أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - أشخاص في ذاكرة مدينة














المزيد.....

أشخاص في ذاكرة مدينة


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 14:18
المحور: الادب والفن
    


*مطعم حسن درج
كان هنالك مطعم صغير وبسيط يقع في وسط مدينة الناصرية. وكان ذالك المطعم يقدم وجبات شوربة العدس الشهيرة ،
ويديره صاحب المطعم الساخر حسن درج.
كنا نرتاد لهذا المطعم ونحن نستمع الى نكات حسن درج .
ذات مساء تفاجأ أحد زبائن المطعم حين رآى مسمار في صحن الحساء . فصاح الزبون متذمراً .. "هاي شنو أبو فلاح أكو مسمار في الشوربة" ..
وببديهية سريعة رد حسن درج على الزبون متداركاً الاحراج الذي ألمّ في سمعة المطعم .. قائلاً.. "يمعود هي 15 فلس سعر صحن الشوربة موزين يطلع لك مسمار... قابل تريد يطلع لك تلفزيون" !!!!!
*سبيتي
تذكرت في هذه الليلة أيضاً شخصية مشهورة في الناصرية وهو (سبيتي) صاحب مطعم باجة في حي السيف .
وقد كان هذا المطعم يرتاده عدة شخصيات معروفة ومن ضمنهم الضابط عبد الكريم قاسم اثناء خدمته في الحامية العسكرية في الناصرية .. قبل أن يكون زعيماً للثورة عام 1958
المهم القصص كثيرة مابين سبيتي وعبد الكريم قاسم فقد كانا أصدقاء . لكن القصة المثيرة والساخرة حدثت حين كان هنالك ثمة صبيان مشاكسين كانو يلعبون بكرة القدم أمام مطعم سبيتي .. وأثناء إحتدام اللعبة طارت كرة القدم وحذاء احد الصبيان ليستقرا في قدر الباجة الكبير المفتوح .. غضب وأرتبك كثيرا سبيتي ذو الجسد الضخم والوجه العبوس والذي قلما ماكان يبتسم . بعدها جاء الصبي خائفا ً يطلب بالكرة والحذاء من صاحب المطعم .. تناول سبيتي (بجفجير) الباجة الكبير فخاط في القدر وإنتشل الكرة وأعطاها للصبي متحاشياً نظرات الزبائن .. ثم همس للصبي أن يأتي فيما بعد لكي يعطيه فردة الحذاء التي إختفت في قدر الباجة خشية أن يعرف الزبائن بما حصل ...
*طاهر أبو المكتبة
صاحب مكتبة 14 تموز والتي كانت تقع في شارع الجمهورية وسط مدينة الناصرية .
لقد كان طاهر رجلاً عبوساً (مدلغما ً) يرتدي ببذلة كحلية والتي لم يغيرها أبدا،ً وربطة عنقه الرمادية والتي كانت تتدلى من رقبته القصيرة وهو لم يتخلى عنها أيضا ً ومنذ زمن الحرب العالمية الثانية ،وكان صاحب المكتبة أيضاً يحافظ على كلاسيكية تسريحة شعره القصير وشواربه التي كانت تشبه شوارب الزعيم النازي (هتلر) .
وقد كان جميع أهل المدينة يعرفون طاهر أبو المكتبة ، الرجل المتميز بصرامته وعبوس وجهه وجسده القصير والممتلىء. وكان دائماً يفتش جيبوبنا قبل مغادرة المكتبة متوجساً من سرقات القرطاسية او الكتب.
فلا أحد أبدا قد شاهد طاهر مبتسماً فطيلة حياتة كانت ملامح وجهه دون تعبيرأو فرح . فقد ولد عبوساً، وعاش عبوساً، وبعث عبوساً .
*قدوري
هذا الانسان العفوي والطفولي والذي كان عادة ًمايتجول في أرجاء مدينة الناصرية ليلاً ونهاراً وكأنه حارس للمدينة .
جاء قدوري ذات ليلة الى إحدى المجالس الحسينية في شهر عاشوراء ليقوم بمهمة توزيع الماء الى المعزيّن وقد كان متأثراً لعطش ومصاب الامام (الحسين) حينها .
فصاح بصوته الاخن والمتعارف عليه وهو كان يشعر بالغضب مخترقاً طوابير الناس الجالسين بحزن وهم يستعيدون بذكرى فاجعة كربلاء " اشرب الماي
"والعن يزيد وربه " !!!!!
فإستغرب الناس وصاحوا بقدوري ويحك يارجل هذا حرام ماذا تقول!!!
فصاح قدوري وأزاد "اشرب الماي وأنعل يزيد ورب ربه !!!



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايقونات في معبد الطفولة
- مقطوعات في ذاكرة ملونة
- ترنيمات بنفسجية في محراب العشق
- تراتيل لغياب -فرات-
- شناشيل الذاكرة
- آلالام الفرس فضة
- مزامير العشق
- ظل ذاكرة ما
- العذاب المنسيّ للشاعر والكادح
- إحتضار المدن
- الابحار نحو ضفاف المدن المنسية
- حين يتوارى طائر (الميك باي) الى الغابة
- إمرأة وأحلام عارية
- الحنين الى مملكة النارنج
- أرصفة الشعر والجنون
- وداعاً أيها الكلب النبيل
- حكايات الماء والضفاف
- مرجان وفضّة عذابات القفص.. والدم المسفوك على ضفاف الفجيعة
- أساطير التراب والفضاء
- أساطير التراب


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - أشخاص في ذاكرة مدينة