أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - ظل ذاكرة ما














المزيد.....

ظل ذاكرة ما


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 19:45
المحور: الادب والفن
    


كانت تربطني مع الشاعر العراقي الراحل (كمال سبتي) صداقة كانت تحمل بعضاً من الذكريات.
ففي عام 1984 حين كنت أقيم في إحدى الاقسام الداخلية في منطقة باب المعظم اثناء دراستي في أكاديمية الفنون الجميلة- بغداد.
كان الشاعر كمال يسكن حينها في الطابق العلوي مع شاعرأخر وطلبة أخرين من الاكاديمية.
ثم إنتقل كمال فيما بعد الى غرفتي في الطابق الارضي من البناية على أثر خلاف مع الشاعر وأصدقاءه.
وقد كان في الغرفة أيضاً صديق وضيف أخر قد شاركنا السكن ، وهو المترجم والصحفي(مالك الناصري).
لقد قضينا أيام ممتعة وساخرة ومهمة .. كانت مفعمة بالحوارات واللقاءات المتكررة مع فنانين وكتاب أخرين أيضاَ، في مقهى( أبو سعد) في ساحة الميدان وفي مقهى (حسن عجمي) في شارع الرشيد.
كان الشاعر كمال سبتي كائناً ليلياً، قد أدمنت أقدامه أرصفة وأزقة بغداد والتي عشقها كما عشق سابقاً مملكة حبل السرة "مدينة طفولته الناصرية"
غالباً ماكان كمال يهذي بالشعر مع ذاته ليلاً فوق تلك الارصفة التي كانت تعرف خطاه وخطاياه تماماً !!!!
وعادةً ماكانت بوابة القسم الداخلي تغلق بعد منتصف الليل ، وكانت تلك هي مشكلة والتي يعاني منها عشاق الليل من سكنة هذا المكان.
فلم يعد هنالك خيار لاقدام الليل غير أن نتسلق تلك النوافذ ثم نتسلل خلسة عبر رواق البناية.
ولقد كان هنالك ثمة معبراً سرياً يقع خلف القسم الداخلي، إكتشفته فيما بعد وأخبرت كمال عنه ، فكان الصديق سعيداً بهذا الممر، والذي لم يتعرف عليه الحارس بعد. وكنا نكتم السر خشية من أن يتسرب خبر الممر السريّ الى حارس البناية.
وفي إحدى الليالي المتأخرة أو قبيل الفجر تسلق كمال الممر السريّ ودخل الغرفة . وقد تفاجأت حين سمعت كمال وهو كان يئن من الوجع ووجهه كان مدمى وكدمات واضحة كانت تبدو على رقبته وصدره. صرخت غاضباً، ياللعنة... ماذا حصل بك ياصاحبي!!!!!
أخبرني كمال بوجعٍ، إن أزلام النظام من الاستخبارات أو ضباط عسكريين كانوا في إجازاتهم الدورية قد إعتدوا عليه بالضرب بأعقاب مسدساتهم مع ركلات قاسية في (كراج النهضة)، لانه قد حاول إيقاف الضباط من تحرشاتهم الجنسية بطالبةٍ جامعية كانت تنتظر الحافلة للذهاب الى مدينتها. وكانت تلك الفتاة خائفة ووحيدة في مرأب النهضة.
أخذت كمال على وجه السرعة الى قسم الطوارئ في مدينة الطب القريبة من باب المعظم.
وكان حينها أكثر شيء يقلق كمال هو أثر كدمة قاسية كانت تحيط محجر عينه اليمنى، وكنت أهدأ بمخاوف الصديق.
بعد أن تفحص الطبيب آثار الكدمات على وجه وصدرالمراجع . أخبرنا الطبيب ان كل شيءعلى مايرام، باستثناء بعض رضوض كانت على عظام الصدر.. ابتسم كمال ونظر لي وقال "سعد إن عيني بخير" .
غادرنا المستشفى وقلت لكمال بودٍ...( الحمد الله على سلامتك يافارس القرون الوسطى أيها النبيل وانت تحاول إنقاذ فتاة من براثن التنين) . ضحكنا ثم ذهبنا للقاء الصديق مالك الناصري فيما بعد في مقهى أبو سعد، لاحتساء الشاي والاستماع الى المقامات العراقية .. وبعدها تأحذنا الارصفة الى حانات أبو نؤاس وعلى ضفاف دجلة لنلتقي بإصدقاء أخرين



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العذاب المنسيّ للشاعر والكادح
- إحتضار المدن
- الابحار نحو ضفاف المدن المنسية
- حين يتوارى طائر (الميك باي) الى الغابة
- إمرأة وأحلام عارية
- الحنين الى مملكة النارنج
- أرصفة الشعر والجنون
- وداعاً أيها الكلب النبيل
- حكايات الماء والضفاف
- مرجان وفضّة عذابات القفص.. والدم المسفوك على ضفاف الفجيعة
- أساطير التراب والفضاء
- أساطير التراب
- عربات وذاكرة
- الابحار نحو فضاءات الخلاص
- نذور لعودة الغائب
- البحث عن الماء
- احتراق الخطى مابين الرمال والمدن
- النزوج بعيداً
- اغتيال الجسر الاخير
- مزامير الشمس وينابيع الياسمين


المزيد.....




- وفاة الكاتب المصري صنع الله إبراهيم عن عمر 88 عاما
- وزارة الثقافة المصرية تعلن وفاة -أحد أعمدة السرد العربي المع ...
- وفاة الكاتب المصري صنع الله إبراهيم عن 88 عاما
- من السجن إلى رفض جائزة الدولة… سيرة الأديب المتمرّد صنع الله ...
- العراق يدرج موقعين في بغداد ضمن لائحة التراث العربي
- وفاة الأديب المصري صنع الله إبراهيم
- الموت خبزنا اليومي.. السينما الفلسطينية شاهدة على المجازر ال ...
- الموت خبزنا اليومي.. السينما الفلسطينية شاهدة على المجازر ال ...
- صدر حديثا ؛ الأدب الشعبي الفلسطيني الدكتورة جهينة عمر الخطيب
- كوسوفو.. اختتام فعاليات المهرجان الدولي للجداريات


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - ظل ذاكرة ما