أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيفا صندي - وحدتنا بالأمس الديكتاتورية.. وتفرقنا اليوم الحرية / مع فاصل من الردح.. والعدائية














المزيد.....

وحدتنا بالأمس الديكتاتورية.. وتفرقنا اليوم الحرية / مع فاصل من الردح.. والعدائية


فيفا صندي

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من السهولة أن تحرقوا كتب من تفوقوا عليكم.. ومن السهولة أن تحجبوا الأنوار بشد الستائر الثقيلة على غرف العقول.. ومن الأسهل أن تلقى على الذي يخالفك الرأي تهمة العمالة أو الخيانة.. لكن من الصعب علينا كشعوب عربية أن نعترف بحكمة نبي الدار فينا.!

وهذا يكون الحال عندما نلغي صوت العقل والحكمة، وعندما نهتم بظواهر الأمور ونتجاهل بواطنها،
وعندما نتمسك بآرائنا الأحادية وانتقاداتنا المتطرفة الأكثر من ديكتاتورية الأنظمة القمعية.
تصبح النتيجة ما نعيشه اليوم من تفرقة ونزعة داخلية حاقدة وناقمة على كل أمل وبصيص نور، بل ونهوى الانقياد إلى تقسيم أنفسنا معسكرين.. معسكر الـ "مع".. ومعسكر الـ "ضد".

فأما أن تكون مع الفوضى والقتل والترويج للفتن والإشاعات والتحريض عليها، بوعي أو بغير وعي حتى تضمن صك الاعتراف بك كـ كاتب، بل تصبح هكذا ثوري وتستحق درجة مواطن غيور على بلده، ويا حبذا في لحظة غضب وانفعال تصرخ "الله يحرق الوطن بشعبه الغبي الذي لا يتحرك"، وطبعا سوف يصفق لك الجميع إذ لعنت أجداد وأسلاف الرئيس أي رئيس أو ملك عربي. فهكذا تنال نياشين الثوار وليس بالضرورة أن يكون رفضك للرئيس مثلا من باب النقد والإصلاح، بل هو من باب الموضة والكل يسب ويلعن. والاهم أن يتوفر فيك أسلوب الوقاحة والفذلكة في قبح اللسان في الرد على كل من يخالفك الرأي.

ويكفي بالمقابل أن تقول كفى عنفا وتقتيلا ودعونا نفكر بعقل ومنطق بعيدا عن المزايدات في حب الوطن، وبعيدا عن أي تدخل أجنبي، علنا ننقذ ما تبقى في هذه الأوطان.. حتى تتهم بالخيانة والجهل وأنك مع النظام الديكتاتوري ومتواطئ معه وتحكي بلسانه. مع أن الحقيقة أبعد من ذلك، فما يهم الكاتب / المواطن الحقيقي الفعال المحرك لضمير أمته، هو مصلحة الأوطان وأمانها واستقرارها أولا وقبل كل شيء.

تلك الأوطان التي لا نفلح سوى في التغني العاطفي بحبنا لها.. حب قد يدفعنا بغير قصد أو ربما بقصد إلى تضييعها.

ومن هنا أتساءل، هل نحن واعون بما نحن فاعلون بأوطاننا؟

هل الوطنية الحقة أن نرفع شعار الثورة حارقون الأوطان لمجرد الهوس الثوري دون فكر أو ثقافة فكرية قائدة تدير الأيام الثورية لتصنع معجزات الأوطان بإخلاص شعوبها. أم نعلنها الحرب الخفية المدمرة التي تحرق في طريقها كل القيم والمبادئ؟ والضحية هو الوطن، الشعب أو الرئيس مهما تجبر وحرق فهو عرض زائل في غمضة عين يمكن الإطاحة به ولن يبقى إلا الوطن، بمفهوم الدولة، فنعم لإسقاط النظام أي نظام فاسد أما الدولة فلا.

هل نعرف أصلا معنى الوطن بمفهوم الدولة؟ وهل نتفق على صيغة واحدة تلخص حبنا له وطريقتنا في الدفاع عنه وبنائه؟


إن الوطن هو الروح الطيبة.. والبذرة الحسنة التي كلما أخلصت في اعتناءك بها وسقيتها بماء العلم ونور الفكر، منحتك وجودا وانتماء. وكلما حرصت على الارتقاء به بالعمل والبناء، منحك حماية وقيمة وسيادة. وكلما احترمت كل مكوناته مهما كانت الاختلافات الدينية أو الفكرية أو السياسية، منحك قوة واتحادا واستقرارا. والهدف هو تكريس أبناء الوطن كل اهتماماتهم في فكر متحد ورأي واحد دون فرقة أو تقسيمات من أجل الخروج بالوطن إلى بر الأمان.

وبعيدا عن الثورات وعن إسقاط الأنظمة، ما نعيشه اليوم هو أزمة حقيقية بين الوطن والمواطنين. فالكل صار صاحب قضية، والكل يدافع عن قضيته بشراسة، حتى لو كلف الأمر معاداة بني الوطن الواحد. متناسون أن هذا الوطن هو للجميع. وإنه ليس من الشراكة الوطنية في شيء، أن يسمح الإنسان لنفسه بالتعدي على حقوق ومعتقدات وفكر المواطنين الذين يتقاسمون معه الوطن والمصير.

فما أصعب أن توحدنا بالأمس الديكتاتورية، وتفرقنا اليوم الحرية..!


ما نعيشه اليوم هو أزمة تفكيك خلايا الوطن، والغريب أن من يمارس عملية التفكيك هذه هو نفسه المواطن الذي يرفع شعار الوطن أولا، ويتغنى بحبه وعظمته، ويرفع القصائد والمقالات في عشقه والولاء له. وهو نفسه الذي يحرم على غيره أبداء رأيه ويحجر عليه، ويعاديه بل ويحاربه لمجرد الاختلاف، وينتهك حرمة شريكه في هذا الوطن. وينتهك بذلك حرمة الوطن بأسره.
فالكل صار يتجاهل أن حب الوطن هو أولا حب لأبناء الوطن.. واحترام الوطن هو احترام لكل مكوناته ومؤسساته. وأي تفكيك وانقسام بين المواطنين يعني تقسيم الوطن وتشريده.

لكن تبقى الحقيقة الوحيدة أن الأوطان لا تحمى بالنزعات النرجسية، والمزايدات الجوفاء، والعداء المجاني لمجرد الاختلاف في الرأي أو الفكر، بل تبنى وتحمى بالعلم والعمل الجاد، والإنتاج المشترك، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وخصوصا بالاتحاد والتضامن وقت الأزمات. أما الاختلاف في الرأي أو الموقف السياسي أو الفكري فلم ولن يكون أبدا مؤشرا على حب الوطن أو كرهه.

فمن يحب وطنه يعمل على حماية نسيجه الوطني، ومن يحب وطنه يفكر في مصلحة الجماعة / الدولة حتى لو كان على حساب المصلحة الشخصية، ومن يحب وطنه يمارس مواطنته بأكمل وجه، مع صيانة كرامة شريكه / المواطن، ومن يحب وطنه يفكر كيف يخمد نيرانه بدل أن يحرض على إشعالها أكثر.

وبالنهاية، فأن حب الوطن ليس لغو أو كلام شعارات، بل هو فعل والتزام بأولوية مصالح الوطن في كل زمان ومكان وعلى كل الأصعدة والمستويات.

كلنا مواطنون، وكلنا نعشق تراب أوطاننا ووطننا العربي الأكبر، فأي مزايدات في هذا الأمر هي مرفوضة، وأي اتهامات هي باطلة.. فلا أحد يمتلك مفاتيح الأوطان، ولا أحد يمنح شهادات الوطنية إلا الإخلاص الفعلي والعمل المتفاني لبناء وحماية أوطاننا.



#فيفا_صندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتيال باسم الحرية.. فمن لا يقرأ التاريخ ويعتبر سيكون مختب ...
- الأوطان تحترق-4- وعقل إطفائها العلم والمعرفة والمواطنة..
- المرأة في عيدها الأول بعد الربيع العربي .. ومكافأتها على ثبا ...
- الأوطان تحترق-3- فمن يطفئ نيرانها؟
- الأوطان تحترق-2- وكلما قامت الشعوب لإطفائها .. قعدت واحترقت ...
- الأوطان تحترق-1- والشعوب في غياهب الجهل والاستسلام
- الجزيرة القطرية : حكاية القزم الذي تسلط وتجبر على جثت العمال ...
- إعلاميون عرب أم -قارضة- جرب.. خدم السلطان بين التطبيل والتضل ...
- قراءة حول فيما سبق وفيما حدث وفيما سيأتي فأفيقوا يا شعب مصر
- المثقف العربي ودروه كضمير للأمة.. وبهلوان في ظل الربيع العرب ...
- الاضطرابات في تصريحات حكومة بنكيران حول تشغيل الأطر يشعل الش ...
- الشباب المغاربي يسعى بجدية لاقتناص طموحاته من مخالب السباع و ...
- مأزقية غياب رحمة العدل وانكسار سيف القانون وسط ركام التلوث ا ...
- أزمة مصر الثورية بين الدولة الدينية والدولة المدنية
- مأزق الجاهلية الأولى بين الحكومة الإسلامية والبرجماتية فى ظل ...


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيفا صندي - وحدتنا بالأمس الديكتاتورية.. وتفرقنا اليوم الحرية / مع فاصل من الردح.. والعدائية