية تعقيدا.

ربما هذه نتيجة حتمية لسنوات الخمود ولسياسات الحكام التي ارادت شعوبها دائما خارج نطاق العلم والوعي والتنوير. وهذا ما خلف اجيالا جاهلة وفارغة المحتوى، وإن ولجت المدارس والجامعات.

وما افرزته تلك السنوات لا يمكن أن تصلحه أي ثورة بين عشية وضحاها.


الحقيقة الثانية، هي أننا شعوب متقلبة في ميولها وأهوائها، تسوقها العواطف وتحكمها الأهواء لا العقل، مما يجعلنا فريسة للفتن والاشاعات وطعم سهل للأنظمة المستبدة التي تحسن العزف على اوتار الشعوب وتستغل جهلها لتزييف الواقع وممارسة الظلم والقمع، واستغلال السلطة والمال العام، وتتلاعب بعواطفها لتمرير خطاباتها وسياساتها، وبيع الحقيقة بالكذب.. فما الفرق ونحن لا يهمنا إن كُذب علينا، ما دمنا لا نطلب ولا نهتم بالحقيقة أصلا، ومادامت حدود طموحنا هي رغيف الخبز.
هكذا استغلت الانظمة السابقة سذاجة الشعوب، وهكذا تستغلها اليوم الحكومات الحالية، وسوف تسيطر عليها مرة أخرى بنفس خطى الاستدراج القديمة والتأثير على عاطفتها، مع ممارسة نفس التضليل الخطابي والقمع الفكري.. لكن هذه المرة بلغة الدين.


الحقيقة الثالثة أننا شعوب سلبية، فقدنا الاتجاه الصحيح في مواجهة قضايانا ومشاكلنا المصيرية. كثرة الظلم والفساد الاداري و تغلب سيادة الحاكم ومصالحه الشخصية على سيادة القانون، ربت في الشعوب فكرة عدم الجدوى في المشاركة في الامور العامة / السياسية، بل والتقاعس والانكماش داخل الذات مع الانفصال التام عما يدور في البلد، وترك زمامها لأقلية فاسدة، مما يكرس أكثر ثقافة القطيع. فالشعب يكتفي بالتبعية المطلقة، ويكون مستهلكا للحدث بدل أن يكون صانعا و منتجا له.


والحقيقة الرابعة أننا شعوب أنانية، وكما شرحها لنا علم النفس، الكل ينظر إلى العالم من خلال مصالحه ومنافعه الخاصة أو الشخصية، دون الاكتراث للمصلحة العامة ومصلحة الوطن. حتى في الصراعات على السلطة، ومهما كانت المرحلة حرجة ودقيقة فلا يهم سوى تحقيق النصر بشتى الوسائل الشرعية وغير الشرعية، حتى لو كان على حساب أمن البلد واستقراره حتى إذا وصل الأمر حد إحراقه.

وهذا كله يندرج تحت ما يمسى في اعتقادي بالخمود الفكري الذي أدى إلى الخمود الثوري.!



#فيفا_صندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزيرة القطرية : حكاية القزم الذي تسلط وتجبر على جثت العمال ...
- إعلاميون عرب أم -قارضة- جرب.. خدم السلطان بين التطبيل والتضل ...
- قراءة حول فيما سبق وفيما حدث وفيما سيأتي فأفيقوا يا شعب مصر
- المثقف العربي ودروه كضمير للأمة.. وبهلوان في ظل الربيع العرب ...
- الاضطرابات في تصريحات حكومة بنكيران حول تشغيل الأطر يشعل الش ...
- الشباب المغاربي يسعى بجدية لاقتناص طموحاته من مخالب السباع و ...
- مأزقية غياب رحمة العدل وانكسار سيف القانون وسط ركام التلوث ا ...
- أزمة مصر الثورية بين الدولة الدينية والدولة المدنية
- مأزق الجاهلية الأولى بين الحكومة الإسلامية والبرجماتية فى ظل ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيفا صندي - الأوطان تحترق-1- والشعوب في غياهب الجهل والاستسلام