أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - وداعاً أيها الكلب النبيل














المزيد.....

وداعاً أيها الكلب النبيل


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 18:55
المحور: الادب والفن
    


البطولة والاسطورة لن تتجسد بشخصية الانسان فقط في هذا الوجود ، بل أن بطولة وأفعال بعض الحيوانات العفوية والصادقة.. تستحق الخلود أيضاً
لقد وقفت إجلالأ،وأنا أتذكر حكاية الكلب النبيل وأسطورته في غرب إستراليا والذي كان يدعى " بالكلب الاحمر" .
لقدعاش هذا الكلب بقريةٍ في أعماق غرب إستراليا تسمى ب"دامبير" كانت منطقة مناجم يقطنها عمال استراليين وعمال هاجروا من أوطانهم بعدما كان يحدو بهم حلم البحث عن الثراء في تلك القارة.
حدثت القصة المثيرة والواقعية للكلب الاحمر في تلك القرية، ومازال النصب التذكاري الذي عمله أحد النحاتيين شاخصاً لهذا الكلب في تلك المنطقة النائية، وأيضاً أنتج فيلما مؤخراً تدور أحداثه عن حياة هذا الكلب.
عاش الكلب الاحمر وسط عمال المناجم كرفيق وحيوان ذكي وساخر يثير الضحك بمقالبه ومكائده وهو يمتلك من العفوية والطيبة جعلت من كل عمال المناجم يتقربون اليه ويتمنون صحبته.
كان الكلب الاحمر يلتقي كل مساء مع عمال المناجم في الحانه التي يسهر فيها العمال وهم يحتسون البيرة ، وكان الكلب أيضاً يزور العمال في بيوتهم ويصاحبهم الى العمل ويشاكسهم، حتى إن العمال في احدى الليالي قد إتفقوا على منح الكلب الاحمر عضوية الانتماء الى إتحاد نقابة العمال، وقد إقاموا له احتفال في الحانة التي حملت اسمه فيما بعد.
للكلب الاحمر مآثر وبطولات يتذكرها الناس، من ضمنها أنه أنقذ عامل محبط أراد الانتحار في الساحل المتاخم لمنطقة دامبير بعد أن فقد زوجته. حيث قفز الكلب الاحمر حين رآى صديقه تأخذه أمواج المحيط الهندي، ثم غاص الكلب في الاعماق وحاول وبكل جهدٍ ومهارةٍ ان يرفع جسد الغريق الى الاعلى حتى وصل فيه الى سطح الماء فالتقط الغريق انفاسه. بعدها قرر الغريق ان يغير فكرته عن محاولة الانتحار ثانية بعد أن منحه الكلب الاحمر الامل والحياة والهواء.
إحتفل العمال بسلامة عودة صديقهم واحتفوا أيضاً ببطولة الكلب الاحمر، حيث بات هذا الكلب رمزاً للوفاء.
في الاونة الاخيرة قرر الكلب الاحمر أن يعيش مع رفيقه "جون" والذي كان يعمل سائق باص لنقل عمال المناجم، حيث كان الكلب عادةً مايتخذ المقعد الامامي مكاناً له أثناء رحلاته مع جون لنقل عمال المناجم.
في إحدى الصباحات همّ جون بصعود دراجته البخارية، وقد لحقه الكلب الاحمر الى باب الدار، فأمره جون أن يبقى في الدار حتى عودته غداً في الصباح القادم.
بقيّ الكلب وحيداً وحزيناً هذا اليوم ولم يذهب الى الحانة او لقاء الاصدقاء.
جاء الصباح الاخر ولم يعد جون، وبقيّ الكلب ينتظر امام باب الدار ثلاثة أسابيع أملاً في عودة الرحيل، لكن جون لم يعد، وكان إستمرار الانتظار عبثاً، لان جون قد مات بعد حادث إصتدام دراجته النارية بحيوان (الكنغر) أثناء عبوره الشارع ليلاّ.
حزن الاصدقاء كثيراً حين تلقوا الخبر لاسيما وأن جون مازال يعيش شهر العسل مع زوجته الجميلة التي تعرف عليها لدى مجيئها للعمل كسكرتيرة في منطقة المناجم،
وشاطر جميع العمال حزن الكلب.
وحين يأس الكلب من عودة سيده، برح القرية وراح يبحث عن رفيقه في القرى الاخرى والسواحل والمدن في غرب استراليا ثم إستمر غيابه عدة أسابيع.
وحين أضناه البحث عاد منهكاً وجائعاً الى بيت أرملة جون. عانقته الارملة وبكيا سوية.
إحتفل العمال بعودة الكلب الاحمر ، لكن الكلب بات هادئاً يميل الى الوحدة والعزلة بعد عودته من رحلته الاخيرة.
في إحدى الايام التي حملت صدمة أخرى للعمال ولسكان منطقة المناجم بعد أن عرفوا إن الكلب الاحمر قد تعرض لاصابة تسمم شديدة فبات الكلب منهاراً وواهناً ولاأحد يعرف من هو المتهم بإعطاء الكلب الاحمر هذا الطعام المسموم.
نقل العمال الكلب الى غرفة خلفية في الحانة. حضر البيطري مرةً أخرى وبعد فحصه لحالة الكلب الصحية، أخبرهم ان حالته ميؤس منها. وقد رفض البيطري إعطاء مصل النوم للكلب للقضاء على حياته. وأيضاً رئيس الشرطة في منطقة دامبير رفض إطلاق رصاصة الرحمة على رأس الكلب الاحمر فالجميع كان يرفض فكرة موت الكلب.
بقى الكلب الاحمر يحتضر وجميع رفاقه يعتريهم الحزن.
وفي الليلة الاخيرة جاء البيطري الى غرفة الكلب فلم يجده، ثم توجه البيطري الى صالة الحانة وأخبر الرفاق "الكلب الاحمر قد غادر المكان" إندهش العمال لدى سماعهم ماقاله البيطري، بعدها غادر العمال الحانة وهم يقتفون أثر الكلب ، وفي أخر البحث وجدوا الكلب الاحمر ميتاً وهو كان يعانق قبرصديقه جون.
إنخرط الجميع بالبكاء ثم حفروا للكلب الاحمر قبراً ملاصقاً لقبر جون في الحادي والعشرين من نوفمبر عام 1979



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات الماء والضفاف
- مرجان وفضّة عذابات القفص.. والدم المسفوك على ضفاف الفجيعة
- أساطير التراب والفضاء
- أساطير التراب
- عربات وذاكرة
- الابحار نحو فضاءات الخلاص
- نذور لعودة الغائب
- البحث عن الماء
- احتراق الخطى مابين الرمال والمدن
- النزوج بعيداً
- اغتيال الجسر الاخير
- مزامير الشمس وينابيع الياسمين
- تراتيل تحت نصب الحريه
- مابين نايّ تومان.. وعازف ساكسفون سوهو
- رأس ومنفى وقمر
- الحلم العاري يغادر الخيمة
- مابين وشاية القمر.... وعبور الحدود
- الله والمطر
- التوحد في حضرة النخلة
- ثوابت مشتركة للانتفاضات المعاصرة


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - وداعاً أيها الكلب النبيل