أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - لن نستسلم , الموت للديكتاتور















المزيد.....

لن نستسلم , الموت للديكتاتور


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 15:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الأيام التي مضت كان الصمت خيارا ربما ضروريا , وسط القنابل لا يمكن الكلام , وسط المجزرة الكلام يكون بالأفعال و ليس بالأقوال .. يتجدد اليوم سؤال مهم جدا بنفس أهميته في كل لحظة من تاريخنا الشخصي و من تاريخ جماهيرنا و البشرية بأسرها : هل نحن قادرون على تغيير العالم , تغيير الواقع المفروض علينا و أن نكون سادة حياتنا , في آذار مارس الماضي بدا و كأن الجواب على هذا السؤال قد انقلب إيجابيا لأول مرة لصالحنا و لصالح الجماهير السورية , نعم , بدأنا منذ آذار مارس , مع بداية الثورة , نستعيد مصيرنا , بدأنا بصنع تاريخنا أو حاضرنا بأيدينا , لكن الجلاد و شبيحته و مجرميه و تجار الدم و المصالح و موظفي الأنظمة و القوى السلطوية الاستغلالية حاولوا بكل قوتهم انتزاع مصيرنا من أيدينا ثانية محاولين مرة أخرى تحويلنا إلى مجرد عبيد , آلات خاضعة لسادتهم .. لكن ما هي حالنا اليوم : النظام السوري يهرب إلى الأمام , يحاول أن يكرر نفس الشيء كل يوم , بما يتخيل أنه أسلوب جديد في القتل و القمع , لكنه ينتهي مرة أخرى إلى نقطة البداية , الأكيد أن الإنجاز الوحيد للنظام طوال هذا العام هو فقط آلاف الشهداء و المعتقلين و المفقودين , صحيح أن الشعب السوري ما يزال أيضا قريبا جدا لنقطة البداية تلك قبل ما يقرب من عام , لكن عجز النظام عن سحق الثورة و عجز القوى السلطوية في المعارضة أو الخارج المتعطشة إلى تحقيق مصالحها عن اختطاف الثورة يعني شيئا آخر بالنسبة للجماهير السورية : أنه ما يزال بمقدورنا استعادة مصيرنا و أن تنتج تضحياتنا حرية حقيقة لنا جميعا , أي أن تكون لنا الكلمة الأخيرة في رسم مصيرنا , في انتزاع حريتنا و ليس لأي قوة أخرى .. سؤال آخر مهم جدا يتعلق بالثورة السورية و الخارج , دعونا هنا من كل الهراء عن الأنظمة الغارقة حتى أذنيها في دماء شعوبها و غير شعوبها و التي تتنافس فوق أشلائنا , الخارج الذي أقصده هنا هو اليسار العربي و الدولي تحديدا , و الأهم منه , الجماهير العربية نفسها .. صراحة , لا يمكن فهم أن تتحول قضية الثورة إلى مسألة تجاذب بين يسار تقليدي و حتى جديد يحاول تجاوز تقاليد اليسار الستالينية المتأصلة و بين قوى إسلامية سلطوية تماما لا علاقة لفقهها السلطوي الاستبدادي الشمولي بحرية الجماهير لا السورية و لا غيرها , لا من قريب و لا من بعيد .. فقدت قضية الثورة السورية في هذا الجدل أو الخلاف جوهرها كثورة في سبيل الحرية ضد ديكتاتورية دموية و تحولت إلى قضية إيديولوجية فارغة من أي معنى تماما مثل فراغ تلك الإيديولوجيات نفسها من أي مضمون أو تفسير تحرري جماهيري , حقيقة الثورة السورية لا يمكن أبدا أبدا الحكم عليها من خلال الإيديولوجيات السلطوية السائدة , قد يكون تشابه شكلاني بين علمانية أتاتورك – عبد الناصر – الأسد – بن علي السلطوية الشمولية و بين العلمانية التحررية لعصر صعود الجماهير الثوري تاريخيا لكن جوهر كلتا العلمانيتين يتناقض بدرجة أكبر حتى من التناقض بين الإيديولوجيات التسليمية المطلقة التي استخدمت تاريخيا لتبرير اضطهاد الجماهير و استعبادها و بين النظرة الإنسانية العلمية للعالم و للوجود الإنساني التي اتضح أنها قد تستخدم من بعض النخب السلطوية كتبرير لديكتاتورياتها أو من قبل الجماهير الثائرة كتبرير لنضالها الثوري ذا المضمون التحرري , تماما كما هو هائل التناقض بين التصور الشعبي البسيط عن الدين الذي يمثل بالنسبة للجماهير تعبيرا عن حريتها كنقيض لعلمانية سلطة مستبدة دموية كنظام الأسد و حتى مصدر إلهام للثوار أبناء الطبقات المفقرة و المهمشة في مواجهة جرائم و فظائع شبيحة النظام و بين التصور اللاهوتي الكهنوتي لرجال الدين الإسلامي و غيرهم من كل الطوائف الذي يعني شيئا واحدا فقط : استعباد الجماهير من قبل سادة هؤلاء .. هنا من الضروري مرة أخرى التأكيد على أهم دروس الثورات و المواجهات المشابهة في أماكن و أزمنة أخرى , مثلا عندما وقفت القيادات اليسارية التاريخية اللبنانية إلى جانب القيادات السياسية – الإقطاعية – الدينية الإسلامية , سنية و شيعية , بحجة أن المسلمين كانوا المجموعة الأكثر تهميشا في مواجهة امتيازات قيادات مارونية من نفس الطبيعة , مثل هذا التفسير للصراع الذي أدى إلى القبول بخوض الصراع إلى جانب قوى طائفية في مواجهة قوى طائفية انتهى لإعادة إنتاج النظام الطائفي الذي يقوم على محاصصة يعاد إنتاجها باستمرار عبر صراعات باردة تارة و عنفية تارة , بقي النظام على حاله تماما رغم اختلاف نسب المحاصصة بين تلك القيادات , بالنسبة للمضطهدين من كل الطوائف بقيت الأمور على حالها عمليا , ففي الواقع لا يوجد أي فرق حقيقي بالنسبة للمضطهدين في تغيير دين أو طائفة من يضطهدهم , إن التغيير الوحيد الحقيقي هو في القضاء على أي اضطهاد أو قمع أو تهميش أيا كان من يمارسه , نفس الشيء يمكن أن يقال عن نظام الخميني مثلا الذي هلل له الكثيرون تحت حجج مختلفة منها مثلا معاداة الإمبريالية بينما كان الخميني يبني نظاما شموليا توليتاريا استغلاليا بامتياز , الدرس الأهم اليوم هو أنه لا مساومة مع أي خطاب طائفي أو مع أي تجييش لتقسيم الفقراء و المهشين بقصد استعبادهم من قبل هذا النظام أو غيره , الحقيقة إن أشخاص كالعرعور ليسوا فقط عار على الثورة , إنهم أكثر من ذلك , إنهم أعداء حقيقيون لحرية السوريين و لكنهم أعداء ثانويين فقط و إن ظاهرة العرعور هي إلى حد كبير نتيجة طبيعية لوجود ديكتاتورية الأسد نفسها و ذلك على العكس من محاولة المثقفين الشبيحة أزلام الديكتاتور المجرم إظهار العرعور و امثاله على أنهم العدو الرئيسي لحرية السوريين في محاولة لتبرير جرائم سيدهم , و إلى جانب العرعور و أمثاله مارس الكثير من "المثقفين" أيضا قيئا طائفيا مستمرا على ثورتنا السورية خاصة أزلام القيادات الطائفية اللبنانية و العراقية و الخليجية و الإيرانية , نحن باختصار لسنا طوائف – قطعان يرعاها و يسوسها من يسمون أنفسهم رجال دين و يقودونها إلى الاستسلام لسادتهم أو حتى إلى مجزرة تلو مجزرة دفاعا عن سادتهم أو لكي يستولي سادتهم على المزيد من القطعان , نحن بشر انتفضنا و ننتفض في سبيل حريتنا ضد كل أصناف السادة و الطغاة و ضد كل حملة إيديولوجياتهم السلطوية الشمولية الكافرة بحريتنا و بآدميتنا , اليوم لا حاجة للكثير من الكلام , أنصتوا جيدا أيها العبيد , انتظروا صوت الجماهير و رد الجماهير على مجازر المجرم , توقفوا عن الصراخ عليكم لعنة الشعب و الثورة و أنصتوا جيدا , لن تستسلم الجماهير السورية , لن تستسلم للجلاد و لشبيحته , الثورة مستمرة نحو النصر , نحو الحرية

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الموسوعة الأناركية لسيباستيان فاور : الهرطقة
- مجرد رأي في 25 يناير
- الثورة السورية - العسكرة , العنف الطائفي , الأقليات , و تضام ...
- رفيق حسني , كلامك صحيح , لكن
- قالوا في الأديان
- تهنئة لبشار الأسد
- كل السلطة للجماهير , كل السلطة للتنسيقيات
- تحذير إلى شباب التحرير
- ارفعوا أيديكم عن ثورة الشباب السوري
- دفاعا عن الأناركية في مواجهة الحملة الإخوانية , دفاعا عن روح ...
- تحيا الأناركية
- نحو انتصار ثورة الحرية , نحو إضراب 11 كانون الأول
- مرة أخرى عما قاله الشيخ العرعور
- عن عليا المهدي و عرينا
- تعليق على ما قاله الشيخ العرعور
- الرفيق العزيز فؤاد محمد , الرفاق في اليسار العربي و العالمي
- قبل أن نقول وداعا للشبيحة
- تداعي الديكتاتورية في سوريا و باب الحرية المفتوح
- الديكتاتور و الرب
- مرة أخرى : لماذا لن يسامحنا الرب


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - لن نستسلم , الموت للديكتاتور