أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيفا صندي - الأوطان تحترق-4- وعقل إطفائها العلم والمعرفة والمواطنة..














المزيد.....

الأوطان تحترق-4- وعقل إطفائها العلم والمعرفة والمواطنة..


فيفا صندي

الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند البحث في الروايات الأدبية يمكن أن نجد بعض الحلول المثالية لمشاكلنا.
وعند الاطلاع في كتب التاريخ قد نجد المشكلة وكيف تصرف فيها الآخرين، ومنهم يمكننا تفادي نفس المشاكل التي قد نتعرض لها بنفس السيناريو..
وعند قراءة كتب وأبحاث علماء النفس قد نجد العلاج المثالي للتخلص من أمراض الشعب العربي..
وعند التمحيص والتدقيق في الرسائل الجامعية في شتى علوم الاقتصاد والسياسية والطب والهندسة والزراعة والعلوم قد نجد جملة من المشروعات النهضوية التي قد تنهض بأمتنا..

إذن المشكلة ليست في العلاج أو طرائقه، فهناك ألاف العلاجات لحل جميع أزماتنا، فمن يبدأ وكيف يبدأ؟

وهناك ملحوظة عامة الكل يعرفها جيدا ألا وهى ضرورة التسليم أولا بأنه لا علاج فعال إلا إذا قمنا بتشخيص جيد للحالة.
وقد حاولت تشخيص هذه الحالة في مقال الأوطان تحترق بأجزائه الثلاثة من قبل، محاولة وضع اليد على مواطن الخلل في تركيبتنا العربية.. وعلينا أولا كأفراد وشعوب الاعتراف بعللنا ونواقصنا كي نستطيع تخطيها، وكي نستطيع البدء منها من أجل العلاج أو على الأقل الحد منها حتى لا تنتقل العدوى إلى الأجيال القادمة.

نحن شعوب تكمن مشاكلها في مجموعة من الموروثات الفاسدة التي توارثناها سواء عن بعض، أو غرستها فينا الأنظمة من أجل تغييب عقولنا ومسح ارادتنا كي تتمكن من الاستمرارية في الظلم والفساد واحتكار السلطة. وتلك الموروثات يمكن تلخيصها في الجهل، العادي منه والمركب، والعاطفة الزائدة، والأنانية القاتلة، والاتكالية والسلبية.
وشعوب بتلك التركيبة أمر واقعي أن تعاني كل تلك المشاكل والنواقص، فمن الغباء التفكير أن بمجرد أن تطالب بالحرية والديمقراطية قد تعرف كيف تستغلها وتطبقها وتنهجها.. والسبب بسيط، فالحرية هي تحصيل حاصل ونتيجة لوصول الشعوب إلى درجة متقدمة من الوعي والمسؤولية والنضج الفكري، فهي في اعتقادي لا تمنح فقط، بل تكتسب، فهي طريقة وسلوك حياة قبل أن تكون مجرد حق يجب المطالبة به.

لكن أن تطمع الشعوب في تغيير نظام حياتها من نظام استبدادي / قهري إلى حر/ ديمقراطي كأول خطوة بعد الثورة، فكأنك تخرج من قضى في الكهف وظلماته كل حياته، وتتوقع منه أول ما تخرجه إلى نور النهار أن يرى الحياة بعين صافية وواضحة بحيث يمكن أن يسلك طريقه دون تأثير أشعة الشمس على رؤيته، ولنا أن نتخيل كم سوف يتعثر، ويسقط، ويتوه عن طريقه قبل أن تتضح له الرؤية وتزول الضبابية عن عينه.. ولنا في برلمانات "الربيع العربي" خير مثال.

وبعد حصاد العام المخيب للآمال، وجب علينا حرق الأرض حتى تعود لها عافيتها. وما اقصده هنا بالحرق هو التخلي عن الفكر المنغلق والفعل المتسرع والعاطفة البلهاء والتخبط الذي شهدناه على مدى عام ما بعد إسقاط الأنظمة.

ما نحتاجه اليوم كخطوة مستعجلة هو خروج صوت عاقل من جموع هذه الأمة، صوت يوحد كلمتها حول مشروع ذو أولويات محددة نبدأ منها وتكون أول الطريق.
لا نعرف كم سوف يستغرق هذا الطريق، لكني على ثقة أننا إذا أرادنا نتائج ايجابية فسوف يتطلب منا الكثير من الوقت، أكثر حتى من صبرنا، والأكثر من الجهد والعمل.

وصوت العقل يقول أن مشوار الألف ميل يبدأ بمشروع تعليمي / تنويري هادف، مع تكريس مبادئ المواطنة مما يمنح الشعوب الثقة في أنها تنتمي لهذه الأوطان، وأن لا تقدم للوطن إلا بمساهمة ومشاركة الشعوب أفرادا وجماعات.. يعني تعليم العقل العربي على أساس سليم ومنهج قيم ومتنوع، ومنح هذا العقل الثقة والأمان.. وجعل الفرد عنصر فعال وذو قيمة داخل منظومة الدولة.. فكلما منحت له الثقة أكثر، كلما سعى أكثر في تحقيق ذاته وفي التطوير من إمكاناته، مما ينعكس إيجابا في تقدم البلد.

وإن كنا نرفض فكرة أننا شعوب كسولة، دعونا نتبنى برنامجا أصلاحيا يبدأ من داخل الأسرة، والعائلة.. والحي.. والمنطقة.. ليشمل فيما بعد البلد بأكمله.. برنامج يربي فينا القيم، ويعلمنا ما علينا من واجبات وما لنا من حقوق، برنامج يوضح لنا معنى الحرية ومعنى الديمقراطية وكيف لنا أن نجعلهم سلوك فردي / حياتي كي نستطيع فيما بعد تحقيقهم كحق وطني ذو أساس متين.

العلم والفكر الناضج والمعرفة الواعية والمواطنة هم المفتاح الذي نحتاجه كي نسلك طريق التغيير، وبهم تتحقق الأماني، وبانعدامهم سوف نضل مكاننا نحكي نفس الكلام ونعطي نفس التبريرات ولو بعد مئة عام.!



#فيفا_صندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في عيدها الأول بعد الربيع العربي .. ومكافأتها على ثبا ...
- الأوطان تحترق-3- فمن يطفئ نيرانها؟
- الأوطان تحترق-2- وكلما قامت الشعوب لإطفائها .. قعدت واحترقت ...
- الأوطان تحترق-1- والشعوب في غياهب الجهل والاستسلام
- الجزيرة القطرية : حكاية القزم الذي تسلط وتجبر على جثت العمال ...
- إعلاميون عرب أم -قارضة- جرب.. خدم السلطان بين التطبيل والتضل ...
- قراءة حول فيما سبق وفيما حدث وفيما سيأتي فأفيقوا يا شعب مصر
- المثقف العربي ودروه كضمير للأمة.. وبهلوان في ظل الربيع العرب ...
- الاضطرابات في تصريحات حكومة بنكيران حول تشغيل الأطر يشعل الش ...
- الشباب المغاربي يسعى بجدية لاقتناص طموحاته من مخالب السباع و ...
- مأزقية غياب رحمة العدل وانكسار سيف القانون وسط ركام التلوث ا ...
- أزمة مصر الثورية بين الدولة الدينية والدولة المدنية
- مأزق الجاهلية الأولى بين الحكومة الإسلامية والبرجماتية فى ظل ...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيفا صندي - الأوطان تحترق-4- وعقل إطفائها العلم والمعرفة والمواطنة..