أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - عام على الثورة السورية














المزيد.....

عام على الثورة السورية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عام , 365 يوما أو 366 يوم ؟ يبدو كل ما يحدث في سوريا عادي , أو مكرر , أو منطقي , لكن غير العادي فيه و الجديد فيه و غير المنطقي يختصر حقيقة النظام و الواقع السائدين , كل ما يجري , كل هذا المثير للغثيان و للغضب و للألم يختصر الوضع "الطبيعي" "الاعتيادي" "المنطقي" لنظام شمولي و ديكتاتور مجنون و واقع غبي : هناك في هذه اللحظة من يموتون لأنهم طالبوا أن يعاملوا كبشر , تبدو هذه المبالغة جريمة لا تغتفر لنظام و عالم يقوم على إنكار إنسانيتنا .. إن جنون الموت و هستيريا الذبح عند الديكتاتور الذي فجرته الثورة لم يكن كامنا , بل كان موجودا بالفعل بشكله ما قبل المجزرة , لم يكن قرار الديكتاتور ببدء المجزرة ابن لحظته , لقد كان القرار الأكثر طبيعية و منطقية , لا شك أن السلوك الأقرب لأن يكون غير منطقي , غير عادي , هو سلوك الذاهبين إلى الموت , تماما كما يدين رجال الدين سلوك رعاياهم الذين يديرون ظهورهم لأوامرهم و أوامر إلههم مهددين إياهم بمصير جهنمي , بتعذيب استثنائي في قسوته , الاستسلام هو شرط السلامة و عقاب التمرد على السلطة عقاب جهنمي , هكذا صاغت هذه المجتمعات القمعية شرط الحياة فيها , هكذا صاغت كل سلطة شرط الحياة , شرط تعايشها مع من تستعبدهم , منذ أن ظهرت السلطة على هذه الأرض ... مصيبة السلطة , بما في ذلك الأسد أيضا هذه الأيام , أن جنونها القاتل الذي كان يبقينا عاقلين في أزمنة الركود , يصبح هو الخالق لجنون الثورة عند العبيد في فترات الثورة , من غير السهل فهم كيمياء الخلق هذه , التي تسمى ثورة , في سوريا شعب يثور , و يموت لذلك , في سوريا شعب أصابه جنون الثورة و لم يعد من الممكن دفعه للتعايش بمنطقية و عقلانية مع سيده , مع قاتله .. مصيبتنا الحقيقية في فهم واقعنا اليوم هو ليس في خروجنا على السائد أو في تحطمينا لقواعد السلوك الطبيعي المنطقي للعبيد , بل في محاولة تقزيم مغامرتنا هذه , إجهاضها , فرملتها قبل أن تبدأ بالتحليق بعيدا عن واقعنا كعبيد , مصيبتنا اليوم في محاولة تشويه صورة الديكتاتور نفسها , تغييرها , تزويقها , تشويهها ليبدو على غير حقيقته , في تزييف صورة الديكتاتور عموما و هي حالة , وضعية لا علاقة لها لا بطائفة الديكتاتور و لا بدينه و بلونه , الخ .. يريد هذا التشويه أن يستبقي حيزا ما في وعينا لطغاة و قتلة يمكن الخضوع لهم في الحاضر أو المستقبل .. الديكتاتور يقتلنا و سيقتلنا ليس حسب طوائفنا , و لا ألواننا أو أجناسنا , كل سوري بالنسبة له غريب , خارجي , طارئ , كل سوري بالنسبة له مشروع ميت , كل سوري عبد , إما أن يعيش كعبد أو يموت كعبد , طائفته أو جنسه أو قوميته , طائفة مرتزقته أو قوميتهم الخ , هي مجرد تفصيل زائد , هذا التشويه في فهم الواقع قد يهدد باختزال التغيير , اختزال الثورة , في تغيير طائفة الديكتاتور , هذا هو , بالنسبة للثوار , أكثر الأمور تفاهة , بعد أن تجتاز كل هذه الحواجز , بعد أن تحطم كل هذه القيود , بعد كل هذا الموت , أسوأ ما يمكن أن يحدث , بعد استمرار الديكتاتور طبعا , هو أن نسجد من جديد لديكتاتور جديد , فقط بسبب طائفته .. حتى ذلك اليوم لنتمتع بالموت كأحرار , يغمض الشهداء عيونهم على حلم بأنهم و أننا نستحق و أننا سنعيش بحرية , علينا ألا نخون حلمهم أبدا طالما كنا أحياء ..
مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبنية المدراس الجديدة يتعذر تفريقها عن السجون الجديدة أو الم ...
- ألبرت ملتز , من كتاب الحجج ضد الأناركية و معها
- لن نستسلم , الموت للديكتاتور
- من الموسوعة الأناركية لسيباستيان فاور : الهرطقة
- مجرد رأي في 25 يناير
- الثورة السورية - العسكرة , العنف الطائفي , الأقليات , و تضام ...
- رفيق حسني , كلامك صحيح , لكن
- قالوا في الأديان
- تهنئة لبشار الأسد
- كل السلطة للجماهير , كل السلطة للتنسيقيات
- تحذير إلى شباب التحرير
- ارفعوا أيديكم عن ثورة الشباب السوري
- دفاعا عن الأناركية في مواجهة الحملة الإخوانية , دفاعا عن روح ...
- تحيا الأناركية
- نحو انتصار ثورة الحرية , نحو إضراب 11 كانون الأول
- مرة أخرى عما قاله الشيخ العرعور
- عن عليا المهدي و عرينا
- تعليق على ما قاله الشيخ العرعور
- الرفيق العزيز فؤاد محمد , الرفاق في اليسار العربي و العالمي
- قبل أن نقول وداعا للشبيحة


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. مصادر تكشف عن جهود إدارة ترامب -السرية- لإعادة ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بما قاله عن -أبناء منطقة الرئ ...
- تقييمات استخبارية: مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب سل ...
- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - عام على الثورة السورية