أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيفا صندي - إعلاميون عرب أم -قارضة- جرب.. خدم السلطان بين التطبيل والتضليل وعلى كل لون يا..!















المزيد.....

إعلاميون عرب أم -قارضة- جرب.. خدم السلطان بين التطبيل والتضليل وعلى كل لون يا..!


فيفا صندي

الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قبل سنوات، تمكن صحفيان أمريكيان من الإطاحة بحكومة نيكسون حينما كشفا فضيحة ووتر جيت، والصحافة كادت أن تطيح بحكومة كلينتون حينما فضحت قصته مع المتدربة الحسناء لوينسكي في البيت الأبيض.. أخبار كثيرة لصحافة نزيهة عرفت كيف تصنع الخبر وتلاحقه وتشد إليه الرأي العام المحلي والعالمي..
هكذا تذكرت هذه الحوادث بعدما قررت عشية "الربيع العربي"، بعد طول انقطاع، اللحاق بصفوف المشاهدين والمتابعين للأخبار من خلال الشاشة الصغيرة، وكلي أمل أن أجد شيئا جديدا وفكرا واعيا، وواجهة مبتكرة مع سياسات إعلامية تواكب الانتفاضات العربية ومطامح الشعوب الراغبة في التغيير..

لكن الواقع لم يكن كما تخيلته أو كما تمنيت أن أجده، فلا جديد يذكر على المستوى الإعلامي. هي نفس القنوات ونفس البرامج ونفس الوجوه ونفس الاستراتيجيات، بل ونفس سياسات التهليل حينا والتضليل أحيانا، ولو أن الاختلاف الوحيد أن من كانوا يهللون بالأمس القريب للأنظمة السابقة، اليوم يلعنوها ولا يترددون في عرض مساوئها بل والشتم العلني، مع إعلان ولائهم للحاكم الجديد..
فأي إعلام هذا الذي لا يحترم نفسه ولا يحترم عقلية المشاهد؟ وأي مصداقية يطمح في أن يتمتع بها؟

عند متابعة "الربيع العربي" لم أسجل حيادا ولا موضوعية في تناول الأحداث، فقط ضجيج إعلامي بين من يسعى إلى تضليل المشاهد من خلال بث أخبار كاذبة، ومن يستغل الأوضاع من أجل تهييجه والمتاجرة بقضيته.

فبين إعلام رسمي أنشأته الأنظمة الحاكمة من أجل تلميع صورتها بالداخل والخارج، معتمدا بالأساس على التعتيم والتضليل وتسطيح القضايا الكبرى، وإلهاء الشعب ببرامج أقل ما يقال عنها تافهة وليست ذات قيمة تربوية ولا فكرية، مع المبايعة التامة للحاكم والتهليل المستمر لأمجاده وانجازاته وسياساته العظيمة واختزال الديمقراطية والتواضع والحرية في شخصه.

إعلام يفتقر إلى النزاهة والمصداقية، ساهم بالأمس في ترسيخ الاستبداد واستغفال الشعوب والتلاعب بعقولها وتضليل أفكارها، وها هو اليوم يخضع لقانون الأقوى ليصبح بوقا جديدا للواقع الشعبي العربي الحالي، ويدافع عن قضيته بعدما انقلب فجأة على أسياده / الأنظمة السابقة بعد سقوطها، بعد أن تفانى لسنين طويلة في الدفاع عنها ومغازلتها والتهليل بأمجادها الكاذبة.

فهل يستطيع "الربيع العربي" دق المسمار الأخير في نعش الإعلام الفاسد والانتهازي ؟

وبين إعلام خاص اختار أن يكون عبدا لشركات الإعلان ولو على حساب عقل وذكاء المشاهد، ففي الوقت الذي من المفترض فيه أن يختار المعلن البرامج الأكثر متابعة وشعبية من اجل بث مادته الإعلانية، شاهدنا العكس، وأصبحت تنتج برامج خاصة وبمقاسات معينة برعاية ولصالح المعلن ضاربة بعرض الحائط ما يطلبه ويطمح إليه المشاهد العربي الناضج.

وهي نفس القنوات التي استغلت من جهتها الانتفاضات العربية، بل وخصصت برامج تواكب الأحداث لكن بطريقتها الخاصة، حيث لم تتردد مرة في تعرية الأنظمة السابقة وكشف أسرارها من اجل جذب المشاهد، ومرة في التغني بالثورة والمبالغة في مجاملة الثوار وتلميع صورة الحاكم الجديد، ومرة أخرى في افتعال الخبر، ونشر تقارير غير حقيقية، وضرب الثوار بعضهم ببعض حد التشكيك والتدخل في الخصوصيات من اجل حقن المشاهد وتصعيد التوتر مما يضمن متابعة اشد وإعلانات أوفر.

فهل هذا هو الضمير المهني الذي يجب أن يتحلى به الإعلامي؟

واذكر هنا كيف قامت صحيفة تابعة لـ إمبراطورية مردوخ الصحفية من تقديم اعتذارها للقراء في أخر عدد لها وتغلق نفسها بنفسها وتقول للقارئ "الى اللقاء بعد 186 عاما من الصدور"، لما تجرأت وتعدت الخط الأحمر بتدخلها في خصوصية وحرمة الحياة الخاصة للأخر.

فمتى نشهد في عالمنا العربي إعلاما يحترم نفسه ويحترم جمهوره ويقبل بالتنحي إذا ما اخطأ وتجاوز خطوطه؟

أما القنوات الإخبارية العملاقة التي تتصدر القائمة في العالم العربي، فقد كانت الرابح الأكبر من "الربيع العربي"، بعدما انتعش رصيدها وأصبحت محط أنظار كل العالم حيث سجلت أعلى معدل لسعر الإعلانات في التلفزيونات العربية. هذا وقد وفرت كل إمكاناتها وتقنياتها الحديثة من اجل نقل الأحداث صوتا وصورة، إلا أنها استغلت الأحداث من اجل تمرير أهدافها وتصفية الحسابات السياسية، حيث ساهمت في تحريض مباشر وغير مباشر للشعوب وتسخينهم وتشجيعهم على العنف والتظاهر حتى لو كان على حسب امن الوطن واستقراره، وتجاوز بذلك البث منطق التغطية والأخبار إلى مستوى فرض ثقافة ما يريده صاحب الصورة ومنتجها.

فـ"الربيع العربي" اثبت أن مقولة "الصورة لا تكذب" هي فعلا مقولة خاطئة، باعتبار أن الصورة المعروضة على شاشات التلفزة تم التلاعب بها، بل وتم نقل عكس ما تقوله، مرة من خلال التحكم في زوايا الكاميرا، ومرة أخرى من خلال التكثيف على بعض المشاهد واختزالها أو حتى تجاهل أخرى من اجل التأثير على الشعوب المطحونة وجلبها الى حيث تريد سياسة القناة والقائمين عليها والممولين لها. وبذلك يكون أخطر ما قام به الإعلام هو "خنق الحقيقة" عبر التعتيم عليها وهو دور يتجاوز التزييف.

وبين ما ذكر في مجلة أمريكية من "توقعات بعض العرب بأن قناة الجزيرة ستساعد في اندلاع ثورة شعبية في الشرق الأوسط، أصبحت حقيقة". وما قالته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أن "لقناة الجزيرة الريادة والسبق في تغيير طريقة تفكير الناس وتشكيل توجهاتهم" لدليل على ما تقوم به هذه القنوات من تخطيط وتنفيذ لـ لعب سياسية قذرة من اجل خدمة مصالحها وسياساتها.

فهل هذه هي الحيادية والمهنية التي يجب ان تتوفر في وسائل الإعلام؟

أضف إلى ذلك ما عرفه "الربيع العربي" من أنواع جديدة من البرامج السياسية التي أطلق عليها "حوار الكراسي"، وهي برامج لا تعتمد على القدرات الفكرية وذكاء الضيوف السياسيين، لكنها تعتمد بالأساس على قدراتهم الجسدية ومستواهم المتدني في تبادل الشتائم، وأصبحنا نرى على شاشاتنا العربية معارك مرة بالكراسي والأيدي ومرة بالسب والقذف على الهواء مباشرة.

فهل هذا هو منتوجنا الفكري الذي نريد تصديره للعالم من خلال إعلامنا العربي؟
وبالعودة إلى تعريف الإعلام كما شرحه الألماني اوتوجروت "التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولـ روحها وميولها في نفس الوقت" تأكدت إن إعلامنا العربي هو إعلام كان ولازال فاسدا وغير ناضج.. فلا إعلام حر وموضوعي ومستقل في بلادنا العربية.

إن تغطية وسائل الإعلام العربية للثورات العربية لم تكن مهنية ولا موضوعية، بل كانت سياسية بامتياز، هدفها التحكم بعقل المشاهد وإعادة إنتاج الوعي العربي بمنظور أحادي.

فمتى سوف تطلع الجماهير العربية في ثورات مطالبة بـ إسقاط الإعلام الحالي؟
بين قوسين على استفهامي السابق حتى لا نقع فى فخ توجيه القارئ أو بعدم الحيادية فى الطرح(الاستفهام السابق ما هو إلا منتوج ما طرحه الإعلام نفسه وما أنا إلا ناقلة له).!

الإعلام هو صورة عاكسة لثقافة ووعي الأمة، ومتى ما كان الإعلام حرا وناضجا ومسئولا، عكس وعي الشعوب وساهم في خدمتها والارتقاء بفكرها.. ومتى ما كان الإعلام فاشلا وانتهازيا يسعى فقط إلى التغطية الحصرية حتى لو كان عن طريق بث الأكاذيب والترويج للفتن، وهذا لن يفرز سوى مجتمعات جاهلة ومتطرفة ومنقسمة على نفسها ( وهذا للأسف واقع حالنا المنقسم والمتطرف في أفكارنا ورؤيتنا للحظة الراهنة).!

ما نطمح إليه اليوم هو إعلام مستقل، يصنع الخبر ولا يكتفي فقط بنقله، بل يراقب بموضوعية دون تطرف أو ميل حتى يكون سلطة رابعة حقيقية تمارس الأمانة بنزاهة وحيادية ومهنية، وليس أبواق تطبل لأشخاص / مؤسسات / أنظمة / سياسات على حساب عقلية المشاهد وذكائه.

نحن في حاجة إلى وكالة عربية للأخبار تكون لسان حال كل العرب، وتحمل في جعبتها مشروع عربي قومي، تتبنى دور تربوي/ فكري وتأطيري، لا مكان فيه للمصالح الخاصة، وإنما تخدم مصالح المواطنين في كل الأقطار العربية، بعيدا عن الترويج لخدمة أجندات سياسية لقوى محلية أو دولية.
فالإعلام محتوى ومسؤولية، وليس مجرد شعارات وتطبيل وصراخ لن يقدم للمشاهد شيئا سوى تأخيره أكثر وأكثر عن الركب الحضاري.

ملحوظة: حقيقة علمية تقول: إن الجرب مرض معدي وازدادت الإصابة به هذه الأيام ويصيب جميع المستويات والأعمار، وسبب الإصابة حشرة اسمها قارضة تصيب الجلد في فترة حملها، وتبدأ الإصابة بدخول الحشرة الحامل الدقيقة جدا إلى الجسم ثم تتكاثر داخل الجلد وبعد مرور وقت قصير من الإصابة تظهر الأعراض على الشخص المصاب.!

ويا رب تكون الملحوظة وصلت لكم.!!!

فرفقا بالجماهير يا إعلاميون العرب.



#فيفا_صندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة حول فيما سبق وفيما حدث وفيما سيأتي فأفيقوا يا شعب مصر
- المثقف العربي ودروه كضمير للأمة.. وبهلوان في ظل الربيع العرب ...
- الاضطرابات في تصريحات حكومة بنكيران حول تشغيل الأطر يشعل الش ...
- الشباب المغاربي يسعى بجدية لاقتناص طموحاته من مخالب السباع و ...
- مأزقية غياب رحمة العدل وانكسار سيف القانون وسط ركام التلوث ا ...
- أزمة مصر الثورية بين الدولة الدينية والدولة المدنية
- مأزق الجاهلية الأولى بين الحكومة الإسلامية والبرجماتية فى ظل ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيفا صندي - إعلاميون عرب أم -قارضة- جرب.. خدم السلطان بين التطبيل والتضليل وعلى كل لون يا..!