أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - العذاب المنسيّ للشاعر والكادح














المزيد.....

العذاب المنسيّ للشاعر والكادح


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 21:46
المحور: الادب والفن
    


ماأقساك أيها الوطن، وأنت تقهر وتهمش أبناؤك !!!
(مامرّ عام والعراق ليس فيه جوع)
تذكرت تلك الليلة عذابات الشاعر بدر شاكر السياب. إبتداءاً من طفولته وعمره القصير الذي لم يكن يتعدى 38 عاماً، ثم إحتضاره وحيداً.. وموته الشاحب على ضفاف الخليج .
وأكثر ماكان يحز في النفس.
هو صدور وثيقة دنيئة مختومة من قبل مديرية موانىء البصرة، وهي تخبر عائلة السياب هذا الشاعر العظيم والرجل المريض والذي كان راقداً في المستشفى الاميري في الكويت .. بانه بات مفصولاً من الشغل في الميناء لانه قد تجاوز على الاجازة المرضية للعمل .. وبعدها مات السياب ولم يحتسب حتى راتب تقاعدي الى أيتامه أو زوجته. ثم حملت جثته الصامته الى مقبرة في البصرة .
نزف جيكور جراحاته حين مات عاشق الجدول والبساتين والمطر.
وحين يكون العذاب مشترك والظلم قاسم مشترك أيضاً. والجيل واحد مابين الشاعر ومابين العامل البسيط.
تذكرت حينها وفاة أبي، وأنا كنت بعمر سنتين حين رحل هذا الاب بقلبٍ دامٍ وعينيّن دامعتين.
وقد كان الفارق مابين ولادة أبي الكادح العصاميّ، وولادة الشاعر الكبير هو عام واحد.
حيث ولد أبي عام 1927، وتوفيّ بنفس العام الذي صادف رحيل الشاعر السياب عام 1964 . والاثنان كانا قد تعرضا للظلم والغاء حقوقها في بلدهما العراق وهما الصوفيان المعجونان بغرين الرافدين.
ثم حرمان عائلتيهما من الراتب التقاعدي وحتى هذا اليوم.
وكان والدي أيضاً قد توفي بعد إنتهاء الاجازة المرضية ولم تحتسب لعائلته حقوق التقاعد .
فبقيت المرحومة والدتي وحيدة تتكفل معيشة أربعة أيتام وبكل كبرياء، في حانوت صغيركان ينتمي الى واجهة بيتنا في شارع عشرين في مدينة ( الناصرية) .
ومازلت أتذكر عبارة الوالدة وهي تلقي علينا بحكمة الكرامة والكبرياء.
(إن الحانوت هذا ياصغاري هو أبوكم فحافظوا عليه).
إن الحانوت هو وطنكم الصغير فلا تبيعوه..



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحتضار المدن
- الابحار نحو ضفاف المدن المنسية
- حين يتوارى طائر (الميك باي) الى الغابة
- إمرأة وأحلام عارية
- الحنين الى مملكة النارنج
- أرصفة الشعر والجنون
- وداعاً أيها الكلب النبيل
- حكايات الماء والضفاف
- مرجان وفضّة عذابات القفص.. والدم المسفوك على ضفاف الفجيعة
- أساطير التراب والفضاء
- أساطير التراب
- عربات وذاكرة
- الابحار نحو فضاءات الخلاص
- نذور لعودة الغائب
- البحث عن الماء
- احتراق الخطى مابين الرمال والمدن
- النزوج بعيداً
- اغتيال الجسر الاخير
- مزامير الشمس وينابيع الياسمين
- تراتيل تحت نصب الحريه


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - العذاب المنسيّ للشاعر والكادح