أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - مرة أخرى : لماذا لن يسامحنا الرب















المزيد.....

مرة أخرى : لماذا لن يسامحنا الرب


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 11:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أخي شاهر
قد يفهم أن يقوم طغاة كمبارك و الأسد بإكراه الناس على أن يتملقوهم و يتذللوا أمامهم , لأن قوتهم كما رأينا تعتمد على إحساس من يستعبدونه بالضعف و الخضوع , لكن أن يطلب الإله الحقيقي هذا من البشر , من عبيده الفعليين , فهذا غير مفهوم , إذا لم تكن تملقا و رياءا فما معنى العبادات إذن ؟ هل لاحظت أيضا أن البشر يتصرفون مع الإله بنفعية كاملة , إنهم ينظرون إليه , خاصة أكثرهم إيمانا , على أنه كائن ساذج سيصدق ما يقولوه و ينفذ ما يطلبوه لأنهم يفعلون ذلك بكل تذلل ظاهري و بطريقة شكلية تمثيلية , و أنهم قادرين على التأثير في قراراته و سلوكه بتملقهم و تذللهم , ألم تخترع الأديان العبادات و تطالب أتباعها بالتضرع لآلهتها لهذا السبب بالتحديد , يجب ألا ننسى هنا أن البشر يلجئون لإلههم فقط عندما تكون مشاكلهم أكبر من قدراتهم البشرية على مواجهتها , ما دمنا قادرين على حل مشاكلنا فالله غائب تماما عن وعينا , و قد سمعت كثيرا من رجال الدين و الدعاة يتباهون بهذا الأمر , أن الإنسان حتى أكثرهم بعدا عن الله لا يجد في هذه الأحوال أمامه إلا الله , إنهم يفتخرون بنظرة البشر للآلهة , و باعتقادهم بسذاجتها و بأن رياءهم و نفاقهم لها سيؤثر فيها فعلا , يعني الرياء و النفاق القيام بأفعال و بحركات لا تعبر عن مشاعر حقيقية , في الحب نقوم بتلك الأفعال فقط تعبيرا عن مشاعر حقيقية , لكن إذا استثنينا المتصوفة فالأديان تقوم على مشاعر الخوف و الترهيب و الطمع في نفس الوقت لا الحب , إنها تخوف الناس و تغريهم في نفس الوقت , تخوفهم بما لا يسيطرون عليه و ما يعتقدون أنه يسيطر عليهم و تغريهم بما لا يملكون و لا تملك هي حتى , لكن من اخترع الأديان كما طغاة الأرض تهمهم الأفعال فقط , أفعال التذلل و الخضوع و خاصة إذا مورست بفعل الخوف و الطمع اللذين يحددهما الديكتاتور أو أنبياء الله , أنت تؤمن بأن الله موجود و أنه هو الذي يطعمك فعلا , لكن هل تجلس في بيتك و تسأله أن يوصل إليك طعامك بالديلفري ؟ لن تفعل ذلك , و لم يفعله أيضا كبار الدعاة و الأنبياء و القديسين الذين حرصوا على أن يحصلوا على طعام جيد من مصدر معروف , من مطاعم معروفة يطبخ فيها بشر و ليست مطاعم موجودة في السماء يديرها الملائكة , المتصوفة وحدهم فعلوا ذلك , حتى أنهم ذهبوا إلى الصحراء دون زاد , أرجوك لا ترد علي بما ينسبه رجال الدين للنبي و لغيره من الأنبياء من أحاديث لتبرير ما لا يمكن و لا يجوز تبريره , فالقصة أبسط من ذلك بكثير , إذا كان الله من يرزقك فلا يوجد ما يمنعه من فعل ذلك دون أن تعمل أو تستغل عمل غيرك , لا شك أن الله كان قادرا على إطعام ملاك العبيد دون حاجتهم ليستغلوا عمل العبيد و أن يطعم الإقطاعيين دون الحاجة ليستغلوا الفلاحين و أن يطعم الرأسماليين دون الحاجة ليستغلوا عمل العمال , إذا لاحظت أن العمل يعتبر عبادة هنا فقط ( لم يمارسها بالمناسبة أي من الدعاة و الأنبياء و القديسين بعد أن اكتسبوا هذه الصفة اللاهوتية ) لأنه إذا توقف العمال و الفلاحون عن العمل فسيكون على الأنبياء و رجال الدين أن يطعموا البشر الذين يعملون و أنت ترى أن الوضع معكوس تماما , مثلا ما هي حاجة ملالي قم و أمراء و شيوخ الخليج "السلفيين" للنفط و لماذا يتقاتلون عليه و يحرمون منه شعوبهم إذا كان إلههم قادر على أن يطعمهم دون الحاجة لهذا النفط , الوضع هنا معكوس تماما , البشر هم من يطعمون أنبياءهم و قديسيهم و شيوخهم , لا أدري إن كنت قد لاحظت أن الأنبياء يعملون فقط قبل أن يصبحوا أنبياءا , بعدها يطعمهم المؤمنون الذين يعملون , أما الاغتصاب فهو ممارسة الجنس على الضد من رغبة الشريك الجنسي , لا تقل لي أن كل السبايا اللواتي سباهن الرسول و صحابته وقعن في غرام أسيادهن الجدد على الفور , الحقيقة هنا هي أنه ما عدا الغريزة الجنسية للمنتصر الذي قتل آباؤهن و أزواجهن ليس هناك أي شيء يمكن أن يبرر قيام قاتل الزوج أو الأب بممارسة الجنس عنوة بعد ساعات أو أيام إن شئت مع زوجة مالك بن نويرة أو مع صفية بنت حيي بن أخطب , لا أريد هنا أن أبالغ في ردة الفعل باتهام النبي و صحابته بسلوك غير إنساني و شنيع رغم أن هذا صحيح بمقاييس أيامنا , ما كان مقبولا عام 660 ليس مقبولا بالضرورة عام 2011 , يكفي على الأقل أن نقول أن العبيد قد اختفوا بالشكل الذي كانوا عليه يومها , و هذا ليس سيء أبدا , أتعرف كيف يكون الحب و الجنس إنسانيا كما أرى على الأقل عزيزي شاهر ؟ عندما يقرر الشريكان أن يشتركا معا بكل حرية , الحرية هي التي تجعل كل عمل نقوم به إنسانيا بالفعل , و الإكراه يجعل كل شيء مزيفا و وهما , مكروها و محتقرا , مهما بدا لك العكس , العبد الصامت ما يزال قادرا على الكره , و القيود و السلاسل يمكنها أن تقيد أيدينا لكن ليس عقولنا ,
تقول أن الله قد نهانا عن أن نعبد مخلوقات مثلنا , لكن هل هذا يعني أنه أراد لنا أن نعيش أحرارا دون أن نستعبد لأي مخلوقات , لبشر مثلنا ؟ هل تريدنا الأديان و آلهتها بالفعل ألا نخضع أو نستعبد لأي إنسان مثلنا ؟ يفسر زعماء الإسلام السياسي عبارة لا إله إلا الله على أنهم هم السادة الفعليون لنا بأمر السماء , هذا يعني أن لا إله إلا الله هي عنوان لاستعباد جديد , دعني أقول لك كيف أرى القضية , أنا أعتقد أنني منذ ولدت كائنا قادرا على أن أعي ما حولي و أعي نفسي و أن آكل مما أنتج , منذ تلك الحادثة كان قدري بالتالي أن أعيش حرا أو أن أناضل في سبيل أن أعيش حرا , بالنسبة للكهنة و رجال الدين , و طبعا لطغاة الأرض , قدري هو أن أكون عبدا لهم , أبعد من ذلك , تعرف كيف أصبحت أنا و أنت مسلمين يا شاهر , أقلية من البشر آمنت بالإسلام ثم فرضته على الآخرين : حروب الردة و الفتوحات , ثم فرض الجزية على سكان البلاد المفتوحة من غير المسلمين الأمر الذي دفع معظمهم لاعتناق الإسلام , هكذا أيضا أصبحت أنا حنفيا و أنت شافعيا مثلا أو مالكيا , حدث هذا بعد أن قضى صلاح الدين على الفاطميين , ثم قام المماليك بالقضاء على حكم الأيوبيين ثم العثمانيين بالقضاء على حكم المماليك , في كل مرة كانت العقيدة الرسمية للسلطة تتغير و تصبح بالضرورة هي العقيدة السائدة , أي عقيدة أجدادنا , لا تقل لي أنك بالصدفة اخترت أن تكون مثل والدك و جدك تماما , لكن هذا ليس قدرنا يا شاهر , نحن نملك عقولا و قبضات و مطارق لكي نصنع أقدارنا إذا شئنا , الشيعة المغلوبون على أمرهم و المضطهدون تاريخيا مارسوا مثل هذا و أكثر ربما على أيدي الصفويين في إيران و العراق الذين اضطهدوا السنة بقسوة تشبه القسوة التي تعرض لها الشيعة على مر قرون , أصبح رعايا الإمبراطورية الرومانية مسيحيين بقرار من إمبراطورهم , و حدد هو أيضا بقرار إمبراطوري معنى الإيمان المسيحي الصحيح , البعثات التبشيرية في النصف الثاني من القرن 19 قامت بتنصير بعض المسلمين و الدروز في بلاد الشام بمنحهم بعض الامتيازات التي كانت الدولة العثمانية تمنحها لرعايا تلك الدول , لا شك أن هناك كثير أيضا قد اعتنقوا الإسلام و المسيحية و غيرهما برغبة صادقة لكن بالنسبة لهؤلاء , لهذه القلة , كان الحديث عن قتل المرتد أو تكفيره أو استتابته شيئا فارغا , غبيا , لأنهم هم أنفسهم مارسوا الردة بمعنى أنهم تبعوا قناعاتهم و رفضوا تقليد السائد من حولهم , أتعرف أخي شاهر , فقط في مجموعة من بشر أحرار و متساوين يمكن للإنسان أن يختار بكل حرية و تجرد ما يريد دون إكراه من أي كان , بما في ذلك دينه , عندها فقط يكون الإيمان صادقا و حقيقيا لأنه حر , تقول أنني عبد هواي , هذه طريقتك في أن تصف حالتي كحر , لكن هناك احتمالان لا ثالث لهما : إما أن أفعل ما أريد , عندها أكون حرا , أو عبدا لأهوائي , أو أن يفرض أحد ما علي ما يريد , عندها أكون عبدا لغيري , لأهواء غيري , نبيا كان أم قديسا أو ديكتاتورا , أخيرا أعتقد أنه علينا أن نشكر جميعا كل من أحرق على الصليب أو قطع جسده أو ذبح لأنه استخدم عقله , كلامك أو كلام أي من الأعزاء كان سيضمن له بكل تأكيد محاكمة أمام محكمة تفتيش و ربما حكما بالقتل , لقد تغير العالم بفضل هؤلاء يا عزيزي , يمكننا أن نساهم أيضا في تغييره , في جعله أكثر حرية , بأن نكون أكثر حرية نحن أنفسنا , لا أدري عن الجنة التي نفوز بها بأن نكون عبيدا , هذه فيها أخذ و رد على الأقل , أما الجنة التي نفوز بها عندما نكون أحرارا , هذه جنة ملموسة و لا تشترط منا إلا أن نكون بشرا , فقط , بالمناسبة يمكنك أيضا المشاركة في جنة البشر الأحرار , بل و أن تبقى مؤمنا بإلهك , لكن دون أن تفرض رأيك على أحد أو ان تقبل بأن يفرض أحد رأيه عليك , دون أن تستغل احدا و دون أن تقبل بأن يستغلك أحد ما ,
أخي محلل نصوص , أعتذر عن عدم السرعة بالرد و لكن لماذا أنت مستبد لهذه الدرجة ؟ يفترض بمحلل النصوص أن يكون أكثر حلما و عقلانية , أما سؤالك الصعب فالمرجعية هي أنا و أنت , عقولنا , تفكيرنا الحر و نقاشنا الحر , يعني مهما كان ما يقوله شخص ما أو اقوله أنا أو تقوله أنت يبقى من حقنا جميعا أن نفكر , نعترض , نناقش , ننتقد و نرفض , أما لماذا أعتقد أن الآلهة ترضى بالقتل و الاغتصاب و الخ , يكفي مراجعة بسيطة لتاريخ البشرية و الشرق إن أردت , الفتوحات , الحروب الصليبية , حروب الردة , السبي , الغنائم , الحرب تعني القتل , و السبي اغتصاب , و الغنائم لصوصية , و التكفير إن لم يكن ذبحا و سحلا فهو على الأقل شتم , أما إذا كنت قد مارست أيا من هذا فعليك بصفحة سوابقي عند أمن دولة بشار الأسد و مخبري الإله الذين كلفهم بمراقبتي كما يقول رجال الدين



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لن يسامحني إلهك يا أخي ؟
- عن موت القذافي
- لكن الإله الجديد أيضا غير موجود , وهم , ككل الآلهة القديمة و ...
- تعليق على موضوع عن قصتي مع الإلحاد
- عن قصتي مع الإلحاد
- قصتي مع الإلحاد
- حوار مع فقير سني و مع فقير علوي عن الحرية
- تحذير عاجل
- تعليق على الحوار مع الرفيق نايف سلوم و على وثائق المجلس الوط ...
- إيما غولدمان و رودولف روكر عن الأناركية
- 3 فصول من كراس الفيدرالية الشيوعية الأناركية في إيطاليا : ال ...
- هل قامت الأديان بمساهمات مفيدة للحضارة ؟ لبرتراند راسل
- التدخل الخارجي , و مخاطر انزلاق الثورة السورية
- العرعور و الثورة السورية و العلمانية
- من ضد من في الثورات العربية ؟
- اتخاذ القرارات بالإجماع
- أهم عشرة أسباب لكون البيرة أفضل من يسوع ( و سائر الآلهة و ال ...
- ما هي الجمعية الشعبية ؟
- حرية السوريين ليست مسألة فقهية
- رسالة من امريكا سكارفو الى ايميل ارماند


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - مرة أخرى : لماذا لن يسامحنا الرب